باتت وسائل التواصل الاجتماعي من مفردات الحياة اليومية المعاصرة لكل الفئات العمرية. وتتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بمزايا عدة، إذ تتيح البقاء على تواصل مع الأقارب، والأصدقاء، والزملاء، والمعارف، لكنها لا تخلو أيضاً من المخاطر، مثل خطر ​إدمان​ها عند سوء الاستخدام.

وقال رئيس المركز الألماني لإدمان الأطفال و​المراهقين​ في مستشفى هامبورغ إبندورف الجامعي، راينر توماسيوس، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يخرج عن السيطرة ويصل إلى حد الإدمان، خاصةً من قبل المراهقين، ما يستلزم الخضوع للعلاج النفسي. وأضاف أن أسباب إدمان السوشيال ميديا مجهولة، وإن رجح الأطباء أنه بسبب مشاكل أسرية، أو اجتماعية، وقلة الإحساس بقيمة الذات، ما يدفع المرء للغوص في العالم الافتراضي.

ومن جانبه أوضح المتخصص في ​علم​ نفس الميديا في جامعة هوهنهايم الألمانية، توبياس دينلين، أن أعراض إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، تتمثل في الاستخدام المفرط والخارج عن السيطرة، أي استخدام السوشيال ميديا طوال اليوم فور الاستيقاظ من ​النوم​ وقبيل الخلود إلى النوم.

وتشمل أعراض الإدمان أيضاً إهمال الأنشطة الحياتية الأخرى، مثل العمل، والدراسة، والهوايات والعلاقات الاجتماعية الحقيقية، إضافة ًإلى أعراض الانسحاب عند تعذر استخدام السوشيال ميديا، والتي تتمثل في اعتلال المزاج والعصبية، وسرعة الاستثارة، والعدوانية، ومشاعر القلق، والخوف من الفقدان.

وقد تترتب على إدمان السوشيال ميديا عواقب صحية وخيمة تتمثل في اضطرابات النوم، و​البدانة​، وتشوه وضعية الجسم، و​الاكتئاب​.

وعند ملاحظة أعراض إدمان السوشيال ميديا على أبنائهم، فإن على الوالدين استشارة ​طبيب​ نفسي على وجه السرعة للعلاج النفسي، أو العلاج السلوكي المعرفي في الوقت المناسب. ويتيح هذا العلاج للمريض إمكانية إدراك سلوكيه الخاطئ، ومفاهيمه المغلوطة، ووجهات نظره السلبية، ما يساعده على تغييرها وتبني أخرى صحيحة وسليمة وإيجابية، بالسعي لرفع الإحساس بقيمة الذات على سبيل المثال بتحقيق إنجاز على المستوى الشخصي مثل التفوق الدراسي، أو الالتحاق بوظيفة الأحلام.

كما يمكن للشخص محاولة السيطرة على استخدام السوشيال ميديا ببعض الوسائل المساعدة الإلكترونية مثل تطبيق "Digital Wellbeing" من "غوغل"،  المخصص لأجهزة "​أندرويد​"، ووظيفة "Screen Time" في نظام "iOS".