يشهد العالم اليوم استنفارا واسعا في مواجهة ​فيروس​ "كورونا" 19 على كافة المستويات الطبية ، الصحية، ال​اقتصاد​ية والاجتماعية ، بعدما تحوّل الى وباء خطير سريع الانتشار بين البلدان ، ​شديد​ الفتك بالبشرية .

بالتأكيد، سيسجّل التاريخ كيف اخضع هذا الفيروس دول العالم للحجر الالزامي ، ناشرا الهلع في صفوف القادة والشعب على حد سواء.

امس ، اعلنت منظمة الصحة العالمية، أن وباء "كورونا" هو أسوأ أزمة صحية تواجه العالم داعية كافة الدول إلى عزل كافة المصابين بفيروس كورونا من أجل قطع سلسلة انتشار الفيروس حول العالم، وتقديم ​الرعاية الصحية​ اللازمة لهم.

واذ يبدو من المبكر تحديد الاكلاف المادية والمالية التي سيخلّفها هذا الفيروس ، ثمة معلومات حول ما رصدته معظم الهيئات الدولية والبلدان في خطة المواجهة من خلال الآتي :

في ​لبنان

أقر ​مجلس الوزراء اللبناني​، في 10آذار، تعديل اتفاقية قرض من ​البنك الدولي​، لتخصيص جزء منه لمواجهة انتشار فيروس "كورونا" في البلاد.

ومن المقرران تتم إعادة توزيع القرض، البالغ 120 مليون دولار، بحيث يُخصص 39 مليون دولار منه لتجهيز المستشفيات الحكومية، وتشخيص ومعالجة المصابين بالفيروس.

الامم المتحدة

فقد اعلن في 16 آذار الحالي قادة دول ​مجموعة السبع​ أن تكثيف إجراءات التصدي ​لفيروس كورونا​ أولوية قصوى، مشيرين إلى الاتفاق على زيادة المساعدات الطبية للدول التي تحتاجها، معتبرين أن كورونا يشكل خطرا رئيسيا على ​الاقتصاد العالمي.

وكان في اول آذار ، قد اعلن اليوم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارك لوكوك، عن تخصيص 15 مليون دولار أمريكي من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF) للمساهمة في تمويل الجهود العالمية الرامية إلى احتواء الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19.

وجاء الإعلان في الوقت الذي رفعت منظمة الصحة العالمية تقييمها للمخاطر العالمية المرتبطة بفاشية فيروس كورونا إلى مستوى "مرتفع جداً"، وهو المستوى الأعلى لتقييم المخاطر لدى المنظمة. غير أن المنظمة قالت أيضا إن الفرصة ما زالت سانحة لاحتواء الفيروس إذا تسنّى قطع سلسلة انتقاله.

وتم توجيه المبلغ المخصص من الأمم المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية و​منظمة الأمم المتحدة​ للطفولة (اليونيسيف)، حيث سيُستخدم لتمويل أنشطة أساسية تشمل رصد انتشار الفيروس وتقصي الحالات وتشغيل المختبرات الوطنية.

وكانت المنظمة قد أصدرت نداء للتبرع بمبلغ 675 مليون دولار أمريكي لتمويل مكافحة فيروس كورونا الجديد.

البنك الدولي

كما اعلن البنك الدولي عن تخصيص 12 مليار دولار مبد ئيا لمساعدة الدول التي تعاني من الآثار الصحية والاقتصادية لتفشي فيروس كورونا الذي انتشر بسرعة من ​الصين​ إلى نحو 80 دولة.

صندوق النقد​ الدولي

من جهته ، يدعو صندوق النقد الدولى، لرد عالمى مالى منسق لمواجهة أزمة فيروس كورونا،. ويأتي ذلك ، بعد قيامه مطلع الشهر الجارى برصد مبلغ 50 مليار دولار لدعم الدول المتضررة من تفشى فيروس كورونا.

