مختلفٌ ​عيد الميلاد​ هذا العام عن السنوات السابقة، فالأحداث والأزمات طغت على كل مظاهر ​العيد​.

لم تلبس قرى وبلدات ومدن ​لبنان​ حلّة العيد كاملة، فبعضُها آثر عدم التزيين لغياب التمويل، وبعض البلديات ابتعد عن إشاعة أي مظاهر زينة، نتيجة الحزن والوضع القائم، فيما أصرت بلديات على نشر الزينة والفرح رغم الظروف الحالية.

جولة فريق "الاقتصاد" السنوية على البلدات والمدن، رصدت التفاوت في مظاهر العيد، واختلاف رؤى البلديات حيال زينة الميلاد.

بلدية الجديدة – البوشرية – السد

​رئيس "بلدية​ الجديدة – البوشرية – السد" أنطوان جبارة، أعلن إعادة استخدام زينة العام الماضي، وقال: "هي نفس الزينة التي استعملناها في أعياد مختلفة خلال الفترة الماضية وآخرها عيد الإستقلال".

وأضاف جبارة: "لم نُغيّر زينة هذا العام كما كل سنة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي نمرّ بها لغياب المدخول".

وأشار، إلى أنه ومنذ بداية الأزمة الحالية، لم تدخل إيرادات إلى خزينة البلدية.

وأوضح جبارة ، أن البلدية لديها مبالغ مالية في المصرف، وقال، إن "التفكير هو كيف يمكن البقاء أطول فترة ممكنة في ظل غياب الإيرادات، خاصة إذا استمر الوضع الحالي لسنوات".

وأكد جبارة أن البنك يحقق في أي سحب تريد البلدية إجراءه وبالتالي، تكتفي البلدية بدفع معاشات الموظّفين حالياً.

بلدية ​​جبيل​​

أكّدت المسؤولة الاعلامية في بلدية جبيل آية يونس، أن البلدية استعملت هذا العام، نفس الزينة التي استعُملت السنة الماضية، فيما لم تكن هناك فكرة جديدة هذا العام.

وكشفت يونس، أن عدم التجديد هذا العام، يعود إلى أن هذه العملية تأتي من خلال تمويل ​المصارف​، فيما هذه السنة لم تستطع بلدية جبيل الحصول على هذا مال.

وقالت يونس: "أي تبرع نحصل عليه لا يمكن أن نحوّله للزّينة، ونفضّل أن يتّجه نحو ​المساعدات​ الخيرية. وضع البلد اليوم، لا يحمل أن نحصل على مال من المصرف، وحتى لو حصلنا على تمويل، فإن دفع تكلفة عالية ككل عام غير صحيح في ظل الأوضاع الحالية وما تعاني البلدية والناس ككل."

وختمت يونس بالقول: "نحن لم ننظم إحتفالاً لافتتاح الزّينة، واستعضنا باحتفال للمباركة، وأصرّينا على تنظيم حدث صغير حتى لا تكون الأجواء حزينة جداً."

بلدية الشوير وعين السنديانة

بدورها، أكدت رئيسة دائرة الاعلام والانشطة في بلدية الشوير وعين السنديانة نسرين عطايا بو زيد، أنه في الضهور الشوير عادة، لا تتركز النشاطات على الزينة الكبيرة، فالهدف السنوي والقضية الأساس هو الإنسان، وقالت: "كل عام يكون لدينا هدف وتحية لجهة معيّنة".

وأشارت بو زيد، إلى أن السنة الماضية كانت التحية موجّهة للناس من ذوي الإحتياجات الخاصة، وقبلها تضامناً مع فلسطين، ومن 3 سنوات كان التضامن مع ​العراق​ و​سوريا​ ضد الهجمة التكفيرية.

وأضافت: "السنة اكتفينا بزينة العام الماضي، ولكن لن يكون لدينا احتفالاً ميلادياً ككل عام، وسنكتفي باجتماع صغير لأهالي ضهور الشوير."

