عمدت الى تنمية موهبتها، وتطويرها، وتحويلها الى ​مهارة​. فربطت أهدافها ببعضها البعض، ونظمت حياتها على هذا الأساس، لتؤكد أن النجاح لا يتحقق إلا بالإصرار والعمل الشاق.

خصصت أهمية كبيرة لشغفها؛ في داخلها، في عقلها، وفي قلبها أيضا. فأحبت ما تعمل، وعملت في ما تحب. كما جمعت بين الموهبة وشغف الابتكار، وواظبت على تقديم الأفكار والمفاهيم الجديدة، التي ساعدتها على بناء قاعدة وفية من الزبائن، من ​لبنان​ والخارج.

فلنتعرف أكثر الى مؤسسة العلامة التجارية "Papers And Sprinkles"، فيفيان بيكاريان يداليان، في هذه المقابلة التي خصّت بها موقع "الاقتصاد":

ما هي المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

بالنسبة الى خلفيتي الأكاديمية، فقد حصلت على ماجستير في الأنتروبولوجيا (علم الإنسان)، وفي ​إدارة الأعمال​؛ وهذه الشهادة ساعدتني الى حد كبير، على إدارة مشروعي الخاص، والتسويق لمنتجاتي وخدماتي، وإيجاد مكاني في السوق، في ظل المنافسة الواسعة الموجودة.

وأنا اليوم زوجة وأم، أعمل بدوام كامل في جامعة، كما أدير مع زوجي العلامة التجارية "Papers And Sprinkles"، التي أسسناها سويا.

كيف جاءت فكرة تأسيس "Papers And Sprinkles"؟

تنظيم الأعياد والمناسبات، هو بمثابة عمل جانبي بالنسبة لي، يتيح لي ممارسة هوايتي، التي نمت في داخلي منذ ​الطفولة​؛ اذ لطالما تأثرت بوالدتي، التي تشكل مصدر الإلهام الرئيسي في عملي. فهي شخص مبدع وخلاق، في كل ما له علاقة بالتزيين، وكانت تحلم دائما بإطلاق متجرها الخاص بالشوكولا والزينة.

لكنني لم أفكر بهذا الموضوع قبل البدء بالتحضير لحفلات أعياد الميلاد لأولادي، والمساعدة في تنظيم المناسبات الخاصة، لعائلتي وأصدقائي. وبالتالي، شعرت أن ما أقوم به هو بمثابة شغف وموهبة، وذلك بسبب التركيز على أدق التفاصيل، والسعي الدائم الى ابتكار الأفكار الجديدة. ومن هنا، شجعني محيطي على تحويل هذا الشغف الى عمل تجاري.

وبسبب وظيفتي الثابتة، ومسؤولياتي العائلية والمنزلية، شعرت أنه من المستحيل أن أتمكن من إعطاء كل وقت حقّه!

لكنني قررت عام 2017، الإقدام على هذه الخطوة؛ فاذا لم تنجح، لن أخسر بدوري شيئا. ومن هنا، بدأ الأصدقاء والأقرباء بالاستعانة بخدماتي، ما شجعني على مواصلة المسيرة، والاستمرار بهذا النشاط.

من قدم لك الدعم في مسيرتك، وخاصة في ما يتعلق بـ"Papers And Sprinkles"؟

زوجي هو شريكي في العمل، والدعم الأول لمسيرتي. ولولا ذلك، لما تمكنا أبدا من إعطاء الوقت الكافي لجوانب حياتنا، ولكان التقصير سيسيطر على يومياتنا.

كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية والعائلية، وبين وظيفتك الثابتة ومشروعك الخاص؟

أستيقظ يوميا في وقت مبكر جدا، للاستفادة قدر المستطاع من كل ساعات اليوم. كما أحاول أن أكون منظمة ودقيقة في جدول أعمالي، لأن التنظيم يساعد على تحقيق جميع الأهداف والخطط، في أوقاتها المناسبة.

واليوم، لدي زوجي، لدي أولادي، لدي وظيفتي بدوام كامل، كما لدي مشروعي الخاص، الذي أخصص له الفترة المسائية. فالتنسيق مع الزبائن، أكان بشكل مباشر أم عبر الهاتف، يتم خلال النهار، في حين أن التحضير والتنفيذ، يكون بالعادة في الليل.

ولكن الشراكة الموجودة بيني وبين زوجي، تساعدنا على التركيز معا، كزوجين، على مختلف جوانب المشروع. ولهذا السبب، مهما تأخرنا في العمل، سنكون دائما الى جانب بعضنا البعض، لأننا نتفهم طبيعة هذا النشاط المهني ومتطلباته.

ولا بد من الاشارة، الى أن الشعور بالذنب تجاه الأولاد، سيرافق الأم العاملة مهما فعلت. ومن هنا، أسعى دائما الى تفسير طبيعة عملي لأولادي، والى إشراكهم في ما نقوم به، حيث نصطحبهم معنا الى الحفلات التي تناسب أعمارهم، وذلك لكي يتعرفوا عن كثب، الى مشروعنا، ويتواجدوا معنا في جميع جوانب حياتنا.

