اعتاد القطاع ​السياح​ي في ​لبنان​ ان يدفع ضريبة الخلافات السياسية الداخلية والخارجية، اذ يُعتبر هذا القطاع من بين القطاعات الأكثرتأثراً بالأزمات السياسية والأمنية على الرغم من الجهود التي يبذلها القيمون عليه لانقاذه دائماً من وحول الأزمات التي يسببها ​السياسيون​ عن قصد او غير قصد، الا ان هذا القطاع لم يعد يحتمل كون غالبية القطاعات المنضوية تحت لوائه باتت معرضة للإنهيار اذا استمرت الطبقة السياسية الحاكمة باتباع النهج ذاته في ادارة البلاد.

تشير الأرقام الى ان الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان أثرت بشكل مباشر على ​القطاع السياحي​، اذ تراجعت نسبة الإشغال في ​الفنادق​ الى أقلّ من 6 في المئة خلال شهر واحد فضلاً عن اغلاق اكثر من 260 مطعماً خصوصاً وان هذا العدد مرجح للارتفاع في الأشهر القليلة المقبلة بحسب المعنيين، فضلاً عن تأثر القطاعات الأخرى المنضوية تحت لوائه كشركات ​السياحة​، وشركات تأجير ​السيارات​ والشقق المفروشة وغيرها من المؤسسات.

في هذا السياق، يأسف وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمالأواديس كيدانيان الى الحالة التي وصلت اليها البلاد والتي انعكست سلباً على القطاع السياحي خصوصاً وانه كان يأمل ان يتخطى عدد السياح هذا العام عتبة المليوني سائح بعد ان وصلنا عام 2018 الى نحو 1.96 مليون سائح.

وعلى الرغم من المشهد الضبابي الذي يلف البلاد منذ أكثر من شهرين يسعى كيدانيان الى اطلاق مبادرة جديدة يستقطب من خلالها المغترب اللبناني اضافةً الى عدد من الوافدين من ​الدول العربية​ المجاورة من خلال حوافز تُقدم من قبل ​شركات الطيران​ وتحديداً شركة ​طيران الشرق الاوسط​ MEA في لبناناضافةً الى الفنادق والمطاعم والشقق المفروشة وشركات تأجير السيارات والمجمعات السياحية، ويقول لـ "الاقتصاد" : " الجميع يعلم حال القطاع السياحي اليوم والذي يتزامن مع اقتراب ​موسم الأعياد​ ومن هذا المنطلق كان لا بد من تحرك ما لانعاش هذا القطاع من خلال مبادرة يمكن من خلالها استقطاب المغتربين بالدرجة الأولى اضافة الى عدد من الوافدين من الدول العربية المجاورة ك​الأردن​، ​مصر​، و​العراق​ وذلك من خلال التعاون مع شركة طيران الشرق الاوسط MEA، اضافة شركات الطيران الأردنية، المصرية، والعراقية عبر حوافز معينة كتخفيض ​اسعار​ التذاكر مثلاً ، وقد نجحنا بهذه الفكرة مع طيران الشرق الاوسط MEA واستطعنا تأمين تذاكر ذهاباً واياباً بـ 200$ (تشمل الضرائب) للمجموعات التي يزيد عددها عن 10 مسافرين وسيكون هنالك عروضات ايضاً من الفنادق، المطاعم وشركات تأجير السيارات وغيرها من المؤسسات السياحية".

هذه الخطوة برأي كيدانيان لن تعوض خسائر هذا القطاع، انما قد تُساهم نوعاً ما في دخول بعض ​العملات​ الصعبة الى لبنان والى القطاعات المنضوية تحت لواء القطاع السياحي، مؤكداً ان هذه الخطوة لن تكون فقط لفترة الأعياد حصراً انما للأشهر المقبلة من السنة الجديدة ايضاً".

​​​​​​​

يضيف: " رغم الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم، عقدنا اجتماعات عديدة مع المعنيين من أجل تأمين مقومات هذه المبادرة التي نسعى من خلالها الى تحريك عجلة الاقتصاد قدر المستطاع من خلال دخول الأموال المباشرة مع كل مغترب أو زائر أو سائح يصل الى لبنان نتيجة العروضات التي سوف تؤمنها هذه المبادرة والتي سنتحدث بكل تفاصيلها في الأسابيع المقبلة".

يختم كيدانيان حديثه بالقول: " نأمل ان تنجح هذه المبادرة بالرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها، ونأمل ان تتعاون معنا شركات الطيران الأخرى اسوة بما فعلته شركة طيران الشرق الأوسطMEA، لأن هذه الشركات خصوصاً في مصر الأردن والعراق ستساهم كثيراً في ​الترويج​ لهذه المبادرة التي نأمل ان تبصر النور مع بداية الـ 2020".