ويقول الصندوق: إن انتشار فيروس كورونا قضى على التوقعات بشأن نمو اقتصادي قوي في العام الحالي، وسيدفع أرباح الناتج العالمي لعام 2020 إلى أدنى معدل له منذ ​الأزمة المالية​ عام 2008.

وبرأي الصندوق أن ​السياسة المالية​ يجب أن تتقدم لدعم المتضررين من الأشخاص والشركات، بما في ذلك في القطاعات غير الرسمية التي يصعب الوصول إليها.

"لقد اتخذت خطوات هامة في الاتجاه الصحيح في الأيام الأخيرة، ولكن ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به"، بحسب الصندوق.

وسيكون الصندوق على استعداد لتعبئة قدرته البالغة تريليون دولار لمساعدة أعضائه لمحاربة فيروس كورونا وانتشاره على المستوى البشري والاقتصادي والمالي.

المفوضية الاوروبية

أعلنت المفوضية الأوروبية، في 16 آذار الحالي ، عن تخصيص تمويل بقيمة 80 مليون يورو لشركة ​الأدوية​ الألمانية "كيورفاك"، التي تجري أبحاثاً حيوية بهدف تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا.

سبق ذلك اعلانها في اواخر شباط ، عن ​حزمة مساعدات​ تصل إلى 232 مليون يورو لمساعدة الدول الأعضاء وتعزيز التعاون الدولى لمواجهة تفشى فيروس كورونا الجديد.

الولايات المتحدة​ الاميركية

اقر الرئيس الأمريكي ​دونالد ترامب​ ميزانية عاجلة بقيمة 8.3 مليار دولار لمكافحة فيروس كورونا مع ارتفاع عدد حالات الإصابة في العالم.

خفضت الولايات المتحدة أسعار الفائدة إلى ما يقرب من الصفر، وأطلقت برنامجا تحفيزيا بقيمة 700 مليار دولار، في محاولة لحماية الاقتصاد من تأثير فيروس كورونا.

الاتحاد الاوروبي

وذكر مفوض الاتحاد الاوروبي انه خصص مؤخراً مبلغ 10 ملايين يورو لدعم عمليات البحث العلمي بهدف فهم المرض وعلاجه.

فرنسا

كشف وزير المالية الفرنسي برونو لومير، عن حزمة تدابير مالية بقيمة 45 مليار يورو (50 مليار دولار)، لمساعدة صغار الشركات والموظفين الذين يعانون تداعيات تفشي فيروس "كورونا".

وقال لومير، إن ​فرنسا​ ستحشد كل قوتها لمحاربة "كورونا"، ولا تريد حدوث أي حالات إفلاس للشركات.

بريطانيا

كشف وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك، عن حزمة بقيمة 30 مليار ​جنيه استرليني​ لتعزيز الاقتصاد وتخليص البلاد من تفشي فيروس كورونا.

ومن بين 30 مليار جنيه استرليني في ​الإنفاق​ الإضافي، ستخصص 12 مليار جنيه استرليني اي 14،8مليار دولار على وجه التحديد في تدابير مكافحة فيروس كورونا، بما في ذلك 5 مليارات جنيه استرليني على الأقل لهيئة ​التأمين الصحي​ القومية في إنجلترا، و7 مليارات جنيه لرجال الأعمال والعمال في جميع أنحاء ​المملكة المتحدة​.

اسبانيا

أصدرت ​الحكومة الاسبانية​ مرسوماً يقضي بأن جميع الأشخاص الذين يقومون بالعزل الذاتي سيحصلون على إعانات إجازة مرضية، كما أعلنت الخميس الماضي، سلسلة من الإعفاءات الضريبية التي تمثل ضخ 14 مليار يورو في الاقتصاد، وبالإضافة إلى ذلك، تعهد رئيس الوزراء سانشيز بتقديم 3.8 مليار يورو لتعزيز الرعاية الصحية.

