اكدّ مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار، "أنه من الممكن تأمين الحماية من ​فيروس​ كورونا عبر معرفة كيفية التصرف والوقاية الدائمة والمتابعة أما الهلع فيؤدي الى  الارباك وليس هذا الحل" مذكرا أن "​لبنان​ قام باحتواء الفيروسات السابقة  مثل sars وH1N1 قبل ظهور فيروس كورونا المستجد فاصبحت الخبرة متوفرة لمكافحة هذا الفيروس."كلام عمار جاء في حديث لاذاعة ​لبنان الحر​ ضمن الندوة ال 333، حول فيروس كورونا مع الاعلامية ​ريما خداج​ حمادة والتي استضافت كل من ممثلة منظمة ​الصحة العالمية​ في لبنان الدكتورة ايمان شنقيطي التي نوهت بشفافية لبنان بالتعاطي مع المنظمة والتصريح السريع والصادق والدقيق عن اي اصابة جديدة و كل من رئيس قسم الامراض الجرثومية في ​مستشفى رفيق الحريري​ الجامعي الدكتور بيار ابي حنا والاختصاصي في الامراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط ورئيس اتحاد النقابات السياحية بيار اشقر

مدير عام وزارة الصحة الدكتور عمار اكد  على "ان عدد الحالات المعلن عنها دقيقة وفورية حتى أن منظمة الصحة العالمية موجودة لذلك فان التفاصيل تصل بدقة الى الشعب."

كما شدد عمار على ان اي مرض تنفسي يجب ان نتعاطى معه ككورونا والموضوع جدي وخطير " واكد ان التواصل والتجمعات   تسهل انتقال سريع  للامراض فيجب المحافظة على سلوكيات الوقاية والتي تحمي من الجراثيم والفيروسات على اختلافها اضافة الى الكورونا."

وأضاف أنه "لا يمكن معرفة المصاب بشكل سريع لذلك يجب اتخاذ الاحتياطات"مفسرا " ان كل من لديه صعوبة في التنفس وحتى ولو لم يكن مصابا يجب أن يأخذ الاحتياطات فعليه التعقيم وغسل اليدين بالمياه والصابون والذي هو امر اساسي وكذلك يجب تحاشي السلام بالايادي او الابتعاد قدر الامكان عن السفر والاحتفالات او المناسبات" موضحا "ان استخدام الكمامة هو حكر على المريض ومن يتعامل معه."

وفيما يخص المصابة التي وصلت من ​مصر​،فأوضح قائلا "إن انتشار الفيروس محليا في مصر وعدم الافصاح عنه سمح بوصول حالة مصابة بالكورونا الى لبنان فبناءً على ذلك لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة."

هذا واعتبر عمار "ان الحجر المنزلي مهم  بحيث يتم التاكد عبر تتبع العوارض وعليه يتم اتخاذ التدبير المناسب بحسب النتائج" شارحا "أن هدف الحجر المنزلي تخفيف الاحتكاك بالشخص الذي تظهر عليه العوارض."

أما بالنسبة لقطع ​الرحلات​ فقال "أنه ليس هناك من دول تقطع الرحلات مع لبنان لانه التزم الخطوات المطلوبة وقام بالتصريح لمنظمة الصحة العالمية عن الاعداد ومن جهة لبنان ان منع دخول ​الطائرات​ الوافدة اليه من بعض الدول هو قرار سياسي" لكن  تقع على المواطن مسؤولية فعليه حماية نفسه،عائلته ومجتمعه..."

مدير عام وزارة الصحة وردا على سؤال حول كيفية  التعاطي الجدي مع الاعداد الكبيرة  للوافدين عبر الحدود قال"اننا نُقدم على التوجه الى التركيز عليهم بحسب لوائح اسماء الاشخاص القادمة من دول تعاني من انتشار الفيروس كما ويتم اتخاذ الحرارة لجميع الاشخاص اما الحجر المنزلي فهو يقتصر على القادمين من ​ايران​،​الصين​ و​ايطاليا​..."

