تنتج "​ماكدونالدز​"، كل عام، أكثر من 30 مليون كيلو من القهوة، ويتم التخلص من مخلفات البن الناتجة عن عملية التحميص في مدافن النفايات، لكن شركة "فورد" بدأت باستخدام هذه المخلفات، وتحويلها إلى قطع غيار للسيارات.

وتم إرسال حوالي 140 مليون طن من ​النفايات الصلبة​ إلى مدافن النفايات في الولايات المتحدة في عام 2017، وعندما تصل إلى مكب النفايات، تسبب مشكلة كبيرة، وينتج عن حرق النفايات غاز ثاني أكسيد الكربون وانبعاثات غازات الدفيئة الأخرى الضارة بالبيئة. لكن "فورد" تعتقد أن بعض المواد لا يجب أن ينتهي بها المطاف في مدافن النفايات، مثل قشور البن، حيث دخل فريق أبحاث "فورد" في شراكة مع "ماكدونالدز"، للحصول على مخلفات البن، لإعادة تصنيعها.

وكانت "فورد" تستخدم بالفعل منتجات الصبار و​القمح​ والطماطم وحتى المنتجات الثانوية لتصنيع قطع غيار السيارات، واكتشف الفريق أنه يمكن أيضاً استخدام القشور لتصنيع قطع غيار السيارات، خاصة تلك التي تحتاج إلى مقاومة درجات الحرارة العالية، مثل المصابيح الأمامية وأغطية بطارية السيارة.

وعندما يتم تسخين قشور البن إلى درجات حرارة عالية ومزجها بالبلاستيك والمواد المضافة الأخرى، تتحول إلى مادة يمكن تشكيلها في أشكال مختلفة. ولن يقتصر الأمر على التخفيف من كمية النفايات في مدافن النفايات، ولكن استخدام القشور سيفيد سيارات "فورد" بالفعل، حيث أن تصنيع بعض قطع الغيار منها سيجعل السيارة أخف وزناً بنسبة 20% على الأقل.

وبدأت "فورد" في تثبيت المصابيح الأمامية المصنوعة من مخلفات البن في سياراتها من طراز "​لينكولن​ كونتيننتال" في كانون الأول 2019. ومن المتوقع أن تتبعها طرازات أخرى. لكن هذا لا يلغي المشكلة البيئية بالكامل، ففي نهاية حياة السيارة، ستظل بعض الأجزاء في مدافن النفايات لأنها مصنوعة من البلاستيك.

وتخطط "فورد" و"ماكدونالدز" للحد من هذه النفايات، عن طريق استبدال البلاستيك التقليدي بالبلاستيك المعاد تدويره. وتأمل "فورد" أن يتم التخلص من البلاستيك التقليدي واستبداله بالبلاستيك المعاد تدويره بالكامل بحلول عام 2035. ولا تتوقف جهود الاستدامة عند هذا الحد، حيث تبحث "فورد" أيضاً في استخدام منتجات "ماكدونالدز" الأخرى من النفايات، مثل قشور البرتقال والبطاطس، ومن يدري ربما تقوم في يوم من الأيام سيارة مصنوعة بالكامل من نفايات الوجبات السريعة.