بدأ الأمر بمزحة تناقلها سكان قرية سانت ​كورونا​ أم فيكسيل النمساوية، عندما وجدوا تشابهاً بين اسم قريتهم مع ​فيروس​ كورونا المستجد. لكن المزحة لم تستمر، بعدما تحول الفيروس إلى وباء انتشر في أكثر من 100 دولة حول العالم، لدرجة دفعت عمدة القرية النمساوية إلى إعادة التفكير في اسم قريته وشعارها التسويقي السياحي الذي بات مرتبطاً باسم فيروس قاتل.

وقال رئيس البلدية مايكل غروبر: "قد نحتاج إلى إعادة التفكير في اسم قريتنا بسبب تشابهه مع اسم الفيروس الذي تحول إلى وباء قاتل". وأضاف: "الأمر في البداية كان مجرد دعابة لرؤية فيروس اسمه يشابه اسم القرية، لكن النكات توقفت منذ أن أصبح الوباء في غاية الخطورة".

وتعد ​السياحة​ البيئية المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للقرية التي يبلغ عدد سكانها نحو 400 شخص، وتقع على بعد حوالي 100 كيلو متر جنوب ​فيينا​ عند سفح جبال الألب. ويقول غروبر: "ربما يتعين علينا إيجاد اسم جديد للترحيب بالسائحين، حيث أن شعار القرية يحمل اسم كورونا، وهو الاسم الذي يظهر على الكتيبات والمعلومات الأخرى للسياح".

وتشمل معالم الجذب في القرية التي تحمل اسم القديس الكاثوليكي كورلا، التزجل على الجليد وركوب الدراجات الجبلية. وحتى الآن، وصل عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في النمسا إلى 5315 حالة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 36 حالة.

واتخذت الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 9 ملايين شخص إجراءات صارمة للحد من التحركات لمكافحة انتشار الفيروس.

وبشكل عام، تمثل تسمية الأمراض والأوبئة الجديدة، صعوبة على العلماء الموكلين بذلك، فهناك العديد من الاعتبارات التي يهتمون بها قبل اتخاذ القرار، أبرزها أن يكون الاسم جديد وفريد وقصير وجذاب، ولا يتسبب في إيذاء مشاعر أحد أو إثارة غضب منطقة ما أو وصمها، فقد تؤدي إساءة اختيار الاسم إلى إلصاق وصمة العار بمنطقة بأكملها، أو تقويض قطاع كامل، أو تفجير أزمة دبلوماسية.

فمع انتشار فيروس كورونا المستجد، انتشرت مسميات عديدة له منها: ​إنفلونزا​ ووهان، فيروس كورونا ووهان، فيروس كورونا المستجد 2019، والفيروس المسبب للالتهاب الرئوي بسوق الأطعمة البحرية في مدينة ووهان. ونشرت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسسات تقريراً يقترح اسم: فيروس كورونا الثاني المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد، أو سارس 2، للإشارة إلى ارتباطه الوثيق بفيروس سارس الأول. غير أن منظمة الصحة العالمية، أعلنت في مؤتمر صحفي، الاسم الرسمي للمرض الذي يسببه الفيروس المستجد.

ويقول المتخصص في الفيروسات الفتاكة بالمعهد الوطني للصحة، جينز كوهن، أن تسمية الفيروسات ليست سهلة على الإطلاق، فقد تتسبب في إثارة غضب الناس لأسباب مختلفة.