عندما تسمع أخبارًا عن الذكاء الاصطناعي، قد يكون من السهل افتراض أنه لا علاقة لك به.

وقد تتخيل أن الذكاء الاصطناعي ليس سوى شيء تركز عليه الشركات التكنولوجية العملاقة من اجل تسهيل عملها، وأن الذكاء الاصطناعي لا يؤثر على حياتك اليومية. في الواقع، يواجه الذكاء الاصطناعي معظم الناس من الصباح حتى الليل. فيما يلي 9 من الأمثلة تؤكد على استخدام الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية.

1. فتح هاتفك من خلال معرف الوجه

من أول الأشياء التي يقوم بها الكثير من الناس كل صباح الوصول إلى هواتفهم الذكية. وعندما يتم إلغاء قفل جهازك باستخدام القياسات الحيوية مثل معرف الوجه، فإنه يستخدم الذكاء الاصطناعي لتمكين هذه الوظيفة. يمكن لـ "FaceID" من ​Apple​" رؤية ثلاثية الأبعاد. يضيء وجهك ويضع 30000 نقطة تحت الحمراء غير مرئية عليه ويلتقط صورة، ثم يستخدم خوارزميات التعلم الآلي لمقارنة مسح وجهك مع ما تم تخزينه حول وجهك لتحديد ما إذا كان الشخص الذي يحاول إلغاء قفل الهاتف هو أنت أم لا. تقول "Apple" إن فرصة خداع "FaceID" هي واحدة من كل مليون.

2. وسائل التواصل الاجتماعي

بعد فتح الهواتف، يقوم العديد من الأشخاص بمراجعة حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "فيسبوك" و"تويتر" و"​انستغرام​" والمزيد من المنصات الاخرى للحصول على آخر ما حدث بين عشية وضحاها. هل فكرت كيف تقوم منصات التواصل الإجتماعي بتصفية آلاف المنشورات؟ حسنا، هذا هو سحر تقنية ​الذكاء الإصطناعي​. فمثلا، ساعدت خوارزميات اللغة "فيسبوك" في إزالة ما يقرب من 2 مليون منشور من المحتوى المرتبط بالإرهاب في الربع الأول من هذا العام.

3. إرسال بريد إلكتروني أو رسالة

كل يوم سيرسل معظمنا بريدًا إلكترونيًا (أو عدة رسائل)، فيتم تنشيط أدوات مثل التدقيق النحوي والتدقيق الإملائي عند إنشاء بريدك الإلكتروني لمساعدتك في صياغة رسائل خالية من الأخطاء بحيث تستخدم هذه الأدوات الذكاء الاصطناعي لمعالجة الاخطاء الاملائية.

اما عند الطرف المتلقي لرسائلك، تستخدم عوامل تصفية البريد العشوائي الذكاء الاصطناعي إما لمنع رسائل ​البريد الإلكتروني​ المشتبه في كونها بريدًا مزعجًا أو تحديد بريد إلكتروني كشيء يريد المستلم استلامه في صندوق الوارد الخاص به. كما يستخدم برنامج مكافحة الفيروسات أيضًا لحماية حساب بريدك الإلكتروني.

4. البحث في "​غوغل​"

معظمنا لا يستطيع امضاء يوم واحد دون البحث في "غوغل" عن إجابة أو منتج حيث انه لا يمكن لمحركات البحث مسح ​الإنترنت​ بالكامل وتقديم ما تريد دون مساعدة من الذكاء الاصطناعي. كما ان الذكاء الاصطناعي يضع ​الإعلانات​ التي تلاحقك اينما ذهبت، فالاعلانات تستندُ إلى سجل البحث الخاص بك وهي مخصصة لك بهدف الحصول على منتجات تعتقد الخوارزميات أنك سوف تستفيد منها.

5. المساعد الصوتي

أصبح بعض الناس غير قادرين على العيش من دون المساعد الصوتي. هذه الأدوات مثل: "Siri" و"Alexa" إلى "Google Home" و"Cortan"، تساعدك في الحصول على اماكن تريد الذهاب اليها لتناول الغذاء مثلا، او للاستفسار عن ​حالة الطقس​ في عطلة نهاية الأسبوع، من خلال أستخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة وإرجاع الإجابات إليك.

6. الأجهزة المنزلية الذكية

أصبحت منازلنا "ذكية" بشكل متزايد، لدى الكثير منا الآن منظمات الحرارة الذكية مثل "Nest" التي تضبط درجة الحرارة حسب رغبتنا في الوقت المناسب عند عودتنا إلى المنزل. وهناك ثلاجات ذكية تقوم بإنشاء قوائم لما تحتاجه بناءً على ما لم يعد موجودًا في الثلاجة، بالإضافة إلى تقديم توصيات بشأن ​النبيذ​ تتناسب مع عشاءك.

7. الانتقال إلى العمل

تتضمن مساعدات السفر التي تم تمكينها بواسطة الذكاء الاصطناعي أكثر من ​خرائط​. وفمثلا، تستخدم خرائط "غوغل" و​تطبيقات​ السفر الأخرى الذكاء الاصطناعي لمراقبة حركة المرور لتعطيك ظروف حركة المرور وحالة الطقس، فضلاً عن اقتراح طرق لتفادي الازدحام. وقد تحتوي السيارة التي تقودها إلى العمل على تقنية مساعدة السائقين، ففي أماكن مثل، ​كاليفورنيا​، يمكنك طلب سيارة ذاتية القيادة من خلال شركة "​Waymo​" لنقلك من وإلى العمل.

8. ​العمليات المصرفية

هناك العديد من الطرق التي يتم بها نشر الذكاء الاصطناعي في ​النظام المصرفي​ التي تشارك بشكل كبير في أمان معاملاتنا واكتشاف الاحتيال عند القيام بإيداع شيك عن طريق مسحه ضوئيًا بهاتفك، أو الحصول على تنبيه ان رصيدك منخفض، أو حتى تسجيل الدخول إلى حسابك المصرفي عبر الإنترنت. كما انه إذا قمت بالتسوق واشتريت بنطالًا جديدًا، فسوف يتحقق الذكاء الاصطناعي من عملية الشراء لتحديد ما إذا كانت المعاملة "طبيعية"، او يتحقق من صحة المعاملة خشية استخدام شخص غير مصرح له لبطاقة الائتمان الخاصة بك.

9. مشاهدة "نتفليكس"

في نهاية اليوم، عندما يحين الوقت للراحة والاسترخاء، يلجأ الكثير منا إلى خدمات البث مثل ​Netflix​". فمحرك الشركة مدعوم بذكاء اصطناعي ويستخدم سجل المشاهدة السابق لتقديم اقتراحات بشأن ما قد ترغب في مشاهدته (بما في ذلك الأنواع والممثلون والفترات الزمنية والمزيد.

أخيرا، سيكون من الصعب تخيل روتيننا اليومي دون مساعدة من الذكاء الاصطناعي، ولكنه في نفس الوقت لا يزال يفتقد الذكاء الاجتماعي وأخلاقيات البشر اللذين يمكّناه من فهم التفاصيل الدقيقة للقرارات التي تتخذ يوميا.