يلجأ بنك "​إتش إس بي سي​" وغيره من ​الشركات الكبرى​ العاملة في ​الصين​، إلى تقييد حركة سفر العاملين لديه، والتخلي عن ممارسة التقاليد القديمة التي يتبعها الصينيون خلال رأس السنة القمرية بالإحتفال بقدوم عام جديد، وذلك من أجل حماية موظفيها من تفشي ال​فيروس​ المميت المتزايد.

وفي خطوة تتخذها عدد من الشركات، يقيد "إتش إس بي سي" السفر غير الضروري إلى ووهان التي تعتبر مركزاً للعدوى التي أودت بحياة تسعة أشخاص حتى الآن، ونحو 440 حالة إصابة منتشرة في جميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى مشاهدة عدد ضئيل من الحالات في ​الولايات المتحدة الأميركية​.

وباشرت الصين بعملية فحص على مستوى البلاد، من أجل معالجة انتشار متزايد للفيروس التنفسي الجديد، في ظل عزم مئات الملايين من المواطنين السفر خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي تلوح في الأفق.

بالتوازي، كانت شركة العملاقة لوسائل التواصل الإجتماعي "تينسينت هولديتغ"، من بين الشركات الصينية التي استجابت بسرعة لتقليل الإتّصال الفردي، حيث ألغت تقليداً سنوياً قديماً يقوم كبار المديرين التنفيذيين خلال بتسليم المظاريف الحمراء للقمر الجديد للموظفين بشكل شخصي.

كما يعمل مشغل "وي تشات " على تعليق السفر إلى ووهان، تماشياً مع ما قامت به شركة "سيتيك سكيوريتيز" للوساطة المالية، وفق ما أكده بعض الأشخاص المطلعين على الأمر.

من جهتها، كانت منظمة الصحة العالمية ستقرر، ما إذا كانت ستعلن أن الفيروس الجديد يمثل حالة طوارئ دولية للصحة العامة، وهي تسمية تستخدم في الأوبئة المعقدة التي يمكنها عبور الحدود.

وأقدم مكتب ​بكين​ لشركة الصين للتأمين على الحياة والتي تعد ثاني أكبر شركة تأمين في البلاد من حيث القيمة السوقية، على تعليق السفر التجاري إلى ووهان، كما طلب من موظفيه تجنّب المنطقة الواقعة على بعد 100 كيلومتر (نحو 62 ميلاً) من المدينة.

وأكد المكتب ضرورة استكمال الموظفين الذين ذهبوا إلى ووهان أو إلى مكان قريب، عملهم عن بُعد لمدة سبعة أيام على الأقل قبل العودة إلى مكاتب الشركة. في حين أن ممثلي "سيتيك" و"تشاينا لايف" و"تينيسنت"، لم يردوا بشكل سريع على طلبات التعليق.

في السياق، أوضح مؤسس "هون هاي بؤيسيشن انداستري" تيري غو، أن شركته المعروفة أيضًا باسم "فوكس كون" والتي تعمل على تجميع مكونات "آيفون"، تدرس خطط الطوارئ للتعامل مع الفاشية، وطلبت من الموظفين المقيمين في ووهان وعائلاتهم الابتعاد عن تجمع الشركات الذي كان مقرراً.

كما حذر غو من النقص الحاد في ​الأدوية​ الذي تعاني منه الصين، إضافةً إلى افتقارها للمعدات الطبية الكافية للتعامل مع الوباء. وأشار في حفل تأبينه، إلى أن سنة "2020 مليئة بالتحديات، وتفشي فايروس كورونا هو واحد منها".

من جهة أخرى، امتدت الحالات المؤكدة إلى 6 مواقع خارج البر الرئيسي للصين، حيث ظهر التشخيص الأول على شخص في الولايات المتحدة الأميركية، أحد سكان ولاية واشنطن. كما أشارت بيانات مؤخرة إلى ظهور 4 حالات إصابات بهذا المرض في ​اسكتلندا​.

وبدأت مطحنة ​الشائعات​ بالاضطراب في ​هونغ كونغ​، التي يرتدي جزء كبير من سكانها الآن أقنعة الوجه كما يتوفر مطهر اليد بسهولة في المكاتب والمباني السكنية و​الفنادق​. فلا يزال تفشي فيروس السارس عام 2003 جديدًا في ذاكرتهم.

بموازاة ذلك، استجاب بنك "HSBC" يوم الثلاثاء الماضي لتكهنات وسائل التواصل الاجتماعي، بأن أحد موظفيه أصيب بالفيروس.

في وقت أشارت متحدثة باسم البنك إلى أن "HSBC"، علم أنه تم تشخيص إصابة الموظف بالأنفلونزا من النوع "أ"، موضحةً "عافية موظفينا هي دائما أولوية قصوى بالنسبة لنا، لذلك قمنا بإجراء تنظيف وتطهير شامل للمكان المعني.

ولفتت المتحدثة إلى أن سفر موظفيها إلى منطقة ووهان سيكون فقط على أساس الاحتياجات. كما أن شركة "​غولدمان ساكس غروب​" أوصت بضرورة تأجيل سفر رجال الأعمال غير الضروريين إلى ووهان.

بالإضافة إلى ما تقدم، أصدر عدد من الشركات بما في ذلك شركة صناعة السيارات الألمانية "​فولكس فاغن​"، نصائح للموظفين حول كيفية تجنب العدوى مثل حثهم على غسل أيديهم. وأشار متحدث باسم الشركة إلى أن الإنتاج في مشاريعها المشتركة في الصين لا يتأثر.

ويعتبر هذا المرض حتى الآن أقل فتكاً من السارس الذي تسبب بمقتل 800 شخص وتعطيل النمو الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة.

وفتك هذا المرض يتسعة أشخاص من مدينة ووهان التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة. ومن بين هؤلاء 8 رجال تتراوح أعمارهم بين 61 و87 عامًا، وامرأة تبلغ من العمر 48 عامًا، مع إصابتهم جميعهاً تقريبًا بأمراض سابقة.