ايرلندا

خصصت ​إيرلندا​ مبلغاً هائلاً بقيمة 3 مليارات يورو (3.36 مليون دولار) في محاولة لحماية اقتصاد البلاد، ومعظم هذا المبلغ المقدر بنحو 2.4 مليار يورو، هو لدعم الدخل لأولئك الذين يعانون العزلة الذاتية أو الذين تم تشخيصهم، فيما تم تخصيص 435 مليون يورو للخدمة الصحية بما في ذلك توفير مساحة في المستشفيات، وتوسيع نطاق الاختبار المنزلي والإدارة عن بعد للمرضى وإضفاء المركزية على شراء معدات الحماية.

سويسرا

خصصت "برن مؤخرا أكثر من 10 مليارات دولار لدعم الاقتصاد وسط الأزمة، وقالت إنها لا تزال مستعدة للمزيد.

الصين

اعلن البنك ​المركزي الصيني​، إنه سيخصص مبلغ 1.2 تريليون يوان (173 مليار دولار)، بهدف مواجهة تبعات فيروس "كورونا الجديد"، الآخذ بالتفشي في البلاد وخارجها.

اليابان

اعلن رئيس الوزراء الياباني ​شينزو آبي​ تخصيص مزيد من المساعدات المالية في إطار مواجهة انتشار فيروس "كورونا" ، وسط الانتقادات التي تتعرض لها حكومته بسبب طريقتها في مواجهة انتشار الفيروس.

وأوضح آبي تخصيص 270 مليار ين (2.5 مليار دولار) لجهود مكافحة هذا الفيروس .

كندا

أعلنت ​الحكومة الكندية​، تخصيص مليار دولار، لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

عربيا

خصصت ​السعودية​ و​الإمارات​ ، أكثر من 40 مليار دولار لدعم اقتصاد البلدين أمام تداعيات آثار فيروس كورونا المستجد.

مصر

أعلن رئيس جمهورية مصر ​عبد الفتاح السيسي​ تخصيص ميزانية لمكافحة فيروس كورونا بقيمة 100 مليار جنيه.

العراق​ وبعض الدول المتضررة

أعلنت السفارة الأمريكية في ​بغداد​، منذ أيام، أن العراق و25 دولة أخرى سيتلقى تمويلا قدره 37 مليون دولار من صندوق الاحتياطي للطوارئ الخاص بالأمراض المعدية لمساعدة الدول المتضررة من كورونا.

وقالت السفارة في بيان لها، إن هذه الأموال هي الدفعة الأولى من مبلغ 100 مليون دولار تعهدت بها الحكومة الأمريكية لمساعدة الدول ذات الأولوية العالية في مواجهة فيروس كورونا، وأن الحكومة الأمريكية ستقدم هذه الأموال إلى منظمة الصحة العالمية أو البرامج التي يقودها الشركاء المنفذون للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية".

وستشمل المنحة بالإضافة إلى العراق كلا من ​أفغانستان​، و​أنغولا​ و​إندونيسيا​ و​كازاخستان​ و​كينيا​ و​جنوب إفريقيا​ و​طاجكستان​ و​الفلبين​ و​تركمانستان​ و​أوزبكستان​ و​زامبيا​ و​زيمبابوي​ و​بنغلادش​ و​ميانمار​ و​كمبوديا​، و​إثيوبيا​ وقيرغيزستان ولاو و​منغوليا​ و​نيبال​ و​نيجيريا​ و​باكستان​ و​تايلاند​ و​فيتنام​ .

ليبيا

وكشف رئيس وزراء ليبيا فائز السراج عن ، تخصيص نصف مليار دينار لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل مواجهة خطر فيروس كورونا المستجد.

مهما تضخم حجم هذه المبالغ المرصودة سواء لاحتواء فيروس القرن او لمكافحته، يبدو ان المعركة الطبية شرسة، وقد تتطلب تدخلات أخرى على امل ان يكون الانتصار قريبا والاضرار في اقل ما يمكن، خصوصا وانه في مقدمة اسلحة المواجهة تبقى الوقاية .