بدأت الباخرة "Tungsten Explorer" حفر أول بئر نفطي في ​المياه​ الإقليمية ال​لبنان​ية "في البلوك رقم 4" قبالة شاطىء كسروان- ​جبيل​.

وفي هذه المناسبة، توجّه ​رئيس الجمهورية ميشال عون​ بكلمةٍ للبنانيين وعدهم فيها أن "هذا الحدث سيشكل حجر الأساس للصعود من الهاوية، ومحطة جذرية لتحول ​اقتصاد​نا من اقتصاد ريعي نفعي الى اقتصاد منتج يساهم فيه الجميع ويفيد منه الجميع، وعلى أن ثروتنا ​النفط​ية و​الغاز​ية هي لجميع اللبنانيين من دون مواربة، والدفاع عنها سيكون بالشراسة نفسها التي تم فيها الدفاع عن الحدود البرية، من دون مساومة أو ارتهان".

وفي هذا السياق، يوضح عضو هيئة إدارة قطاع ​البترول​، ناصر حطيط ، "أن هذا أول بئر استكشافي في البحر اللبناني، وهذا البئر على عمق 1500-1600 متر، مدة الحفر شهران وبعد ذلك، بحاجة لشهرين لكي نحلل المعطيات التي تأتي من هذا البئر، وعلى ضوء النتيجة نحدد ما إذا كان لبنان لديه موارد".

ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع الخبير النفطي ربيع ياغي:

ما هو رأيك بإعلان رئيس الجمهورية يوم أمس لبنان دولة نفطية؟

لا يمكننا القول أن لبنان دولة نفطية قبل أن نستخرج كميات تجارية. عندما يبدأ لبنان بالإنتاج (ليس بالضروري أن يصدّر)، أي بعد حوالي 9 سنوات تقريباً يمكن القول أن لبنان بات ضمن نادي الدول النفطية.

حتّى اليوم، لازلنا بلد يحاول إيجاد النفط والغاز كالعشرات من الدول في العالم. هذه الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل، والذي سبقه خطوات إدارية استغرقت وقت طويل (أكثر ممّا يلزم) ولكن أن تصل متأخراً خيرٌ من أن لا تصل أبداً. هذا الحفر أولي – استكشافي، والوقت ليس لصالحنا.

لا شك أن المنطقة الإقتصادية الخالصة التابعة للسيادة اللبنانية والبالغة مساحتها 22,500 كلم مربع، منطقة واعدة بحدّ ذاتها لأنها تقع في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الذي تقع عليه ​فلسطين​ المحتلة، ​غزة​، ​قبرص​ و​سوريا​، والمعروف بأنه غني بالـ"HydroCarbons".

وفي شمال فلسطين المحتلّة، جرى استكشاف فوق الـ40 تريليون قدم مكعّب. "​إسرائيل​" بدأت بالتصدير لمصر والأردن، وفي العام 2013 حقّقت الإكتفاء الذاتي.

وفقاً لتقرير مجموعة الجيولوجيين الأميركيين الذي صدر في العام 2010، هذه المنطقة واعدة وتضم بحدود 122 تريليون قدم مكعّب من الغاز، ولبنان يقع في وسط الحوض، لذلك لا بد من أن تكون حصّتنا جيّدة.

نتيجة المسوحات الجيولوجية كانت مبشّرة وإيجابية، واليوم حان الوقت لتبدأ العمليات التقنية التي ستثبت مدى صحة كل التقارير والمؤشرات والتوقعات.

كيف تقيّم المسار الذي يسير به لبنان على هذا الصعيد؟

لا شكّ أننا تاخرنا كثيراً نتيجة المناكفات السياسية والمشاكل الداخلية ومرحلة الفراغ السياسي. بدأنا و"إسرائيل" وقبرص بالمسوحات الجيولوجية في الفترة نفسها، هما يمتلكان اليوم ​احتياطات​ كبيرة من ​الغاز الطبيعي​ المؤكدة والقابلة للإستخراج، ويستخرجونها، ونحن نبدأ اليوم بالخطوة الأولى في مشوار طويل.

تحدّث رئيس الجمهورية عن ارتباط بدء الحفر بتحوّل الإقتصاد من ريعي نفعي الى منتج، هل هذا الموضوع قابل للتطبيق وخاصّةً أن العائدات ليست بقريبة؟

قبل 9 سنوات لن يكون للبنان إنتاج تجاري، في حال كانت كافة النتائج للمراحل التي سبقت إيجابية، أي أنه لدينا احتياطي قابل للإستخراج تجارياً، أي بكميات تغطي الكلفة وتعود بالأرباح أيضاً.

نحتاج لـ9 سنوات حتى يدخل أول دولار أميركي من النفط. وضعنا المعنوي وتصنيفاتنا الإئتمانية نعم ستتحسّن إن كانت نتائج الأبحاث إيجابية، وذلك لأنها تقدّم دفعة إيجابية مع ورشة بناء البنى التحتية (أنابيب وخزانات وإلى ما هنالك..) والتي يجب أن تحصل بشكلٍ متوازي مع الإكتشاف التجاري.

سيولّد الأمر حركة اقتصادية نعم، ولكن يجب أن نستغل هذه الحركة ونحسن إدارتها.

يمكن لإقتصادنا أن يصبح صناعي أيضاً، عبر تشييد محطّات توليد كهرباء بالغاز، وبناء مصافي ومراكز تسييل وتخزين للغاز.

اليوم ننتظر الإكتشافات الفعلية.

ما هو رأيك بتجمع الشركات الذي يعمل في لبنان والمؤلف من "​إيني​"، "​توتال​" و "نوفاتيك"؟

الجميع يعلم أن شروط العقد الذي تمّ توقيعه كانت مخفّفة ومسهّلة لتوقيع العقود، وجاء فيه تغييب المشاركة الرسمية للدولة اللبنانية بأخذ القرارات غير الرقابية.

نعم الشركات المشاركة جيّدة جدًّا، ولكن هذه العملية تحتاج لطرفين. نتيجة غياب الدولة، تأخّر المشغّل لسنتين قبل المباشرة بعملية حفر أول بئر استكشافي.