وطمأن عمار المواطنين "بان الطاقم الصحي فعال وقادر على اتخاذ جميع التدابير اللازمة رغم العدد المنخفض."

وتعليقا على ​المرأة​ التي صورت مكتب وزارة الصحة فارغا في المطار قال "انه تم التوجه نحو ​الطائرة​ الايرانية التي وصلت في تلك الاثناء فقامت المراة بتصوير المكاتب فارغة بعد ان كان قد سارع فريق الوزارة للكشف على ركاب  الطائرة الايرانية نظرا للعدد الكبير للركاب على متن الايرانية مما منعهم من الكشف على ركاب الطائرة القطرية بنفس التوقيت  مطالبا  المواطنين  بمساعدة ​القطاع العام​ وتقدير الاوضاع فالنقص موجود وهذا الأمر معروف ولكن المطلوب التعاون الفعلي والشراكة الحقيقية  بين المجتمع المدني والوزارات والمؤسسات والمدارس ومراكز الرعاية فالكل يستطيع المساعدة ويساهم بالحد من انتشار هذا الفيروس عبر تحمل المسؤولية وبالتالي مواجهة الازمة 

وكذلك شكر اعضاء فريق الوزارة على جهودهم الحثيثة لانهم  يقومون بالواجب رغم الإمكانيات الضعيفة جدا لافتا الى عمل  عدد من المتطوعين الذين نقدر جهودهم كطلاب كلية الصحة في ​الجامعة اللبنانية​."

وختم عمار قائلا "ان وزارة الصحة لا تملك امكانية تعقيم الادارات العامة لكن التنظيف اليومي هو  الحل الوحيد

والوزارة تقوم ببرنامج تدريب في السجون والادارات العامة للتعرف على الافراد والتاكد من انه لا تظهر عليهم عوارض،اضافة الى نشر أساليب الوقاية بينهم.والتعاون بين الوزارة والمؤسسات العامة يوظف في هذا الاتجاه."

من جهتها اعتبرت  ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان د. ايمان شنقيطي "ان الفيروس غير معروف اليوم  لذلك هناك خوف فالناس تخاف مما لا تعرفه  فكل يوم يتم اكتشاف حقائق جديدة متعلقة بالفيروس."

واعتبرت أنه "من المهم إيصال معلومات صحيحة فمنظمة الصحة العالمية تعرف الحالات لذلك هناك شفافية في نقلها الى الشعب،ويتم تاكيدها عبر التواصل الدائم مع وزارة الصحة"متابعةً أنه "تتم المساءلة لمعرفة الأفراد التي تواصلت معهم هذه الحالة." 

وأوضحت شنقيطي "ان الكورونا فيروس أقل سرعة في الانتقال وأكثر تسببا بالوفاة مقارنةً بالفلو(flu)" مشددةً على أن "من ليس لديه اعراض لا ينقل المرض."

وأضافت أن "منظمة الصحة العالمية لا تطالب باغلاق الحدود او المدارس لكنها تزود الدولة بالحلول المناسبة فهي لا تفرض عليها الاغلاق  لأنها لا تبعد الفيروس بل تؤخر وصوله من اجل استعداد البلد لاحتوائه."

وبالنسبة لانتشار الفيروس في ايران فضلت عدم التعليق بانتظار  تقارير ستصدر عن منظمة الصحة العالمية  لان فريقهم  وصل منذ يومين الى ايران اما فيما يخص الصين فنوهت بالبنى التحتية المتطورة اذ تم بناء  مستشفى مخصص لحالات الكورونا خلال يومين وكل ذلك ساعد في عملية احتواء الفيروس كما تم تبديل اساليب التعامل مع المرضى اكثر من مرة وصولا الى الطريقة الافضل فجميع المستشفيات التزمت التدابير والقوانين  عينها واعتمدت نظام موحد على امتداد الاراضي الصينية."

