استضافت ​كوثر حنبوري​ معدة ومقدمة "الإقتصاد في أسبوع" عبر أثير "إذاعة لبنان" في حلقة هذا الأسبوع، رئيس تجمع رجال العمال اللبنانيين فؤاد رحمة الذي قال: "نعلم أن نظامنا فاشل لكننا نتطلّع الى الغد، لبنان ليس بلد معدوم وعلى عكس كل الدراسات التي تشير الى أن لبنان انتهى، أبداً لبنان سيستمرّ".

وأضاف رحمة: "يجب أن نذكّر الناس بأن ​الدولة اللبنانية​ ليست فقيرة حيث لديها أملاك بـ300 مليار دولار بالإضافة الى المرافق . لبنان لديه إدارة فاشلة، أسوأ إدارة يمكن تشكيلها. وبخصوص الحل، أولاً، نحتاج الى حكومة من اختصاصيين محنّكين على دراية بالخطوات والقرارات المطلوبة، أول أهدافها استعادة الثقة ووقف حالة الهلع في البلد. وثانياً: لتستعيد هذه الحكومة الثقة عليها أن تحظى بثقة دول العالم أيضاً بخطة اقتصادية متكاملة، حتى مؤتمر الدعم الدولي طالب الحكومة للمساعدة".

وتابع: "علينا أن ننتقل من الإقتصاد الريعي الى الإقتصاد المنتج مستخدمين قدراتنا في لبنان، من زراعتنا إلى صناعتنا، سياحتنا وجغرافيتنا"، مشيراً إلى إلزامية ضبط المرافق وحل موضوع ​الكهرباء​ واستغلال خفض الفوائد لخفض العجز بل وتحقيق فائض "بالإضافة الى حتمية اللجوء الى الشراكة بين القطاعين العام والخاص".

ورأى رحمه أن "التأخير الذي حصل اليوم يأتي نتيجة رفض هذه المنظومة التي حكمت 40 سنة الإستسلام"، مشدداً على أن "القطاعات لا يمكنها النهوض بغياب الحكومة، لذلك من المفروض ان نكون مع مطالب الثوّار: الحكومة يجب تشكيلها اليوم قبل الغد. أنتم تعلمون أن لا حل إلا بحكومة اختصاصيين. تنحّوا واتركوا العمل لغيركم. هذا التأخير جريمة".

وردًّا على سؤال حنبوري حول كيفية تعامل تجمع رجال الأعمال مع الأزمة وخطواتهم القادمة، قال رحمه: "نحن نتفاعل مع الشعب ونصرخ صرخة الثورة: "نريد حكومة"، يكفينا تذاكي فهذا هو الحل الوحيد. هذه "البوسطة" تتدهور تحتاج الى سائق"، مضيفاً "نحن كتجمع ​رجال أعمال​ نشكّل 800 ألف عائلة، وهؤلاء سيتحولون الى قطّاع طرق ان استمرينا على هذا الحال".

وعن اللجوء الى "صندوق النقد" وإذا كان لا بد منه، أوضح رحمه أن "لبنان من مؤسسي "​صندوق النقد الدولي​" وهو يدفع اشتراكاته كاملة، لذلك لا عيب في اللجوء للصندوق. لكن يجب أن نذهب برأس مرفوع مع خطة قوية للتفاوض".

وبخصوص الإجراءات القاسية المتوقعة، قال "الشروط القاسية هي أن نوقف "الغنج" في لبنان لنعيش من تعبنا، أي أن العيش من الفائدة يجب أن يتوقّف. سنركز على صناعاتنا وزراعاتنا"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنه "من غير المقبول بعد اليوم غياب الأمان الإجتماعي، لتأمين الطبابة والزامية التعليم وضمان الشيخوخة... هذا كلّه قابل للتحقيق، لدينا الكثير من المهارات وكافة الدول جاهزة لمساعدتنا، لكن مع رؤية واضحة".

وأضاف: "بلدان العالم أجمع سمعت بلبنان من خلال ثورته، ​السياحة​ ستقفز بشكل كبير نتيجة ما رأوه في الإعلام عن اللبنانيين".

وبخصوص تدخل "​مصرف لبنان​" لدعم المزيد من السلع، قال رحمه: "برأيي، لا يمكن للمصرف المركزي أن يتّبع سياسة نقدية غير التي يتبعها اليوم. كل دولار يغادر الدولة لن يعود. اليوم هناك أولويات للتصرف بهذه ​الكتلة النقدية​، أولاً دفع ​الديون​، ثم ​الأمن الغذائي​ (بنزين، ​قمح​ ودواء). بعد تشكيل الحكومة كله قابل للحل وسيعود لطبيعته".