يجب أن يكون صندوق الطوارئ الخاص بك، موجود في حساب جارٍ وآمن، ويحصل على فائدة أكبر من معدلات الادخار المصرفي التقليدية، التي تكون بالعادة منخفضة.

ومن هنا، سنعرفك الى المكان الأفضل لوضع أموالك، والى مستوى التوفير الذي عليك الوصول اليه. كما سنقدم لك الإجابات على جميع الأسئلة الشائعة حول صندوق الطوارئ.

الحالات الطارئة لا تعلن عن وصولها مسبقا، بل تظهر بشكل غير متوقع، وتفرض علينا الحصول على مبلغ معين من المال لتغطية أي كارثة قد يخبئها لنا القدر (مشكلة في أعمال السباكة، حادث سيارة، وعكة صحية،...).

وبالتالي، فإن بوليصة ​التأمين​ الأكثر شيوعًا في العالم المالي، هي صندوق الطوارئ!

كل المعلومات التي سنقدمها لها، عن صناديق الطوارئ (أي المبلغ الذي عليك توفيره، والطرق الاستراتيجية لحفظه، والمكان الأفضل للتخزين،...)، ينطبق على الرجال و​النساء​، باستثناء الشيء الضخم واحد: إن النساء بحاجة أكثر إلى هذه الأموال، لكن احتمال حصولهن عليه أقل.

لماذا تحتاج ​المرأة​ حقا الى صندوق الطوارئ؟

يمكن أن تؤثر حالات الطوارئ على أي شخص، لكن التداعيات المالية، تكون بالعادة أقسى وأطول، على النساء أكثر من الرجال.

فكر في هذه النقاط الثلاث:

1- المرأة هي مقدمة الرعاية:

عندما يحتاج الطفل، أو أحد الأقارب ​المسنين​، أو أحد أفراد الأسرة، إلى المساعدة، تميل المرأة – وهذا ما يتوقعه المحيط منها - أن تبادر الى المساندة، أكثر من الإخواة، أو ​الأزواج​، أو غيرهم من أفراد الأسرة أو الأصدقاء، من الذكور.

وعندما تقضي المرأة بعض الوقت، بعيدا عن العمل، وتتكبد النفقات لتوفير الرعاية والدعم، ستقع في خسائر مالية كبيرة، خاصة إذا كانت المعيل الوحيد في المنزل.

2- قد تستغرق بعض الوقت، للعثور على عمل بعد فقدان الوظيفة:

المسألة لا تتعلق هنا، بنوع العمل الذي تسعى للحصول عليه، وما إذا كانت تمتلك المؤهلات أم لا؛ اذ كشفت دراسة حديثة، أجرتها شركة "​LinkedIn​"، أن النساء يتقدمن لوظائف بنسبة 20% أقل من الرجال، وأنهن أقل عرضة لطلب إحالة من شبكاتهن، للحصول على هذا المنصب، ما يمكن أن يؤخر الوقت المخصص للحصول على وظيفة.

3- المرأة تدفع بالفعل أكثر من الرجل، بسبب الفرق في طول العمر:

لا تواجه المرأة خطر نفاد الأموال خلال التقاعد فحسب، بل إنها تتعرض أيضا لنفقات غير متوقعة، لسنوات أطول من الرجل، لأن متوسط عمرها، هو أكثر من متوسط عمر الرجل، كما كشفت بعض الدراسات.

وبالتالي، فإن صندوق الطوارئ خلال فترة الشيخوخة، قد يكون فعلا منقذا، وخاصة عندما يعيش الانسان على دخل ثابت.

الجميع بحاجة إلى المال، عندما يتعرض لضربات غير متوقعة. لكن صندوق الطوارئ، هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة الى المرأة، والى راحتها ورفاهيتها. فالحالات الطارئة قد تحصل بلمحة بصر، وهي بطبيعتها، غير متوقعة، لكنها ليست غير شائعة على الإطلاق!

وأنت لا تريد حتما، أن تضطر إلى فرض رسوم على ​بطاقات الائتمان​ الخاصة بك، أو الحصول على قرض مصرفي، أو اقتراض الأموال من صديق أو أحد أفراد الأسرة، عند حدوثها.

مدخرات الطوارئ، أعطت هؤلاء النساء، خيارات، ربما لم يكن لديهن أي بديل عنها؛ اليك قصصهم الملهمة:

- كاثرين: "مدخراتي أعطتني الحرية لمتابعة حلمي".

عندما كنت صغيرة وبدأت في الحصول على دخل معين، رأيت حسابي المصرفي كطريقة لشراء الأشياء، مثل الأحذية، والملابس، والقهوة الفاخرة اليومية،...

لم يكن لدي أهداف طويلة الأجل، ولطالما اعتقدت أن المال موجود لإنفاقه. لم أكن أركز سوى على العمل من أجل الإرضاء الفوري، دون التفكير مطلقًا في وجود خطة بديلة.

أخبرني جميع أصدقائي أنهم يدخرون بعض الأموال، ولم أكن أتخيل حينها سبب حاجتهم إلى ذلك. ولكن بعد ذلك، تحولت الأمور بشكل سريع، عندما بدأ أصدقائي في التخطيط لرحلة مفاجئة الى ​اليابان​. فشعرت بالإحباط، لأن ميزانيتي لا تتضمن مصاريف للأمور العفوية، أو حتى للتفكير نحو المستقبل.

لذا، توقفت عن شراء الأشياء التي لم أكن بحاجة إليها، وبدأت في الادخار - ليس فقط لقضاء العطلة، ولكن بالنسبة لنفسي المستقبلية، التي أرادت الحصول على أشياء مختلفة. وأصبحت مدمنة على مشاهدة حسابي البنكي يرتفع.

