الحديث عن المال يمكن أن يجعل أي شخص شديد الحساسية. لكنه ضروري جدا؛ وإليك كيفية القيام به.

المسائل المالية هي واقع الحياة اليومية. ولكن هل نتحدث عنها بالفعل؟ ليس إذا تمكنا التهرب من ذلك!

ومع ذلك، بغض النظر عن مدى شعورنا بعدم الارتياح، أو مدى صعوبة فتح النقاش، كلما تحدثنا بشكل أكثر انفتاحًا وحرية حول هذه المواضيع، كلما كان لدينا استعداد أفضل للتعامل مع أي شيء، وكل عائق يقف في طريقنا.

من الآباء والأمهات والأطفال، إلى العلاقات والنفقات، إليك كيفية إجراء هذه الدردشات بثقة وفعالية:

1- المال والحب:

لا يوجد مثيل للتشويق الذي نشعر به لدى وقوعنا في الحب، ما يجعل من الصعب، طرح السؤال غير المثير، حول ديون الشريك ووضعه المالي.

قد ترغب في تجنب هذا الموضوع، لكن التحدث عنه، يمكن أن يقوي الرابط بينكما.

يوضح الرئيس التنفيذي لشركة "Coastal Wealth"، جيريمي ستراوب، أن معرفة هذه المعلومات ستساعدك في المضي قدمًا كزوجين. ويقول: "على الرغم من أن هذا النوع من المحادثات قد يكون محرجا، إلا أنه سيشجع النقاش الصحي، وسيساعدك في النهاية المطاف، على الشعور بالأمان في علاقتك".

وتشمل الأشياء التي ترغب في معرفتها قبل الانتقال للعيش معًا: الدخل الشهري، و​الديون​، الفواتير، وغيرها من المتطلبات. الفكرة تكمن في إيجاد أوجه التشابه، ونقاط الاختلاف.

وإحدى الطرق لجعل هذه المحادثات الكبيرة، أقل توترا، هي تحديد ليلة معينة، وفتح زجاجة شمبانيا، للاسترخاء والحفاظ على مزاج هادئ. ومن هنا، يمكنك البدء في مناقشة التفاصيل.

حدد الميزانيات والتوقعات التي تعتبر منطقية بالنسبة لك، وإذا اقترح الشريك ميزانية لا ترضى عنها، كن صريحًا. فعندما يصبح التحدث مع شريك حياتك حول المال، طبيعيا وسلسا، ستصبح المحادثات أسهل بكثير. ومن خلال التواصل المفتوح، سوف تجد طرقًا عدة، لإدارة الأموال بالطريقة التي تناسبك، وتناسب علاقتك أيضا.

2- ...قبل الزواج وإنجاب الأطفال:

مع تطور علاقتك، يجب أن تتطور محادثاتك أيضًا - خاصةً قبل الزواج وتوسيع العائلة. فمع فشل 50% من الزيجات بسبب الضغوط المالية، والخلافات، وسوء الإدارة، فإن الخروج بخطة مالية مدروسة، لا يقل أهمية عن تنظيم حفلة الزفاف، بحسب الخبيرة المالية والشريكة المؤسسة لموقع "EnrichHER.com"، تيارا زولنيرز.

قبل أن توسع عائلتك إلى فريق مكون من ثلاثة أو أربعة أشخاص، أو حتى أكثر، توصي زولنيرز بالتوصل إلى جدول زمني مالي لمطابقة تنظيم الأسرة، وذلك من أجل مناقشة: كيفية دفع متطلبات العائلة؟ المدة التي تستغرقها إجازة الأمومة و/أو الأبوة؟ كيفية دفع تكاليف الكلية؟ طريقة التعامل مع النفقات المتعلقة بالأطفال؟

تقول زولنييرز، أن التحدث بصراحة وعمق، حول قضايا الأموال الكبيرة (مثل إنجاب الأطفال)، سيوفر لك سنوات من المعاناة والبؤس. أما إذا قاومت ذلك، أنت أو شريكك، ولم تجد الشجاعة الكافية للقيام بهذه المحادثات، والتعمق بها، فهذا الأمر يعتبر بمثابة علامة حمراء كبيرة، ودليل على أن حب حياتك قد ينتهي بالندم.

