تُعرف منظمة الصحة العالمية ملامسة شخص مصاب في ​الطائرة​، بأنه ذلك الشخص الذي يجلس على بعد صفين، فليس بالضرورة أن يكون قريباً للغاية. لكن أثناء الرحلات الجوية خاصة تلك الطويلة منها، لا يستقر الأشخاص في أماكن جلوسهم، حيث يزورون الحمام بشكل متكرر ويمددون أرجلهم ويلمسون الحقائب في الصناديق العلوية وغير ذلك.

وخلال فترة انتشار ​فيروس​ السارس في عام 2003، أصيب أحد الركاب على متن رحلة جوية من هونغ كونغ إلى ​بكين​ بالعدوى من شخص خارج نطاق الصفين اللذين حددتهما منظمة الصحة العالمية، ولاحظت مجلة "نيوإنغلند" الطبية، أن معايير المنظمة العالمية لا تنطبق على 45% من مرضى السارس.

واستلهاماً من هذه الحالة، شرع فريق من الباحثين في مجال الصحة العامة، من شركة "fly health"، في دراسة حول كيف يمكن أن تغير الحركات العشوائية في مقصورة الطائرة من احتمال إصابة الركاب بالعدوى. ولاحظ الفريق سلوكيات الركاب وأفراد الطاقم على متن 10 رحلات جوية أميركية عابرة للقارات، ولم ينظروا فقط في كيفية تحرك الناس حول المقصورة، ولكن أيضاً في كيفية تأثير ذلك على عدد ومدة اتصالهم مع الآخرين.

ووفقاً لذلك، كان المسافرون الذين يجلسون قرب النافذة ولا يتحركون طوال الرحلة هم الأقل اتصالاً مع الآخري في المقاعد الأخرى، إذ كان متوسط جهات الاتصال التي قد يتعرضون لها 12 جهة، مقارنة بـ58 و64 جهة اتصال للمسافرين في المقاعد المتوسطة والقريبة من الممر.

وبالتالي، فإن اختيار مقعد النافذة والبقاء في وضعية الجلوس لأطول فترة ممكنة، يقلل بشكل واضح من احتمالية أن تتلامس مع شخص مصاب. وأظهر نموذج الدراسة أن الركاب في المقاعد المتوسطة والقريبة من الممر لديهم احتمالات أكبر للإصابة.

وتتغير القصة إذا كان الشخص المريض أحد أفراد الطاقم، نظراً لأن مضيفات الطيران يقضين وقتاً أطول بكثير في التجول عبر الممر والتفاعل مع المسافرين، وكما ذكرت الدراسة، فإن أحد أفراد الطاقم المصاب لديه احتمال نقل العدوي إلى 4.6 مسافر.

ووجهت الدراسة باختيار المقاعد المجاورة للنافذة والتقليل من التحرك داخل مقصورة الطائرة، بالإضافة إلى غسل اليدين بالصابون بانتظام واستخدام مطهر الأيدي المعتمد على الكحول بعد لمس الأسطح، وتجنب ملامسة الوجه أو مسافات السعال إن أمكن.