لغز غامض محفور على صخرة منذ أكثر من 250 عاماً، أثار الفضول في غرب ​فرنسا​، حتى بدأ الكشف عنه بفضل مسابقة انطلقت العام الماضي، حيث أثارت حماسة كبيرة بعد إعلان نتائجها مؤخراً.

ويتواجد اللغز المنقوش على صخرة في منقة بريتانييه، غرب فرنسا، حيث قال رئيس بلدية بلوغاستيل -داولاس بالقرب من بريست، دومينيك كاب، أن اللغز قد تم الكشف عنه من خلال أسماء الفائزين في المسابقة، التي تهدف إلى ترجمة هذه الكتابات الغامضة.

وقال رئيس البلدية: "لدينا مساران مختلفان للغاية، لكن في النهاية نتوصّل إلى خلفية مشابهة تتحدّث عن بحّار قضى في البحر وشخص مقرب منه حفر هذه الصخرة تكريماً له"، توضيحاً لشرح الفرضيتين اللتين اختارتهما لجنة تحكيم المسابقة.

ويوجد موضع هذه الصخرة على شاطئ لا يمكن الوصول إليه إلا في حالة الجزر، حيث حفر عليها من جهة واحدة بحروف كبيرة في معظمها، مع بعض الرسومات من ضمنها رسم لمركب شراعي، كذلك حفر تاريخين يعودان إلى العامين 1786 و1787.

وأفاد الفائزان بالمسابقة أن النص المكتوب على الصخرة القديمة، يأتي باللغة المحلية، حيث أن لجنة التحكيم المؤلفة من مؤرخين، اختارت فرضيتين من أصل 61 فكرة، قدمت في 30 تشرين الثاني، معظمها لفرنسيين، مع وجود مشاركين من ​البرازيل​ و​الولايات المتحدة​ و​تايلاند​ و​روسيا​ و​إسبانيا​ ​إيطاليا​ و​الإمارات​.

وجاءت الفرضيتان على النحو التالي، الأولى "طرحها نويل رينيه توديتش، الأستاذ في اللغة الإنجليزية والمتخصص في الدراسات السلتية، تتحدّث عن الجندي سيرج لو بريس، الذي قضى في البحر من جراء عاصفة، في ما قام الجندي الآخر، غريغوار هالوتو،  بحفر النص على شرفه"، كما يؤكد توديتش أن اقتراحه دقيق بنسبة 80%.

في ما تتحدث الفرضية الثانية، للفرنسيان، روجيه فليغو، وهو مراسل صحفي وكاتب، وآلان روبيه، وهو رسام كاريكاتير ومؤلف قصص مصوّرة، عن شخص يعبّر عن غضبه تجاه المسؤولين عن وفاة صديقه.

وأشار دومينيك أن الطريق لا يزال طويلا لكشف اللغز بالكامل، كما أنه لم يتمّ فك رموز أجزاء معينة من النص.

يذكر أن المسابقة انطلقت في أيار الماضي، حيث شارك فيها نحو 600 شخصاً، التي ترافقت مع جائزة مالية قدرها 2000 يورو. وكانت أثارت المسابقة حماسة الصحافة المحلية والأجنبية، كما كُتِب أكثر من 200 مقال عن الصخرة والقرية بلغات عدة.