سواء كنت مستقراً مع شخص مميز، أو كنت تعيش منفرداً، كيف ستحب الآخرين، إذا كنت لا تحب نفسك؟ ففي نهاية المطاف، نقضي وقتا أطول مع أنفسنا من أي شخص آخر. لذلك، من الأفضل أن نبدأ بالاستثمار في العلاقة التي تربطنا بذاتنا.

نعم ، يجب على الجميع أن "يعالجوا أنفسهم" من وقت الى آخر، لكن العلاج "بالتجزئة" ليس هو الحل دائمًا، وقد لا يكون أفضل طريقة لممارسة الرعاية الذاتية بشكل أصيل.

عام2020 هو الفرصة المثالية للتفكير في كيفية رعاية العلاقة التي تربطنا بأنفسنا بشكل كامل. وفي ما يلي، نقدم 3 اقتراحات لنقل علاقتك مع نفسك إلى المستوى التالي:

1- تطوير ممارسة التأمل:

يمكن أن يكون التأمل، ببساطة، ممارسة الصداقة مع أنفسنا. الكلمة التبتية (Tibetan)، للتأمل، هي "gom"، والتي تعني "التعرف" أو "جعل الشيء مألوف".

يشير الكاتب والخبير في التأمل، لودرو رينزلر، إلى أنه كلما قضينا وقتًا أطول مع أنفسنا ومع نفسنا أيضا، كلما قلسنا إمكانية الهروب من ما يجري في الوقت الحالي. وكلما أصبحنا أكثر دراية بما نحن عليه - الخير، والسيء، والقبيح - كلما أردنا قضاء بعض الوقت مع أنفسنا، لكي نصبح أصدقاء مع ذاتنا.

يوفر التأمل فرصة لنلاحظ الصوت في رؤوسنا، ونقول لأنفسنا: "كل شيء على ما يرام، هذا جزء من العملية"، ثم المضي قدمًا.

يوضح لودرو أن القلق هو وباء في بلادنا، للأشخاص من جميع الأعمار، بمن فيهم الأطفال. عندما نتأمل في شيء مثل التنفس، يمكننا اختيار عدم "مطاردة أفكارنا في الحفرة". وبدلاً من ذلك، يمكننا "تدريب العقل على فعل شيء آخر غير ​المطاردة​". ويؤكد لودرو، أنه يمكن لأي شخص التأمل، وهو مجاني.

سواء كنت تستطيع تحويل غرفة بأكملها إلى مساحة تأمل، أو ستحتاج إلى اقتحام ​زاوية​ صغيرة من شقتك الصغيرة لتأمين الحالة المزاجية، فمن الجيد أن تبدأ من خلال خلق بيئة من شأنها إعدادك للنجاح.

هناك عدد لا يحصى من ​تطبيقات​ التأمل مجانية، ومنها "Ten Percent Happier"، و"Journey LIVE"، و"MNDFL". كما هناك الكثير من برامج التأملات المجانية، الموجهة عبر ​الإنترنت​. أما إذا كانت الكتب أكثر أهمية بالنسبة لك، يقترح لودرو قراءة كتاب "Eff This Meditation"، من تأليف ليزا كيندريد، وكتاب "Tea and Cake with Demons"، بقلم أدرينا ليمباخ، وكتاب "Start Here"، بقلم سوزان بيفر.

يمكن أن يكون بدء ممارسة جديدة، أمرًا مروعًا. بينما يعترف لودرو أن فكرة "كل رحلة تبدأ بخطوة واحدة صغيرة"، قد تبدو مبتذلة، لكنها صحيحة أيضًا. مثل تطوير أي عادة جديدة، قد يكون من المفيد اختيار وقت ثابت من اليوم للتأمل. اجعله جزءًا من روتين الاستيقاظ، أو روتينك الليلي، وقد تتفاجأ بمدى سرعة نتائج هذه العادة الجديدة.