هذا ونوهت د.شنقيطي بالشفافية التي تميز بها لبنان عبر الكشف السريع والتصريح الصادق  عن اي حالة مستجدة في لبنان واي اصابة جديدة بالفيروس

كما وحذرت "من نشر الاخبار الكاذبة بل يجب نشر المعلومة كاملة ومن مصدر موثوق" مشددةً على "ان للاعلام والمجتمع المدني الدور الاكبر في نشر الوعي الاجتماعي."

وبدوره صرح رئيس قسم الامراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري د.بيار ابي حنا ان اولى الخطوات التي يجب اتخاذها بعد ظهور السعال،الحرارة،التهاب الحلق،الرشح،الاسهال أو صداع الرأس...هو التعقيم وارتداء الكمامة،وبالنسبة لمن وصل من بلد منتشر فيه الفيروس يجب ان يعزل نفسه ويراقب حالته وفي حال ظهرت العوارض يتصل بمستشفى رفيق الحريري."

وبحسب ما أعلن "ان اكثر فئة عمرية تظهر عليها آثار مضاعفة للمرض هي فئة ​كبار السن​ ومن يعاني من مشاكل صحية."

وكشف ابي حنا "ان مستشفى رفيق الحريري تقوم باستخدام كل الوسائل للتخفيض من العوارض لكن ليس هناك من ​دواء​ مؤكد علاجه للمصاب بالفيروس.اما بالنسبة للطفل الرضيع فليس هناك من حالات لكن يجب ابعاده عن المناطق المنتشر فيها المرض وكذلك عن الاشخاص المصابة."

وكشف ابي حنا  "ان العوارض تظهر خلال 3-4 ايام او اسبوع وصولا الى الاسبوعين في بعض الحالات" متابعا "انهم يقومون بالاتصال والتاكد من ان الناس التي تعاني من العوارض ملتزمة بالحجر المنزلي ومن انهم يتابعون العوارض."

ومن ناحيته ،شرح الاختصاصي في الامراض الجرثومية د.جاك مخباط "ان الفحص هو فحص سريري كلاسكي بعد ملاحظة العوارض او معرفة ان الشخص قادم من دولة منتشر فيها الفيروس ام انه تعامل مع شخص مصاب" مضيفا "نطلب منه التزام الحجر المنزلي ونقوم باخذ عينة من الحنجرة من اجل اجراء فحص (PCR) لاكشاف ما اذا كان الشخص مصابا."

وبحسب ما تقدم به مخباط "ان الانواع الاربعة الكلاسيكية من الكورونا  لا تعيش في الحرارة المرتفعة لكن لا نعرف ما اذا كان فيروس كورونا المستجد لديه المواصفات نفسها." 

وكرر "ان كل شخص دخل لبنان لديه مرض تنفسي نقوم باخضاعه للحجر الصحي ونقوم بمتابعته."

أما على الصعيد الدولي،أبلغ "انه يتم تجربة ادوية محاربة الايبولا،الملاريا والسيدا ودراستها من اجل التأكد ما اذا كانت قادرة على معالجة الكورونا."

ونصح مخباط كل شخص يشعر بالعوارض "بالتوجه الى مستشفى رفيق الحريري مباشرةً او الاتصال بالصليب الاحمر اللبناني من اجل نقله بشكل عاجل".

اما فيما يتعلق بالتداعيات على الاقتصاد من جراء الفيروس المستجد اعتبر رئيس اتحاد النقابات السياحية النقيب بيار اشقر ان هذا الفيروس اثر على المؤتمرات العالمية ومجالس الادارة حول العالم فهو  ضربة عالمية  وليست محلية فقط مؤكدا ان الخسائر الكبيرة كانت  واقعة في لبنان قبل انتشار الكورونا ولكن مع انتشاره زادت هذه الخسائر   فقد تم الغاء زيارات الوفود القادمة الى لبنان على كل المستويات الكبيرة والصغيرة  وتم تعطيل حركة الطيران وبالتالي التداعيات ظهرت بشكل كبير على قطاع السياحة في لبنان واصبح الامل بالنهوض اقتصاديا و سياحيا  ضئيل جدا.