اكتشف الباحثون الآلية البيولوجية المسببة للشيب، وأوضحوا أن الأمر يتعلق بآلية "لا مفر من القتال"، التي يستخدمها الجسم في مواجهة الخطر. واستخدم الباحثون تجارب على الفئران، لدراسة كيف يؤثر التوتر على الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر المسؤولة عن صنع الخلايا الصبغية، وهي الخلايا التي تنتج الصبغة التي تعطي الشعر لونه سواء أسود أو بني أو أشقر أو أحمر أو ما بين هذه الألوان. ولدى الإنسان عادة نحو 100 ألف بصيلة شعر في فروة رأسه.

وكان الباحثون في بادئ الأمر، يشتبهون في أن الهجمة المناعية الناجمة عن التوتر، تستهدف الخلايا الصبغية الجذعية، لكن هذه الفرضية لم تتأكد. وبعد ذلك، بحثوا في ما إذا كان هرمون "كورتيزول"، الذي يفرزه الجسم أثناء التوتر، هو السبب، لكن ذلك أيضا لم يوصل إلى شيء. لكنهم وجدوا أن الجهاز العصبي الودي (السمبثاوي) الذي يتحكم في رد الفعل عند مواجهة الخطر، أو ما يطلق عليه آلية "لا مفر من القتال"، يلعب دورا محوريا. ويتكون ذلك الجهاز من شبكة أعصاب تمتد في كل مكان بالجسم، بما في ذلك الجلد، حيث تمتد مثل شرائط تربط كل بصيلة شعر وتكون قريبة جدا من الخلايا الصبغية الجذعية.

وعندما تعرضت الفئران لألم قصير الأمد أو وُضعت في حالة توتر معملية، أفرزت هذه الأعصاب مادة كيماوية تأخذها الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر التي تخزن الخلايا الصبغية.

وعن هذا تبين الأستاذة المساعدة المتخصصة في الخلايا الجذعية، وعلم الأحياء التجديدي في جامعة هارفارد، تشيه شو، أن ذلك يعني أن هذه الخلايا لا تترك شيئا. وفي غضون بضعة أيام يُستنفد مخزن الخلايا الجذعية التي تجدد الصبغة. وفور النفاد، لا يمكن تجديد الصبغة.

وشيب الشعر واحد من الآثار العديدة التي يتركها التوتر على جسم الإنسان. وهذه النتائج يمكن أن توجه تطوير علاج للشيب المرتبط بالتوتر، أو ربما لتغيرات أخرى يحدثها التوتر في الأنسجة، لكن شو تقول أن ذلك قد يستغرق سنوات. إلا أن ذلك ليس بالضرورة دائما، فإذا أصاب ​الشيب​ الشعر بسبب التقدم في العمر، فإنه يمكن صبغه أو التعايش معه. أما إذا كان سبب الشيب يعود إلى المرض أو تجربة مؤلمة في الحياة أو اتباع نظام غذائي غير صحي، فهناك أمل لاستعادة اللون السابق.

وتكمن طريقة القيام بذلك في اتباع نظام غذائي نباتي بالأساس، والذي يمد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية والمهمة. كما أن الشوكولاته و​النبيذ​ الأحمر و​العنب​ يمكن أن تساعد في استعادة لون الشعر الأصلي.