ولفتت بوزيد إلى أن الشجرة لا تتغير كل عام، فالحديد موجود منذ 2016 فيما يتم تغيير الإضاءة. أما المغارة وأغراضها، فموجودين منذ 7 سنوات.

وأكدت رئيسة دائرة الاعلام والأنشطة، أنه "حتى لو كان ​الوضع الاقتصادي​ أفضل هذه السنة، فكنا سنعتمد نفس الشجرة والزينة، ولكن كنّا نعمل على احتفال أكبر يحمل رسالة."

بلدية ​المنصورية

كشف عضو مجلس بلدية المنصورية كميل الحاج، أن هذا العام لم تشهد المنصورية أي زينة مركزية، وأضاف: "قمنا بتزيين الحدائق فقط، نتيجة الأوضاع الراهنة، بغياب المتبرعين و​الدعم المالي​."

وقال الحاج: "الزينة موجودة، ولكننا لم نضعها نتيجة الأوضاع الرّاهنة، ولتغيير الأجواء نسبياً، عملنا على بعض الزينة في الحدائق."

بلدية بشري

رئيس بلدية​ بشري فريدي كيروز أعلن عدم دفع أي ليرة على الزينة الميلادية، بسبب عدم تسلّم البلدية منذ عامين المخصصات المالية للبلديّات.

وقال كيروز: "اعتمدنا ذات الزينة التي وضعت العام الماضي، وبتكلفة صفر."

وأشار إلى قيام الأهالي بالتّزيين أمام منازلهم وفي بعض الشوارع أمام المحلّات.

وأكد كيروز، أن الأولويّة اليوم، تأمين معاشات الموظّفين في ظل الأزمة التي نعيشها.

بلدية رأس بعلبك

رئيس بلدية رأس بعلبك منعم مهنّا قال إن زينة العام الجاري، إقتصرت على وضع الشجرة، وبعض الإضافات في ساحّة الضّيعة، كما تم تشييد مغارة "متواضعة" وبعض الأشجار صغيرة الحجم للإضاءة.

ويرى مهنّا، أنه لا يمكن تزيين أكثر من هذه الزينة حالياً، بسبب الإمكانات المالية، وكشف أن ما تم إنجازه من زينة للعيد، هو من متبرّع شخصي.

وقال: "جرت العادة أن تدفع البلدية في رأس بعلبك، مبلغاً يقارب الـ 10 ملايين ليرة لزينة عيد الميلاد، ولكن الأوضاع الاقتصادية الحالية، تُحتّم علينا وقف الصرف إلّا للضرورات."

بلدية القاع

أشار رئيس بلدية القاع بشير مطر إلى أن الزينة هذا العام ستكون محدودة جداً وتقتصر حول الكنيسة وساحة البلدة، بسبب غياب الإمكانات المالية لدى البلدية.

ولفت مطر، إلى أن أي دعم للبلدية، يتم توجيهه لصالح الفقراء الأكثر حاجة.

وقال مطر: "في السنوات الماضية كانت تكلفة الزّينة تتراوح بين 20 إلى 25 مليون ليرة، ولكن في غالب الأحيان كنّا نعاود استعمال الزّينة، حيث أن بلدية القاع ليست من البلديات الغنيّة."

ويرى مطر أن هذا العام لا وقت للزينة والتركيز على العمل الإنساني والإجتماعي، حيث توجّه ​التبرعات​ نحو الفقراء حتى لا يجوع أحد من أهل القرية وهذا يعد بحسب قوله أهم من الزّينة، خاصة أن القاع، قرية زراعية ويجب ​دعم المزارعين​ والفقراء والعاطلين من العمل.

وأشار رئيس البلدية إلى توزيع جهات مانحة، ثياباً للفقراء في أجواء العيد إضافة إلى ​مازوت​ للتّدفئةـ وتوزيع هدايا على جميع الأولاد في البلدة.

