توجه ​رئيس الجمهورية ميشال عون​، بكلمةٍ ل​لبنان​يين في مستهل جلسة الحكومة حول مكافحة فيروس "​كورونا​"، قال فيها: "لبنان يواجه اليوم وباء الكورونا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية منذ بضعة أيام وباءً عالمياً. وهو ينتقل بطرق شتى، عابراً حدود الأنظمة الدول، ولم يتمكن العلم حتى الآن من إيجاد الوقاية أو العلاج الناجح له؛ لهذا فإنه يتطلب اتخاذ أقصى درجات الوقاية والحماية للحد من سرعة انتشاره".

واضاف عون: "لقد كانت التدابير المتخذة وسرعة إنجازها على المستويين العام والخاص، وسط ظروف اقتصادية ومالية هي في غاية التعقيد، محطّ تقدير من قبل مرجعيات دولية، لا سيما وأنّ لبنان كان سبّاقاً في اتخاذها بالمقارنة مع دول شقيقة وصديقة، عدد سكانها أكبر كما نسبة الإصابات فيها".

وقال: "إنّها ساعة التضامن الوطني بالنسبة إلينا جميعاً. وتضامننا هذا يجب أن نترجمه معاً، ببعديه الإنساني والمجتمعي، وبطرق مبتكرة وجديدة. فجميعنا واحد أمام أي خطر يهدد سلامة حياة أيّ من اللبنانيين، وفي أي منطقة لبنانية".

وأشار إلى انه "أمام صحة كل مواطن تسقط الاعتبارات السياسية كافة؛ فالوقت ليس لتسجيل للنقاط وتبادل الاتهامات، كما أنه ليس الأوان للاستثمار السياسي. فهذا الوباء لا يميز بين موالٍ أو معارض، بين مطالب بحق أو لا مبالٍ".

وتابع: "أمام سرعة انتشار وباء كورونا وعدم القدرة على احتوائه، وارتفاع عدد المصابين، يجتمع مجلس الوزراء بجلسةٍ استثنائية لإقرار سلسة من التدابير الاستثنائية والوقائية التي سيتم الإعلان عنها في نهاية الجلسة، لا سيما وان الحالة الراهنة تؤلف حالف حالة طوارئ صحية تستدعي اعلان التعبئة العامة".

وقال: "أشاطر قلق كلٍّ منكم على نفسه وأهله وأحبائه، ولكن الخوف لم يكن يوماً طريقنا كلبنانيين لمواجهة الأخطار..!!..كلٌ منّا مدعو ومن موقعه، الى الالتزام بالوعي والتوجيهات الطبية التي تتولّى الجهات الرسمية والطبية والإعلامية نشرها وتعميم كيفية التقيد بها... كما أنّنا مدعوون الى أنبل وأرقى مظاهر الالتزام الإنساني ببعضنا البعض وتأمين أقوى درجات الحماية، فنبتعد عن الاختلاط ونلتزم منازلنا".

وأكد أن هذه الأيام الصعبة مهما طالت ليست سجناً ولا هي عقاباً "كما أنّها ليست فرصة للتوقف عن دورة الحياة والاستسلام للفراغ... فكلٌ منّا مدعو أن يواصل عمله، من منزله، بالطريقة التي يراها مناسبة، فتستمر عجلة التحصيل للطالب، والعمل للعامل، وتبقى المؤسسات حية وفاعلة قدر المستطاع".

وتوجه الرئيس بالتحية "للجسم الطبي والتمريضي في المستشفيات الحكومية والخاصة، الذي هو الآن في الصفوف الامامية من المواجهة، ومنهم من أُصيب بهذا الوباء، تحية إجلال ودعوة للمضي قدماً... ولكل مصاب بهذا الوباء، الدعوة له بالشفاء العاجل، وجميعنا ننحني مهابة أمام ذكرى من سقط ضحيته...!!".