أمسى العالم في حالة إغلاق؛ فالأماكن التي كانت تعج بصخب الحياة اليومية وضجيجها أضحت مدن أشباح بعد فرض قيود هائلة - من عمليات الحجر المنزلي وإغلاق المدارس إلى قيود السفر وحظر التجمعات العامة.

ومن الواضح أن الاستراتيجية الحالية القائمة على عزل أجزاء كبيرة من المجتمع ليست مستدامة على المدى الطويل، فالضرر الاجتماعي والاقتصادي سيكون كارثيا.

-وعن حاجة البلدان، فهي "استراتيجية خروج" - أي طريقة لرفع القيود والعودة إلى وضعها الطبيعي. ولكن كيف "نستمر عندما يكون القلق من الفيروس التاجي مرافقا لحياتنا اليومية؟

1- نصائح للتعامل مع القلق من فيروس "كورونا"

اذا كنت منشغلا بإعادة جدولة أعمالك الرئيسية أو الاتصال بمكتب طبيبك للسؤال عما إذا تم إلغاء زيارتك القادمة. تذكر أن الشخص الموجود على الطرف الآخر من ذلك ​البريد الإلكتروني​ أو المكالمة الهاتفية يمر بنفس الشيء. يساعدنا هذا الجانب من التجربة على الشعور بالطمأنينة بعض الشي.

-عندما ترسل بريدًا إلكترونيًا أو تتصل بشخص ما، اختر المكالمات الهاتفية عبر وسائل التواصل كلما أمكن، فذلك يمكن أن يساعدك على الشعور بعزلة أقل.

-المدراء، حان الوقت للتواصل المفرط. تواصل مع موظفيك أكثر من المعتاد، حتى إذا لم يكن هناك أخبار للإبلاغ عنها. ضع في اعتبارك مكالمتهم للتحقق من رفاهية فريق العمل.

2- كن ايجابيا في التفكير

ينبع القلق غالبًا من الشعور بأننا العالم لم يسيطر على الفيروس بعد. تتمثل إحدى الطرق لتخفيف الضغط ومنع الكارثة في تركيز انتباهنا على الأشياء التي يمكننا انجازها (حتى الأشياء الصغيرة) وإخراج أنفسنا من ضغط الأشياء التي لا نستطيع ان ننجزها في زمن الكورونا.

-يجدر بمن ينتابه القلق، أن يتذكر أن هذه الفترة الحرجة مؤقتة وزائلة، أي أنها لن تدوم طويلا، لأن البشرية سبق لها أن اجتازت محطات أشد وطأة في ماضيها البعيد والقريب.

-حافظ على نظافة وتنظيم مساحة العمل الخاصة بك. حتى إذا كانت ​زاوية​ طاولة المطبخ الخاصة بك، فإن تقليل الفوضى يمنحك شعورًا بالتحكم ويساعد على تهدئة عقلك.

-​ابدأ​ كل يوم بوضع أهداف قابلة للتحقيق، مثلا: اليوم سأبتعد عن جهاز ​الكمبيوتر​ الخاص بي وأتناول غداء حقيقي بدلاً من تناول وجبة خفيفة على مكتبي. فتحقيق الامور التي لم تكن قادرا على فعلها في السابق يساعدك على تخفيف الضغط.

3- تخفيف الأعراض الجسدية للإجهاد

للحالة النفسية تأثيرها على جهاز المناعة، لذلك فإن التوتر الزائد والدخول في دائرة وسواس الكورونا لن يكون له إلا نتائج سلبية على صحتك، فسوء الحالة النفسية يتسبب في ضعف جهاز المناعة وبالتالي يؤثر على درجة مقاومة الجسم لفيروس كورونا، كما أنه في حالة الإصابة بالفيروس يؤخر مدة الشفاء منه.

-تخلص من توتر العضلات، خذ نفسًا عميقًا واسترخي وفكر بكل عضلات جسدك واحدة تلو الأخرى، بدءًا من قدميك وصولا الى رأسك.

4- ساعد الاخرين

إن مساعدة الآخرين وعمل الخير يبني الاحترام، ويعزز التواصل، ويذكرنا بأنه يمكننا إحداث فرق.

-اتبع إرشادات مركز السيطرة على الأمراض لمنع انتشار الفيروس، فالشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به جميعًا هو اتخاذ الاحتياطات لوقف انتشار الفيروس.

-اعرض مساعدة زميل يشعر بالإرهاق، حتى إذا تجاوز دورك أو مسؤولياتك المعتادة.

-دعم أصحاب الأعمال المحليين في منطقتك الذين سيتأثرون بشكل كبير بالحجر الصحي. كالتبرع للمؤسسات غير الربحية التي قد تعاني من خسائر كبيرة نتيجة الاغلاق.

5- تدرب على الرعاية الذاتية عند الحجر المنزلي

في أوقات الحجر المنزلي، قضاء الوقت في رعاية عقلك وجسمك يمكن أن يساعدك على التحكم في التوتر، وتحسين المرونة، ويجعلك أكثر فعالية في العمل، ويعزز نظام المناعة لديك.

-كن لطيفًا مع نفسك ، مهما كان شعورك. مشتت في العمل؟ محبط من الروتين الجديد؟ حسنا، امنح نفسك القليل من الصبر.

-قم بالتمارين الرياضية في المنزل، كوضع تذكيرًا على هاتفك للمارسة نشاط معين مرة كل ساعة.

-بالنسبة لأولئك الذين يعملون من المنزل. امنح نفسك الوقت الترفيهي لفك الضغط. مارس الرياضة أو اقض بعض الوقت مع عائلتك أو شاهد عرضك المفضل على "​Netflix​" مثلا.

-تناول الطعام المغذي وافعل ما بوسعك للحصول على نوم جيد كل ليلة (سبع ساعات على الأقل).

-تجنب التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بأنها مصدر للحقائق، فكثير مما ينشر عليها ما هو إلا استنتاجات أو رؤى شخصية لن يكون لها فائدة سوى زيادة القلق والخوف.

-احرص على الحصول على المعلومات من مصادرها الحقيقية، وهي وزارات الصحة في الدول المختلفة وتصريحات المسؤولين.

-تذكر دائماً أن العالم واجه الكثير من الأوبئة والأمراض، ولكن ربما لأنه حالفها الحظ ولم تأت هذه الفيروسات والأوبئة والأمراض في أوقات انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فكانت الشعوب تتعامل مع هذه الأزمات بشكل أكثر هدوء وحكمة، فالخوف الزائد قد يدفع لارتكاب أفعال تتسبب في مشكلات كثيرة.