نظم مركز علاج ​سرطان الثدي​ في "الجامعة الأميركية" في بيروت، مؤتمره السنوي الثامن "مؤتمر بيروت لسرطان الثدي"، الذي يعقد في فندق "​روتانا​ غيفينور" في بيروت من 13 إلى 15 شباط الجاري. وتم افتتاح المؤتمر بحضور ممثل وزير الصحة الدكتور محمد حيدر وعشرات الأظباء المحاضرين من ​لبنان​ و​أميركا​ و​أوروبا​ و​الدول العربية​.

وترأس رئيس قسم أمراض الدم والسرطان في "الجامعة الأميركية" في بيروت، البروفسور ناجي الصغير، المؤتمر الذي تضمن محاضرات حولا علاجات سرطان الثدي، وأبرز المشاكل وتطورات المرض وكيفية اكتشافها وعلاجها، لاسيما في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة والضاغطة التي يعيشها المواطن اللبناني.

وشدد الصغير على "اننا نعيش في لبنان ​ازمة اقتصادية​ ومالية و معيشية وسياسية، ولا أحد يستطيع أن يدعي أنه يعرف طريقة حلها، فبينما يطالب الكثير بتغيير شامل والبعض الاخر الكثير أيضا يطالب باصلاح شامل، يبقى القاسم المشترك ان الجميع يريدون ​مكافحة الفساد​ ووقف الهدر والنهب واستباحة الاموال العامة. كما يريدون القانون وتطبيق القانون وقضاء يحاسب، النزاهة والقانون، ومن هنا كان اختيارنا لموضوع حفل الافتتاح عن ارشادات علاج السرطان وتكاليفه".

ولفت النظر إلى أننا "كلنا مسؤولون وكلنا يجب ان نحاسب كلنا. "كلن يعني كلن" تعبير مجازي لا يجب أن يحزن أحداً. كل شخص لديه القليل من الفساد: أنت واحد منهم وانا أيضاً". وتابع، "كل شخص يخالف القانون يجب ان يُحاسب. نحن نريد ان ننزع عباءة الفساد عن كل ما نفعل وعلى جميع المستويات، ان كان في حياتنا الشخصية و المهنية والادارية والاجتماعية وبما فيها ممارسة الطب".

كما أكد البروفيسور "حرصنا على مكافحة الفساد الطبي، كما نحن داعمون لمكافحة الفساد السياسي والقضائي والمالي والاجتماعي. نحن نعمل على الوقاية من الفساد الطبي الذي يشمل سوء التشخيص والاهمال و الاخطاء الطبية، فإضافة الى التحصيل العلمي والتدريب العالي المستوى، نحن ننظم المؤتمرات ونضع ارشادات دولية ومحلية لعلاج مرضى السرطان، تأخذ بالاعتبار استفادة المرضى وتخفيف المضاعفات الجانبية وحصر التكاليف ضمن الامكانيات المتوفرة والاولويات الصحية المدروسة علميا، وهذا هو موضوع ندوة الافتتاح اليوم، بالإضافة الى عرض تطورات علاج سرطان الثدي الوقاية و الكشف المبكر".

من جهة أخرى، اقترح الصغير "إنشاء خلية ازمة في هذه الفترة العصيبة"،  داعيا الحكومة "ان تطلب من الضمان الاجتماعي والشركات الضامنة الإستمرار بتامين المواطن الذي أصبح "عاطلا عن العمل" أن يستمر تأمين ضمانه أو تعاونيته لمدة ستة أشهر ريثما يجد عملا، من أجل تخفيف الضغط على وزارة الصحة لان من يفقدون ضمانهم يتوجهون لتامين حاجاتهم الطبية والاستشفائية الى وزارة الصحة، التي ستعجز ميزانيتها عن تأمينهم في ظل هذه الأزمة الضاغطة".

وختم الدكتور الصغير قائلا، "على مدى عشرات السنين، وضعنا ووظفنا كل امكانياتنا وعلمنا واختصاصنا وحياتنا في سبيل تقدم وازدهار بلدنا وجامعاتنا وشعبنا ومجتمعنا، ولن نرضى بالانهيار والافلاس كما نسمع في الاخبار والاحداث اليومية". وأضاف، "اصبح يبدو ان علاج سرطان الجسد أسهل من علاج سرطان الفساد... لكننا لن نيأس! نعم سوف نستمر بنشاطاتنا العلمية ومداواة مرضانا ومجتمعنا على افضل وجه وسوف ننهض بلبنان ولن ندعه ينهار أبدا!"