مرّت فترة الأعياد، هذا العام أيضاً، بنتائج مخيّبة للآمال على الصعيد الإقتصادي. بغضّ النظر عمّا خلقه المواطنون في ساحاتهم وشوارعهم من مظاهر تعيد للقلب إيمانه بهذا البلد وأهله، فمالياً لم تحقّق الأعياد ما كان مرجوًّا منها.

وبانتظار الإعلان عن الحكومة المقبلة (كما تشير التوقعات) لنرى ما إذا كان "المسؤولون" قد أدركوا خطورة المأزق الذي أودوا بالبلد اليه وأهمية وجود فريق عمل متخصص متكامل ينشلنا منه، لم يتبقَّ لأفراد هذا المجتمع سوى التعاضد والتكاتف.

أما بالنسبة لأصحاب المؤسسات ولمعرفة المزيد عن أوضاعهم خلال فترة الأعياد وخلال العام 2019 بالمجمل، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في ​لبنان​ خالد نزهة:

بدايةً، كيف كانت حركة الإقبال في فترة الأعياد بالسوء الذي كان متوقعاً؟ وكيف تقيّم العروضات التي قدّمتموها؟

الحركة كانت متواضعة بشكلٍ كبير. وصل المغتربون اللبنانيون في ​الدول العربية​ و​أفريقيا​ قبل ليلة واحدة من ​عيد الميلاد​، ولكن نحن كمطاعم لم نلحظ إقبال يُذكر.

أمّا في ليلة رأس السنة فالإقبال كان متواضعاً، حتى أنه لم يتم الحجز الاّ في اليوم نفسه. كما نعلم، اللبنانيون هذه الفترة يعيشون "كل يوم بيومه" نتيجة لوضع البلد غير المستقر.

أمّا بخصوص العروض، فقد فاقت التوقعات، حيث تراوحت التكلفة بين 75000 و 225000 ليرة لبنانية للشخص الواحد في المطاعم التي تخلّلت برامجها عروض حيةّ أي مع فنانين وعازفين، وبقيت الأسعار كما باقي أيام السنة (à la carte) في المطاعم التي لم يكن فيها برنامج للسهر وبعضها لجأت الى رسم دخول (Minimum Charge) بسيط.

الحركة كانت جيّدة في الحانات والملاهي الليلية، ومميزّ بشكلٍ خاص في الشوارع السياحية من الجميزة - مار مخايل الى بدارو وأوروغواي.

كما شهدت المناطق الجبلية حركة لا بأس بها أيضاً من الأرز الى الزعرور وكفرذبيان، فكما نعلم بدأ موسم التزلج والهواة والعائلات سيقصدون هذه المناطق في أغلب عطلاتهم.

هل لحظتم أي إقبال عربي أو أجنبي؟

نعم، لكن بنسبة ضئيلة جدّا، والأوروبيون أكثر من العرب.

ما هو رأيك بالتعاون الذي أبدته النقابات في قطاع ​السياحة​ خلال هذه الفترة؟

بدورنا كنقابة المطاعم، قدّمنا عروض مميّزة جدًّا. ونعمل منذ ثلاث سنوات مع وزارة السياحة على مؤتمر "Visit Lebanon" بالرغم من ميزانية وزارة السياحة الضئيلة.

بشكل عام، كيف تقيم سنة 2019 على قطاع المطاعم والمقاهي، بالمقارنة مع العام 2018؟

مقارنةً مع العام الماضي التراجع مخيف جدًّا. كأصحاب مؤسسات، نتعامل مع ​التجار​ بسعر صرف دولار يصل الى 2100 ليرة بينما نبيع بسعر 1500 ليرة، ما يشكّل فارقاً كبيراً في أرباحنا.

كنقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري أطلقنا عدّة نداءات للتضامن، على أن يكون هناك تعاون بين أصحاب الأملاك والمجمعات التجارية بخصوص ​الإيجارات​ لنكون قادرين على الإستمرار بتوظيف العدد نفسه من الموظفين الذين يعيلون آلاف العائلات اللبنانية.

نحن بلد يصدّر المطاعم للخارج من ​السعودية​ الى ​دبي​ و​الولايات المتحدة​ حتى، ولا نصدّر فقط المطاعم التي تقدّم المطبخ اللبناني بل تلك التي تقدّم المطابخ العالمية أيضاً.

التراجع بدأ مع حادثة قبرشمون، تلاه وضع المواطن غير المستقر اقتصادياً بشكلٍ عام وتراجع ​التحويلات​ وحجز البنوك لأموال المودعين بشكلٍ خاص، ما يعدّ أمراً معاكساً لمصلحة البلد.

نتمنّى أن تحمل السنة الجديدة ما نستحقّه بحكومة تقابل توقعات اللبنانيين لأننا دفعنا ثمناً غالياً نتيجة تراكمات 30 عاماً من نهب وسرقة ومحاصصات. عندما كانت المطاعم اللبنانية تحقّق الإنجازات في الداخل والخارج، لم يعمل مسؤولينا على بناء دولة. لم تتماشى الدولة مع نجاح ​القطاع الخاص​.

وماذا عن حالات الإقفال، هل تتوفر لديكم أرقام دقيقة؟

نعم، سجلت حالات الإقفال 137 حالة في أيلول و131 حالة في تشرين الأول، ومنذ 1 لغاية 19 تشرين الثاني وصلت الى 257، أي أن المجموع يصل الى 525 حالة. وفي الأشهر المقبلة سيكون لنا أرقام عن العام بأكمله.

أكد الوزير أفيديس كيدانيان، مؤخراً، أنه خلال تواجده في السعودية سمع كلاماً مشجعاً من وزراء السياحة حول سفر رعاياهم الى لبنان، هل تلحظون هذا الأمر؟

نتمنّى ذلك! كنّا ننتظر قرار رفع الحظر بفارغ الصبر، وعندما حصل وقعت حادثة قبرشمون. من المعلوم أن إنفاق السائح العربي مميّز فهو قد ينفق 20 ألف دولار خلال أيام، بالإضافة الى أن مدّة إقامته طويلة تمتدّ بين أسبوع وشهر. أما السائح الأوروبي فعطلته تقتصر على ثلاثة أيام وبميزانية متواضعة.

اللبناني خلّاق ومتفوق في الكثير من المجالات أهمّها السياحة، ومن المؤسف أن نضيّع أي لحظة دون الإستفادة من ذلك.