فـ"Papers And Sprinkles" تمثل العائلة بأكلمها، وليس فقط فيفان!

كيف تواجهين مشكلة التقليد والنسخ التي تسيطر على ​مواقع التواصل الاجتماعي​؟

التقليد مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، لكنه دليل أيضا على أن أفكارنا جميلة وخلاقة؛ ومن هنا، أعمد للتفكير بهذا الموضوع بطريقة إيجابية، مع العلم أنني أشعر حتما ببعض الانزعاج، بسبب الوقت الذي وضعته، والجهد الذي خصصته، و​الطاقة​ التي استغليتها، لتقديم هذه الأفكار المبتكرة.

ولكن لدى حصول أي نسخ، أتوقف عن ما أقوم به، لكي أتوجه الى فكرة جديدة. وبالتالي، أشعر باندفاع أكبر، وبحافز أعظم، لتقديم المزيد.

فنحن نعمل في سوق تنافسي جدا، حيث هناك عدد كبير من الشركات المتخصصة في هذا المجال، والكثير منها، يقدم الأفكار الجميلة. ولكن كل شخص يتميز بلمسته الخاصة، وأنا فخورة جدا بما أقوم به، لأن أفكارتي هي هويتي، وهذه الهوية باتت تعرّف عن "Papers And Sprinkles".

 من هم زبائن "Papers And Sprinkles"؟ وهل بإمكان الميزانيات كافة الاستفادة من خدماتك؟

 نحن نقدم الأفكار البسيطة والأنيقة والخلاقة. وبالنسبة لي، زبائني هم الأفضل، لأنهم يشبهون ذوقي، وطريقتي في التفكير. وبالتالي، أتعامل مع مناسباتهم الخاصة، كما لو كانت تخصني شخصيا.

وبالنسبة الى الأسعار، أحاول دائما تقديم الحزمات المرنة، من أجل الوصول الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص.

ولا بد من الاشارة، الى أن "Papers And Sprinkles" استقطبت زبائن من خارج لبنان، وخاصة من اللبنانيين المغتربين.

ما هي تطلعاتك المستقبلية؟

سأتابع حتما نشاطي في "Papers And Sprinkles"، لأن هذا المشروع قائم في المنزل. وبالتالي سأحافظ، في الوقت الحاضر، على هذه الميزة، لأن أولادي ما زالوا بحاجة الى وجودي بجانبهم؛ وهذا ما سيشعرني بالارتياح.

وبعد أن يتقدم الأولاد في العمر، سأعمد الى إطلاق منصة للأفكار والإلهام، مهمتها مساعدة الناس على تزيين منازلهم، وتحضير تصاميمهم الفنية الخاصة، وتطيور مشاريعهم الخلاقة.

كيف تأثرت حركة الأعمال منذ 17 تشرين الأول حتى اليوم؟

لقد أصبح التحدي كبيرا جدا، والأسعار تتزايد يوما بعد يوم، في حين أننا لم نبادر الى تغيير ثمن منتجاتنا وخدماتنا، حتى الآن، من أجل الاستمرار بالعمل والتعامل مع الناس الذين يعانون بالأساس من ضائقة مادية ومعيشية؛ فنحن نفضل خسارة جزء من الأرباح، بدلا من فقدان زبائننا. وهذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على حسن سير الأعمال في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان.

ولكن نشكر الله أن حركة العمل ما زالت مستمرة، رغم أن نسبتها تراجعت الى حد كبير.

في حين نؤكد أنه مهما اشتدت الصعاب، سنحاول دائما إيجاد الحلول والطرق المناسبة للاستمرار؛ فاذا توقفت عن هذا العمل، سأشعر أن جزءا مني قد مات!

ما هي الصفات التي تتحلين بها والتي ساعدتك على تحقيق النجاح؟

أولا، الشغف هو عامل أساس في أي مجال.

ثانيا، أنا شخص منظم الى أقصى الحدود.

ثالثا، الحب موجود في كل ما أقوم به وأقدمه.

رابعا، أحب التفاصيل وأهوى الأفكار الجديدة.

خامسا، لقد تعلمت من والدي أهمية العمل الشاق والاجتهاد، كما ورثت عن والدتي، الحس الإبداعي والخلاق. وبالتالي، فإن جو المنزل ساعدني كثيرا على الوصول الى ما أنا عليه اليوم.

رسالة تحفيزية الى المرأة.

أنصح المرأة أن تلاحق أحلامها، وتسعى الى تحقيقها. فالشغف سيدفعها حتما الى إيجاد الوقت الكافي للقيام بكل ما ترغب به.

عليكِ إثبات وجودك كامرأة، من خلال شغفك وموهبتك!

فالأحلام تتحقق بالعمل الجاد والشاق، الجهد، التنظيم، الإبداع، والحبّ.

"Papers And Sprinkles" كان بمثابة حلم بالنسبة لي، ولكن مع الإصرار والمثابرة والتعب، أصبح حقيقة. وبالتالي أقول لكل امرأة: "كوني مميزة، كوني مبدعة، واصنعي هويتك الخاصة!".