كانت وظيفتي في ذلك الوقت، تتطلب الكثير من القيادة، وفي يوم من الأيام، حين في طريقي إلى موعد، تعرضت الى حادثة تصادم. ولأن العقد العمل الذي وقعته، كان يتطلب مني استخدام سيارتي، ولم يكن لدى الشركة أي تأمين ضد الحوادث، فقدت وظيفتي. وخلال الشهر ذاته، اكتشفت أنني بحاجة لعملية جراحية؛ وبالتالي، لم أكن قادرة على الحصول على وظيفة جديدة، ومن ثم طلب إجازة للتعافي.

لذلك، ولأول مرة منذ فترة طويلة، انخفض حسابي المصرفي. ولم يكن لدي تأمين صحي، وتطلبت العملية جزءًا كبيرًا من المدخرات. وبينما كنت طريحة الفراش بعد الجراحة، كان لدي الكثير من الوقت للتفكير في بعض الأمور، وأدركت أنني لم أفعل أي شيء أحببته حقًا، بل كانت حياتي كلها، تدور حول العمل. ومن هنا، اعتقدت أن الوقت قد حان للتغيير.

وقد أعطتني المدخرات التي جمعتها، الأمن والحرية لمتابعة الخيارات الأخرى. كما أعطتني القدرة على السيطرة على ما هو غير متوقع. وخلال فترة اكتشافي لذاتي، قمت بتطوير نمط فني خاص بي، ونشرت عملي عبر ​الإنترنت​. وبعد فترة، بدأتُ ببيع تصاميمي، والحصول على مردود مادي.

بعد ستة أشهر، كنت قادرة على إعالة نفسي، عن طريق القيام بالأشياء التي أحبها. وما زلت الى حد اليوم، أدخر وأعمل من أجل تحقيق أهدافي المالية وأحلامي المستقبلية - والفرق الوحيد هو أنه الآن، بفضل مدخراتي الطارئة، أستطيع أيضًا تحقيق الأحلام الأخرى التي نسيتها.

- بيث آن: "مدخراتي ساعدتني في رعاية ابني المريض".

في نيسان الماضي، قمنا، زوجي وأنا، بتبني طفلنا الأول، هولدن، من ​الهند​.

وهولدن يعاني من اعوجاج المفاصل، ما يعني أنه غير قادر، في حالته، على المشي، وهو بحاجة الى عمليات جراحية ورعاية طبية.

ومن هنا، سمح لنا صندوق للطوارئ، بالسفر لرؤية جراح عظام ذي خبرة في مستشفى معترف به على المستوى الوطني. وبالتالي، فإن حرية القيام بالعديد من ​الرحلات​، ودفع تكاليف السفر و​الفنادق​، قد أحدثت فرقًا في حياة ابننا.

بالإضافة إلى ذلك، تمكنا من دفع ثمن أشياء مثل الدراجات البخارية التكيفية، ولعب الأطفال، التي تساعد ابننا على أن يكون أكثر قدرة على الحركة. كما سمح لي صندوق الطوارئ، بتخفيض ساعات عملي كممرضة، عندما اضطر زوجي الى العمل في منطقة أخرى، لمدة تسعة أشهر.

كان ابني بحاجة ماسة لي كأم، لكي أدعمه خلال العمليات الجراحية والعلاج الطبيعي. وأنا سعيدة للغاية، لأننا خططنا، زوجي وأنا، للمستقبل، من خلال صندوق الطوارئ.

- تريسي: "مدخراتي ساعدتني على التعافي مالياً بعد ​الطلاق​".

سمح لي صندوق طوارئ بسداد ديون صغيرة، لذا عندما تم إغلاق حسابي الائتماني المشترك، بعد حوالي عام على طلاقي، تمكنت من الحصول على قرض شخصي لتغطية الرصيد، بدلاً من الاضطرار إلى الحصول على قرض من عائلتي.

وقد سمحت لي، درجة الائتمان المتصاعدة، بإدارة ديوني، ومواصلة رحلة الفصل بين الشؤون المالية.

لديّ 1000 دولار من المدخرات في الوقت الحالي، والتي ستذهب نحو الحصول على سقف جديد بسبب الأضرار المتأتية عن البرد في العام الماضي، وسأواصل التوفير لتغطية هذه المصاريف الطارئة والضرورية.

- فاليري: "مدخراتي سمحت لي أن أكون مع والدي عندما توفي".

تشير النصيحة الشائعة، إلى أنك بحاجة إلى صندوق للطوارئ، لتغطية نفقات المعيشة الخاصة بك في حال فقدان وظيفتك. ولكن ما لا يتوقعه العديد من الأشخاص، هو أن الوفاة في الأسرة يمكن أن تخلق حاجة ملحة وغير متوقعة الى المال.

فقد أصيب والدي بمرض خطير، بينما كنت في إجازة في الخارج. وبالتالي قمت بحجز رحلة العودة الخاصة بي (كانت التذاكر الأصلية غير قابلة للاسترداد)، وهرعت إلى جانب سريره (التكلفة: 1200 دولار، بما في ذلك رحلات اللحظة الأخيرة).

تشاركت مع أختي في غرفة الفندق، وقمنا باستئجار سيارة لمدة أسبوع (التكلفة: 850 دولار). كما أن زيارتي غير المتوقعة، الى غرفة الطوارئ، زادت من المصاريف (التكلفة: 800 دولار، بعد التأمين).

كنت ممتنة، لأني سأتواجد مع والدي عند وفاته، ومن حسن حظي أيضًا، أن لديّ بطاقات ائتمان لتغطية النفقات غير المتوقعة، بالإضافة إلى صندوق للطوارئ لدفع الفواتير بمجرد استحقاقها.