3- الأصدقاء والمال:

لقد سمعنا هذا القول من قبل: "الأصدقاء والمال لا يختلطان". لكنه قديم وغير دقيق، فكلما ناقشنا أوضاعنا المالية - الدخل والنفقات وما إلى ذلك - كلما ازداد شعورنا بالتمكين، والقدرة على الكفاح من أجل التغيير.

ونظرًا لوجود مقولة أخرى حول القوة في الأرقام، فلنتشجع وننتهز الفرصة لإجراء الأحاديث المالية غير المريحة، ولكن المهمة، مع أصدقائنا المقربين.

وتقول عالمة النفس الدكتورة إيفون توماس، أنه بالإضافة إلى التحلي بالشجاعة الكافية للتحدث عن الرواتب الخاصة ، علينا أيضا مناقشة كيفية التعامل مع النفقات اليومية. والمكان الطبيعي لبدء المحادثة، هو عندما خلال النزهات أو الوجبات خارج المنزل.

هل تقسمون دائما الفاتورة 50/50؟ هل لديك صديق غالبا ما يقوم بدفع الفاتورة دون السؤال؟ لا بأس في التكلم، في حال كان يشعرك ذلك بعدم الارتياح.

يقول توماس، أنه "من المهم جدا أن تتذكر أنه كلما تم طرح موضوع المال مع أشخاص مقربين منك، عليك التعامل معه بطريقة محترمة وواضحة، حتى لا تسيء إلى الشخص الآخر، بل على العكس، تجعل علاقتك به أقوى".

وهناك محادثة أخرى صعبة، وفقا للمستشارة المالية لشركة "Civic Financial / Northwestern Mutual "، كارلي فريلينغ، تتمثل في السؤال عن المدخرات. لنفترض مثلاً، أن صديقًا مقربًا منك، قضى للتو عطلة باهظة الثمن، وكنت مهتمًا بكيفية حصوله عليها. وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو في البداية من المحظور طرحه، إلا أن فريلينغ تقول أن الصداقة هي واحدة من أكثر الأماكن أمانًا لتبادل الأفكار، دون الحكم المسبق.

وتوضح: "إذا أخرجت المشاعر من محادثة المال، وانتقلت مباشرة إلى النقطة الأساسية، فلن تكون المحادثة محرجة". ومن أجل جعل المحادثة طبيعية، تقترح البدء بالقول: "أتطلع للذهاب في رحلة إلى هذا المكان، ورأيت أنك قضيت بالفعل رحلة رائعة. هل تستطيع مشاركتي ببعض النصائح حول كيفية الادخار لهذه الرحلة، أو كيفية خفض التكاليف؟".

4- التكلم عن الميراث:

عندما نصبح بالغين، قد يقع على عاتقنا عبء مساعدة آبائنا على إدارة أموالهم الخاصة. لا يتعين علينا الموافقة على كيفية إنفاق الأب والأم، أموالهما، خلال سنواتهما الذهبية، أو حتى كيفية تقسيم الأموال في الميراث. لكن علينا التحدث عن ذلك، لحماية رغباتهما، وضمان تحقيقها.

هذه المناقشة الصريحة حول ما سيحدث في عقاراتهما الخاصة، يمكن أن تجعلك تشعر الجشع. لهذا السبب، من المهم جدا، أن تكون مباشرًا وهادئًا عند إجراء هذا النوع من المحادثة – لكي توضح أنك تتحدث بسبب اهتمامك بهما، فقط لا غير.