2- علاج المحاولة:

يقول مؤسس شركة "تريبيكا ثيرابي" (Tribeca Therapy)، مات لوندكويست، أننا نفكر في العلاج، من نواح كثيرة، كرد فعل على شيء خاطئ. في حين أن العلاج يمكن أن يكون مفيدًا في توجيهنا، من خلال خلق الحياة التي نريدها، وتقليل الضغوط التي قد نشعر بها بسبب الضغط في مهنتنا أو حياتنا المالية - وهما من أكثر الضغوطات شيوعًا.

لوندكويست هو متخصص في العلاج مع الأفراد و​الأزواج​، الذين يميزون ارتباطهم العاطفي بالمال - كيف يؤثر على قراراتهم، والتاريخ العاطفي لديهم حول المال، وكيف يمكن أن يمثل المال، الحب والقوة والأمان بالنسبة لهم.

في حين أن العلاج يمكن أن يأتي غالبًا بتكلفة مالية عالية، إلا أن هناك طرقًا لتجربة العلاج دون تعريض نفسك للإفلاس. ومن هنا، يقترح لوندكويست، التواصل مع المراكز التي لديها برامج تدريب مع المعالجين الذين يعملون من أجل الحصول على ترخيص كامل في المهنة.

معظم المدن لديها أيضا فرص العلاج الجماعي، التي هي إما منخفضة التكلفة، أو مجانية.

وعلى الرغم من أن ذلك لن يمنحك نفس الفائدة، كالعلاج المباشر والفردي، إلا أنها فرصة لمقابلة أفكار جديدة والمشاركة في المجتمع. ويقول لوندكويست أن هذا الأمر يساهم في تحسين الصحة العقلية. ويضيف: "لا يجب أن تكون جميع قرارات ​الإنفاق​ متساوية"، مؤكدًا أنه من الأفضل أحيانًا، إعطاء الأولوية لأشياء مثل الذهاب إلى العلاج، على بنود ​الميزانية​ غير الأساسية الأخرى.

أخيرًا ، يذكرنا لوندكويست بأن يكون الشخص صعب الإرضاء عند اختيار المعالج. فإذا كنت في عيادة ولا تحب معالجك، فلا بأس في طلب عيادة جديدة. ولا بأس أن تطلب المزيد من معالجك. قد تخبره بطريقة مهذبة إذا كان هناك شيء لا يعمل، أو غير مفيد، أو لا لزوم له.

قد يشعر الكثير منا بالحاجة إلى أن نكون سلبيين مع الأطباء، ولكن العلاقة مع المعالج مختلفة - يجب أن تسأل دائمًا عن ما تحتاج إليه.

3- تعلم شيئا جديدا... مع أشخاص جدد:

تقول المؤسسة المشاركة لبرنامج ​Mindful​ Money Coaches"" للتدريب، ليز كارول، أنه من السهل جدًا الشعور بالعزلة في عالمنا الرقمي. وتوضح أن العديد من ​النساء​ يشعرن بالوحدة والعزلة، وأحياناً الخروج، وتعلم الأشياء الجديدة، والتعرف على أشخاص جدد، يمكن أن يكون تماما ما نحتاج إليه.

وتقول كارول: "التواصل أثناء التعلم هو فوز مزدوج". وبالإضافة إلى ذلك، تقدم مراكز الترفيه المحلية في الكثير من الأحيان، كل شيء، من دروس اللغة الأجنبية إلى دروس الرسم إلى دروس التمرين. بالطبع، ليس من السهل دائمًا وضع أنفسنا هناك. ​ابدأ​ بوضع قائمة بما قد تكون مهتمًا به، ونوع الأشخاص الذين تريد مقابلتهم لمساعدتك في تحديد الأولويات.

لديك بالفعل جميع الإجابات، لذلك استثمر بعض الوقت في التعرف الى ذاتك عن كثب !