أشار الخبير الإقتصادي د. ​إيلي يشوعي​، إلى أن سقوط هذا الوطن نتيجة ​الديون​ جاء بسبب "المركزي وفوائده وسياسة تثبيت سعر الصرف "البلا طعمة" بالإضافة الى ​الفساد​ والهدر والصفقات..27 سنة من العمل بقلّة ضمير وأخلاق ومهنية من الطبيعي أن ينهار البلد".

وعن استحقاق سندات اليوروبوند في آذار، أكد يشوعي في حديث خاص لـ"الإقتصاد" أن "أي  دفع لسندات اليوروبوند سيكون على حسابنا نحن، المواطنين. سيكون على حساب معيشتنا وحاجاتنا الأساسية من الغذاء إلى التنقّل والصحّة".

وأوضح أنه " كان بإمكان الدولة توفير هذه المليار و200 مليون دولار (قيمة الإستحقاق) لو أنها اشترت دينها. الدين المدرج في ​الأسواق المالية​ له سعر الإصدار وسعر السوق. سعر السوق وصل الى نصف سعر الإصدار، وكما نعلم عندما ينخفض سعر السند فإن ​سعر الفائدة​ يرتفع، كي يبقى العائد ثابتاً، لذلك كان بإمكان الدولة أن تضاعف وفرها عبر شراء الدين بنصف قيمته وتوفير المزيد من الفوائد. لكن طبعاً، زيادة حصّة الخارج من السندات أظهرت للناس السبب وراء عدم اتخاذ هذا القرار، هذه هي الوطنية وفقاً لمفهوم البعض الذين دفعوا بمعارفهم غير المقيمين لشراء هذه السندات".

وأضاف: " لم نبنِ اقتصاد منتج، كان اعتمادنا دائماً على الخارج الذي تأثّر مؤخراً بعوامل كثيرة فظهرت ثغراتنا بالداخل".

وعن تدخل "​صندوق النقد​"، قال يشوعي: " صندوق النقد ليس هديّة منزلة من السماء، والصندوق ينظر الى الأرقام وليس الى حاجات الشعوب"، مشيراً لى ان الصندوق سيسأل عن الأموال التي تم هدرها،: "سيقولون لكم، جاءكم التمويل من كل بلدان العالم. لم تتركوا صندوق ولا مؤسسة لم تستدينوا منها، أين تم إنفاق هذه الأموال؟ أين ​الكهرباء​؟ أين ​الماء​؟ أين الخدمات الصحية؟ ما الذي تغيّر اليوم مع غياب حكومة مستقلّين حقيقيين؟".