يقال دائماً، أن العجز هو عجز الإرادة وليس الجسد. وقد طبق الصديقان ال​إيطاليا​ن دانيلو راغونا ولوكا باياردي، بالفعل، هذه المقولة، بعدما تحدا ظروف إعاقتهما، واستطاعا معاً زيارة أكثر 50 مدينة إيطالية والعديد من الدول، ومارسا من الأنشطة ما لا يخطر على بال أحد يجلس على كرسي متحرك؛ فقد تزلجا على ​الماء​، تسلقا الجبال، لعبا ​التنس​، و​زارا​ الحدائق الأفريقية ومسارات المشي في أودية الهيمالايا، كل هذا وهما يجلسان فوق كرسيين متحركين، ليثبتا للعالم أنهما ليسا أصحاب إعاقة بل أصحاب همم.

وبدأت صداقة راغونا وباياردي، الشابان صاحبا الـ40 عاماً، في أروقة مستشفى "سبينال بوينت"، في مدينة ​تورينو​ الإيطالية منذ نحو 20 عاماً، بعدما تعرض كل منهما لحادث سير تسبب في إصابة العمود الفقري ليصبحا حبيسا كرسي متحرك. ويبدو أن الحادث المأساوي الذي تعرض له كل منهما، غير حياتهما للأبد، خاصة أنهما قررا عدم الاستسلام وتحويل وضعهما الجديد من نقطة ضعف إلى إنطلاقة لحياة جديدة.

وتغلب راغونا على ​الاكتئاب​ بالدراسة والعمل في مجال التصميمات، حتى ابتكر طرازات جديدة للكراسة المتحركة تسهل ممارسة الرياضة وتتحرك على الأراضي الرمية والجليدية. أما باياري، فشجعه صديقه على إنشاء مشروع عمرهما في عام 2015، وهو موقع "viaggioitalia"، الذي مثل بداية جديدة لحياتهما، حيث هدفا من خلاله التأكيد على أن الأشخاص من ذوي الهمم لديهم القدرة على فعل كل شيء، فنشرا عليه تجاربهما في السفر والتي بدأت أولاً في إيطاليا وبعدها انطلقا إلى مختلف دول العالم.

ومنذ انطلاق عام 2015، زارا الصديقان معاً أكثر من 50 مدينة إيطالية والعديد من بلاد العالم مثل: ​كينيا​، ​الهند​ و​البرازيل​، إذ كان السفر بالنسبة لهما فرصة لمحاولة تطوير ابتكاراتهما التي من شأنها تحسين تجربة وحياة أصحاب الهمم.