بلدية زغرتا - إهدن

​​​​​​​بلدية​​​​​​​ زغرتا - إهدن سبق أن اتفقت في وقت سابق مع شركتين لزينة عيد الميلاد، ولكنها عادت وألغت هذه الإتفاقات، وارتأت تركيب الزينة القديمة، واقتصر الأمر على صيانة الزينة المعتمدة سابقاً.

ويقول رئيس البلدية أنطونيو فرنجيه: "وجّهنا التمويل المخصص لزينة الميلاد، لتوزيع حصص غذائية على المحتاجين ومساعدات عينية اجتماعية على العائلات الفقيرة، وكانت هذه الفكرة أفضل من وضع زينة بتكلفة عالية في وقت هناك فقراء يحتاجون أبسط المساعدات."

ويشير فرنجية إلى أنه في السنوات السّابقة، كانت تكلفة زينة ميلاد، تتراوح بين 60 و 80 مليون ليرة، فيما هذا التمويل غير متوفّر هذا العام.

​​​​​​​

القليعة - مرجعيون

لا تختلف الأوضاع في الجنوب عن باقي مناطق لبنان، ففي بلدية القليعة قضاء مرجعيون، تم الإعتماد على الزينة القديمة كليّاً، بسبب والأوضاع الاقتصادية السيئة بحسب ما أكد رئيس بلدية القليعة مرجعيون حنا الخوري.

وقال: "اعتدنا في السنوات الماضية تجديد الزينة، ولكن هذا العام مغاير، نتيجة غياب التمويل والمتبرعين بسبب الأزمة الرّاهنة."

بلدية لبعا - قضاء جزين

​​​​​​​

بلدة لبعا قضاء جزين، أصرّت على أن تكون زينة هذا العام إستثنائية بسبب غياب مظاهر العيد والزينة في القرى المجاورة.

ويقول رئيس البلدية فادي رومانوس، "أصرينا على وضع زينة إستثنائية، والسبب عدم وجود زينة في القرى المجاورة، فمن صيدا إلى جزين هناك 55 قرية لم تستطع أن تزين أو كانت فيها الزّينة خجولة."

وأضاف جرمانوس، "على الرغم من حالة ​اليأس​ التي يمر بها اللبنانيون نتيجة الأزمة الإقتصاديّة، ومع اقتراب الميلاد، أصرينا في البلدية على تزيين البلدة واستقبال العيد لكسر الكآبة والهموم التي يمر بها اللبنانيون."

بلدية جزين – عين مجدلين

يقول رئيس بلدية جزين – عين مجدلين​ خليل حرفوش، إنه البلدية في البداية، إتخذت قراراً بعدم وضع الزينة نتيجة الأوضاع الرّاهنة، لكنّ الأهالي أصروا على وضع الزينة، وتم جمع تمويل من أهالي جزين، في عمل مشترك ساهمت فيه اليد العاملة الجزينية.

​​​​​​​

وأشار حرفوش، إلى أن البلدية هذا العام لم تتحمّل أي كلفة، وقررت كذلك أن المبلغ الذي سيُجمع، يتم توزيعه بين الزينة والمحتاجين.

وكانت الزينة سنوياً في جزين، تكلّف البلدية مبلغ 10 آلاف دولار، وذلك للصيانة والتركيب، لأن أساسيات الزينة موجودة مسبقاً، فيما هذا العام أمّن أهلُ جزين التمويل.

​​​​​​​

بلدية المنصف – قضاء جبيل

رئيس بلدية المنصف – قضاء جبيل خالد صدقة قال إن الزيّنة هذا العام أقل، وليست كالأعوام السّابقة.

وأشار إلى أن الزينة موجودة منذ عام 2016 ولم يتم العمل على زيادتها.

وشكى صدقة، من عدم امتلاك البلديات للأموال، وقال إن الزينة وغيرها من الأمور تقام من خلال هبات من أهل القرية.

وأضاف رئيس البلدية: "لا نستطيع زيادة الزينة بسبب شح التمويل وعدم تحويل مستحقات البلديات، ولكننا أصرّينا على التزيين، لزرع بعض الأمل بين الناس في ظل ما نعانيه اليوم."