بعد أن اتخذت شركة طيران الشرق الأوسط قرارا يقضي بتوحيد سعر تذاكر السفر ب​الدولار​، وتراجعت عنه ليلا، بسبب النقمة الشعبية التي تبعته، عادت مشكلة مكاتب ​السياحة​ والسفر الى نقطة الصفر، حيث باتوا على شفير الإفلاس؛ فهم يقبضون من الزبائن ب​الليرة اللبنانية​، ويدفعون بالدولار ل​شركات الطيران​، بينما يدفع الزبائن باللبناني وفق سعر 1507 الى هذه الشركات. ومن هنا، كان لموقع "الاقتصاد"، حديث خاص مع صاحب شركة "فلاديمير للسياحة والسفر"، زياد خيرالله، متحدثا باسم تجمع وكالات السياحة والسفر، الذي أكد أن "مطلبنا الأساسي، هو أن تتعامل شركات الطيران معنا، كما تتعامل مع زبائننا، أي بالليرة اللبنانية".

وأشار الى أن أزمة قطاع السياحة والسفر متشعّبة، فهو يعاني اليوم من مشاكل عدة، تتلخص بتذاكر السفر، وشح الدولار من السوق، وعدم قدرة الزبائن على سحب ودائعهم من ​المصارف​، واضطرار مكاتب السفر الى صرف الدولار بحسب السعر المرتفع للسوق الموازني، والفرق بين أسعار التذاكر عبر الانترنت، وعدم القدرة على تحويل الدولارات الى المكاتب والفنادق في الخارج، وغيرها.

وقال خيرالله: "المشكلة الأخطر تتمثل في تذاكر السفر، فالنقابة تجري المفاوضات، منذ حوالي أربعة أشهر، مع المعنيين والوزارات المختصة، وإدارة الـ"ميدل إيست"، من أجل التوصل الى حل يرضي الأطراف كافة؛ والـ"MEA" هي الأساس في هذا القطاع، وعندما تأخذ قرارا معينا، ستلتزم به معظم شركات الطيران الأخرى".

وأكد أن الوعود كانت سيدة الموقف طوال الأشهر الماضية، في حين أن هذه الوعود وحدها، لا تؤمن لهم لقمة العيش، كما لا تساعدهم على تغطية مصاريفهم، والحفاظ على الموظفين العاملين في هذا القطاع، الذي يضم أكثر من 600 وكالة سياحة وسفر و5000 عامل.

وتابع خيرالله قائلا: "لقد نزلنا على الأرض، ورفعنا الصوت في أكثر من مرة. وهذا التحرك أوصل مطالبنا، الى حد ما، لكن شركات الطيران سرقت منا زبائننا، وقادتنا الى باب الإفلاس. فقراراتها همشت قطاعا بأكمله، وكأن الهدف هو القضاء عليه، والاستغناء عن خدماته".

وأوضح لـ"الاقتصاد"، أن الفرق كبير جدا بين أسعار شركات الطيران، وأسعار مكاتب السياحة والسفر، وبالتالي بات الزبائن يفضلون التوجه مباشرة الى مكاتب الطيران، لأن الفرق قد وصل الى حدود الـ30% و40%.

وتابع: "عند الإعلان عن قرار توحيد السعر بالدولار، يوم أمس، باعت الـ"ميدل إيست" أكثر من 7000 تذكرة في فرعها في ​مطار بيروت​، بحسب ما يقال؛ ولقد "قطعت بأرزاقنا" بهذه التذاكر المباعة. ولا أعرف ما اذا كان هذا القرار مقصودا من الشركة، كونها استفادت كثيرا منه. لكن بسبب النقمة الشعبية والإعلامية، والسياسية أيضا، ووصف هذا القرار بالمجحف وغير القانوني، أصدر رئيس الحكومة ​حسان دياب​، قرارا بإعادة جميع التعاملات الى الليرة اللبنانية".

وقال: "هذا لا يعني أننا حصلنا على حقوقنا، بل على العكس، عدنا الى نقطة الصفر، بحيث أن الزبائن باتوا من جديد قادرين على التوجه مباشرة الى شركات الطيران والدفع باللبناني، في حين لا تستطيع مكاتب السفر الدفع إلا بالدولار".

أما بالنسبة الى النقابة، فأكد خيرالله أنها عادت الى مفاوضاتها مع المسؤولين، لكن للأسف تبقى هذه الاجتماعات دون نتيجة. وأضاف: "نريد وعودا تترجم بأفعال معبرة على الأرض، وبقرارات حاسمة وجرئية. نريد أن يعي الناس أننا لم نكن نطالب بما ليس في مصلحتهم. نريد أن يعرف المسؤولون أن 5000 عائلة تعيش من هذا القطاع، وبالتالي فإن القرارات المجحفة بحقه، ستؤدي الى خفض عدد العاملين فيه، أو الاقتطاع من دواماتهم ورواتبهم أيضا".

وفي ما يتعلق بالتحركات المستقبلية، أوضح أن التحركات ما زالت قيد الدارسة.

وختم خيرالله قائلا: "نحن نطالب بمعاملتنا مثل زبائننا تماما، فاذا أرادت شركات الطيران التعامل بالدولار، فلتفرض ذلك على الجميع، وكذلك الأمر بالنسبة الى التعامل بالليرة اللبنانية؛ مع العلم أن التعامل بالليرة أسهل بكثير على مختلف الجهات".