وصلنا الى عام 2020، ومن المفترض أن تكون ​المرأة​ قد أصبحت متساوية بالكامل مع الرجل في مكان العمل؛ ومع ذلك، هي لا تشعر دائمًا بهذه الطريقة!

اذ لا تزال المرأة تواجه قضايا رئيسية مثل التمييز في ​الأجور​، والتحرش الجنسي، وسياسات الإجازات العائلية غير الكافية. لكن بالنسبة الى الكثيرين، تمتلئ أيام العمل أيضًا، بتذكيرات صغيرة وخفيفة، مفادها أن بيئة العمل لم تصمم مع أخذ المرأة في عين الاعتبار؛ من الافتقار إلى السنانير في الحمامات، من أجل تعليق الحقائب، مرروا بالخزانات بالحجم المثالي والمناسب لسترات الرجال، ووصولا الى درجة الحرارة التي قد لا تناسب المرأة. بالاضافة طبعا الى العديد من الأمور الأخرى، التي تدل على أن بيئات المكاتب، ما زالت، في الكثير من الأحيان، بمثابة عالم الرجل!

تحدثنا مع خمس نساء، حول الطرق المتعددة، التي تدل على أن أماكن العمل، مصممة ومعدة افتراضيا للذكور. إليكم قصصهن:

1- علامة خفية على التحيز الجنسي:

كانت جانيت تعمل في جامعة كبيرة، تفتخر بكونها ليبرالية ومتقدمة. وعلى الرغم من ذلك، نجد لافتة في المطبخ تقول: "والدتك ليست هنا. تأكد من التنظيف بعد نفسك".

وتقول جانيت: "كان هذا التمييز الجنسي واضحا جدا، ولم أتقبله على الإطلاق، لهذا السبب، أحضرت قلم ورقة، وطبعت عليها عبارة: "والدك أيضا!"، وعلقتها فوق اللافتة".

2- ليس موجودا في الخطة:

عندما كانت مايلا تعمل في مؤسسة أبحاث بيئية غير ربحية في ​كاليفورنيا​، أعادت المنظمة بناء منشأتها من الألف إلى الياء. وتم وضع جميع الأجراس والصفارات على المبنى، باستثناء طبعا، السنانير على الجزء الخلفي من أبواب حمامات ​النساء​، والتي تفتقر اليها أيضا معظم المباني المكتبية، على حد قولها.

وتضيف مايلا: "أعتقد أن ​المهندسين​ المعماريين، و​المقاولين​، وفرق المنشآت التي يهيمن عليها الرجال، لا يفكرون بأن المرأة قد لا تحبّذ أن تضع حقيبتها على الأرضيات المتسغة بالبول، عندما ترغب في الدخول الى الحمام في مكان عملها".

وتقول: "أعلم دائمًا عندما أكون في حمام، ولا أجد أي مكان لأعلق فيه حقيبتي، أن رجلا ما قام بتصميم هذه الحمامات".

3- الوضعية المثالية – للبعض:

لا يدرك عددا كبيرا من العاملين، أن الكراسي والمقاعد لا تأتي بحجم مناسب للجميع.

وقالت مستشارة وسائل الإعلام والاتصال شانا: "لقد عملت في مكاتب متعددة، حيث جلست على كراس من شركة "Herman Miller Aeron"، التي من المفترض أن تكون أكثر مقاعد المكاتب راحة". وتوضح أنها تأتي بثلاثة أحجام فقط، في حين أن الحجم الافتراضي (default)، مصمم للرجال، وهو أكبر، بطبيعة الحال، من حجم المرأة المبدئي".

وتابعت شانا: "حتى أكثر المقاعد القابلة للتعديل، لن تكون مناسبة للمرأة، إذا كان حجمها كبيرا جدًا". فبالإضافة إلى مكاتب الحجيرات المدمجة، التي تأتي بالعادة، ذات ارتفاع ملحوظ، يبقى من المستحيل الجلوس بشكل مريح، وبوضع صحيح في معظم إعدادات المكاتب.

4- "مرحبا... اسمي هو …":

تشعر المحامية في تالاهاسي في ولاية ​فلوريدا​، إليزابيث، بالتمييز بين المرأة والرجل، في كل مرة تضع فيها علامة اسم (name tag)، في أي حدث احترافي.

وتقول: "إن علامات الأسماء، مصممة بالعداة، لكي توضع على جيب بدلات الرجال"، ومن هنا، أعربت عن أسفها، لأن المرأة التي ترتدي الملابس الاحترافية، لا تستطيع وضع بطاقة الاسم إلا على الياقة - إذا كان هناك واحدة!".

5- ارفع درجة الحرارة!

إذا لاحظتِ أنك تشعرين بالبرد في المكتب، خاصة عندما يكون مكيف الهواء قيد التشغيل، فأنت لست وحدك!

تقول المصورة الفوتوغرافية من كاليفورنيا، سامانثا: "أعيش في ​لوس أنجلوس​، وأرتدي دائمًا الكنزات السميكة والأوشحة. ومع العلم أن المنطقة تمر بموجة حارة، لكنني أشرب الشاي الساخن، وأرتدي كنزتي، ولا أتخلى عن وشاحي. وأشعر بالحزن من مدى سخافة هذا الأمر".

اذ وجدت دراسة نشرت في مجلة "Nature Climate Change"، أن الصيغة التي تتحكم في معظم منظمات الحرارة المكتبية، تم تطويرها باستخدام معدلات الأيض لدى الرجال، ما ترك النساء، اللاتي لديهن معدل أيضي أبطأ، يشعرن بالبرد الشديد.

ففي الكثير من المباني، نرى أن ​استهلاك الطاقة​ أعلى بكثير، لأن المقياس يتم معايرته لإنتاج حرارة جسم الرجل بالدرجة الأولى".

6- الغيرة موجودة لا محال!

قد تكون الغيرة إيجابية، وتولد الحافز وتدفع الشخص إلى العمل، ولكن قد تصادف المرأة غيرة الزملاء غير الأسوياء، والتي تعتبر سلبية، فيتبعون الطرق للإيقاع بها في الفشل، ووضع المصائد لها، ما يصيبها بالإحباط و​اليأس​. اذ قد ينزعج الرجل في بعض الأحيان من ​نجاح المرأة​، ويشعر بالغيرة من تقدمها، ما قد يدفعه الى القيام بأمور مؤذية.

وتشير الخبيرة في ​الموارد البشرية​، تانيا، الى أن الحل يكمن في عدم أخذ الغيرة بغيرة، التي قد تدفع الى الانتقام، والتأكد من أن العقبات، التي توضع بسبب الغيرة، وتصيد الأخطاء هي درجات يجب جعلها سلماً حافزاً لإثبات النفس والمهارات.