في بيئة خاصة وهادئة، يوصي الدكتور توماس بقول شيء على غرار ما يلي: "أعرف أن هذا الموضوع غير مريح، وأنه من الصعب بالنسبة لي أن أتحدث عنه، لكن يتعين علينا معرفة ما إذا كنت قد كتبت وصية. أريد فقط التأكد من أنك كتبتها، وأنها تتضمن كل ما تريده. أو إذا لم يكن لديك وصية، فأنت بحاجة إلى تحديد موعد للتحدث مع محام للحصول على وصية".

خلاصة القول بالطبع، هي توضيح مدى أهمية أن نكون بجانب والدينا مع تقدمهم في السن، وأن نخبرهم بأن أموالهم المكتسبة بصعوبة، سوف تنفق كما يريدون".

5- الاقتراض:

سواء كان ذلك بسبب نفقة غير متوقعة، أو فقدان وظيفة، أو مأساة، فإن طلب اقتراض أموال من صديق أو أحد أفراد العائلة أو الشريك، قد يكون آخر فرصة لك. وعندما يحدث هذا، يوصي ستراوب بأخذ الوقت للتفكير في كل التفاصيل.

ويقول: "عندما تطلب من الشخص ​إقراض​ك المال، أعطه تواريخ محددة لوقت سدادك له. هل ستسدد المبلغ على دفعات عدة، أم ستدفع كل شيء مرة واحدة؟

قد تشعر بالحرج من أن تظهر ضعيفا أمام الغير، ولكن كلما زادت الحقائق التي تقدمها - بدلاً من العواطف - كلما كان عمد الشخص الآخر الى مساعدتك أكثر.

أما إذا كنت على الطرف الآخر من المحادثة، فكن صريحًا. فإذا كان إقراض المال سيحول دون وصولك الى بعض متطلباتك المعيشية، فأخبر الشخص أن الوقت الحالي غير مناسب. أو إذا كنت ببساطة لا تشعر بالراحة حول إقراض المال، فكن واضحا. ومع ذلك، إذا كنت في وضع يسمح لك بإقراض المال، تأكد من تحديد توقعات الشخص الذي يقترض الأموال، وتمسك بها.

أنت لا تريد أن تكون في موقف حرج مع صديق أو أحد أفراد الأسرة، في حال لم يدفع لك أي تعويض. وبالتالي، إذا كان عليك إجراء محادثة محرجة، كن مهذباً، لكن مباشر.

يقول ستراوب: "ذكّرهم كثيرًا بضرورة الدفع، ولا تدع الكثير من الوقت يمر، وإلا سوف تصبح الأمور محرجة حقا".

6- التحدث مع أنفسنا:

كلنا نفعل ذلك: نقارن أنفسنا بأصدقائنا، الذين نعتقد أنهم يكسبون أكثر من ما نفعل، أو الزملاء الذين يحصلون على راتب أعلى، على الرغم من أننا نقوم بنفس القدر من العمل. ماذا عن الشريك الذي نحبه ونعجب به، لكننا نظن، بالتأكيد، أن مدخول أعلى منا؟

عندما تتسلل هذه الأفكار إلى رؤوسنا، يكون الوقت قد حان، لإجراء محادثة أموال غير مريحة مع أنفسنا. فالمقارنة هي سارقة الفرح، ولا شيء على الإطلاق، هو حقيقي 100%، كما يبدو عليه. قد لا تعرف إطلاقا، الصورة المالية الكاملة لشخص معين، والتي قد تكون بعيدة جدا عن آلاف الدولارات المصروفة على منازلهم، أو سفراتهم، أو خزانة ملابسهم الرائعة.

فبدلاً من إجراء المقارنات الخارجية، ركز على طاقتك الداخلية: اتبع الجدول الزمني الخاص بك، من أجل السعي لتحقيق أهدافك. وطالما أنك تعيش حياة بحدود الإمكانات التي تجعلك سعيدًا، فليس هناك أي داع لمواكبة حياة شخص آخر، قد يستخدم الـ"filters" على "​انستغرام​"، لرسم صورة أجمل عن واقعه!