مع احتفاظ الملايين من الأشخاص، بحسابات مصرفية سرية، تظهر الحاجة إلى المعلومات الحقيقية، المتعلقة بالوقاية من هذه الخطوة، أو السيطرة على الضرر المتأتي منها.

يقولون أن المال يجعل العالم يدور، ولكن إذا أسيء استخدامه، قد يدفع بالعلاقات العاطفية الى الزوال!

اذ كشف مسح أجراه موقع "Creditcards.com"، أن 29 مليون أميركيا، يخفون حسابات سرية لبطاقات الائتمان، عن شركائهم. وهذا أمر مثير للدهشة، حيث يعتقد 55% من الشركاء أن هذا الفعل يشبه ​الخيانة​ الجسدية، في حين يرى 20% منهم أنه أسوأ من الخيانة بكثير.

تختلف أسباب ارتكاب هذه "الجريمة" من شخص إلى آخر، وأحيانًا هناك من يدخل في علاقة معينة، لأسباب خاطئة، والدليل على ذلك ما كشفته لجنة التجارة الفيدرالية، اذ أظهرت أن عمليات الاحتيال الرومانسية تتصدر قائمة الاحتيالات التي تستنزف الأموال، بخسارة متوسطة تصل الى 2600 دولار.

لكن اذا كانت العلاقة تسير بشكل طبيعي وتصاعدي، فإن الحفاظ على الأسرار المالية يمكن أن يتسبب في أضرار كبيرة ودائمة.

إليك 4 نصائح لتجنب الوصول الى مرحلة الخلاف حول الأمور المالية:

1- تحديد وقت للحديث والنقاش:

الطبيب النفسي ومعالج ​الأزواج​، مات لوندكويست: "إذا كنت في علاقة جدية، فإن أفضل وقت للحديث عن الأموال، هو أقرب وقت ممكن". ويتابع موضحا: "هناك الكثير من الجوانب المهمة في العلاقات العاطفية، والمواضيع المالية أساسية أيضا".

لهذا السبب، من المهم النظر الى هذه المواضيع كما لو كانت استثمارًا، أو حتى مشروعا، ما يعني التطرق اليها بشكل مفصل ودقيق.

ويؤكد لوندكويست، على وجوب التعامل بصراحة على هذا الصعيد. اذ يتخذ العديد من الأزواج أنواعًا مختلفة من الافتراضات حول المواقف المالية لبعضهم البعض، دون التعرف حقا الى بعضهم البعض، من هذه الناحية.

فمن السهل أن نفترض، أن الشريك الذي يتسم بالسخاء، هو شخص غارق في الأموال والثروات، في حين أن الواقع مختلف تماما عن ذلك، وهو بالفعل مثقل بديون الجامعة. وعلى الجانب الآخر، إذا كان الشريك منفقًا مترددًا، قد يعود السبب الى شح المال في أسرته خلال طفولته؛ مع العلم، أن هذه المعلومة لا تدل على أي شيء حول وضعه الحالي الآن!

وبالتالي، فإن المفتاح يكمن في البدء باكتشاف التفاصيل، ببطء وبشكل متكرر، حتى يتعرف الشخص كليا على شريكه.

وتقول الخبيرة في العلاج المالي، أبريل بنسون، ومؤلفة كتاب "الشراء أو عدم الشراء: لماذا نفرط في الشراء وكيف نتوقف" (To Buy or Not to Buy: Why We Overshop and How to Stop): "قد يبدأ الحديث عن الأمور المالية عندما تخرجان للعشاء معا، على سبيل المثال، وتقرران من يجب أن يدفع الفاتورة".

2- الأمر لا يتعلق بمفهوم "كل شيء أو لا شيء":

حقيقة أن الحديث قد يكون صعبا للغاية - وبالتالي لا يتم في كثير من الأحيان بما فيه الكفاية - هو حجر عثرة لا يتغلب عليه العديد من الأزواج.

قال المطور التكنولوجي، سام شولز: "بعد مرور عام أو عامين على الزواج، أدركت أننا لم نتحدث، زوجتي وأنا، إطلاقا عن النقود".

ومن هنا، كان الحل بالنسبة له، هو إطلاق تطبيق يسمى "HoneyFi"، لمساعدة الأزواج على التواصل مع بعضهم البعض، حول مواردهم المالية، وتتبع مستوى إنفاقهم.

ويشير شولز، إلى أن مهمة اختيار ما يجب مشاركته، يجب أن لا تتم بحسب مبدأ "كل شيء أو لا شيء". فعلى سبيل المثال، يتيح تطبيقه للمستخدمين، اختيار ما يتم مشاركته مع شركائهم، بشكل دقيق.

ويقول المطور: "إن الخيانة المالية والاستقلال المالي، هما أمران مختلفان". وفي حين أن "الخيانة المالية" هي مصطلح سلبي، فإن "الاستقلال المالي" يعني أن الشركاء قد قرروا، ووافقوا، على المعلومات التي بإمكانهم الاحتفاظ بها لأنفسهم.

ويتابع: "لست بحاجة إلى معرفة مقدار ما تنفقه زوجتي على الشوكولاتة، كما أنها لا تحتاج إلى معرفة مقدار ما أنفقته على القهوة. ونحن متفقان تماما على هذا القرار، وسعداء لذلك أيضا".

3- التعرف الى الأهداف المالية (Moneygoals#):

كيف بالضبط بإمكانك الوصول إلى هذه النقطة؟

يقترح شولتز أولاً، الموافقة على مقدار الحسابات التي سوف تتم مشاركتها بين الزوجين. وبعد ذلك، يمكن المبادرة الى إعداد بعض القواعد، والتأكد من وجود اتفاق على الحد الأقصى للإنفاق الشهري على الوجبات السريعة، السهرات، الأفلام، المطاعم الفاخرة، والملابس، إلخ.

وأخيرًا، يوصي شولتز بوضع أهداف مالية مشتركة: القيام برحلة تزلج لمدة ثلاثة أيام في نهاية الموسم، أو شراء سيارة جديدة، أو الانتقال إلى شقة أكبر،...

وقال: "لا يقتصر الأمر على إقناع الأزواج بالحديث عن المال، بل إن الاتفاق على مشاريع مالية مشتركة، يعطيهم شيئًا إيجابيًا للتطلع إليه".

4- الصدق لا يزال السياسة الأفضل:

بطبيعة الحال، إذا وجدت نفسك تمشي على خط ​الخيانة الزوجية​ - أو تشك في أن شريكك أو زوجك قد قام بذلك - يوافق كل من بينسون ولوندكويست، على أن الخطوة الأولى الأفضل، لتقليل حجم الضرر، تتمثل في سرد ما حصل بالتفصيل.

ويقول لوندكويست: "كن صريحًا بشأن ما قمت به، وخصص بعض الوقت لمعالجة المشكلة، اشرح سبب قيامك بذلك". اذ يؤمن بأن التفكير الذاتي مهم للغاية، من أجل معرفة ما كان الدافع وراء هذا الفعل.

ويتساءل: "هل كانت مجرد عادات إنفاق سيئة؟ مشاكل شخصية مع الاستهلاك؟ قتال مع الشريك؟". حيث أنه فقط بعد تحديد جذور المشكلة، يمكنك البدء بعملية التغلب عليها، والتأكد من عدم حدوثها مرة أخرى.

علاوة على ذلك، يوصي بنسون بالحصول على معالج مالي، أو أي نوع آخر من الخبراء المعتمدين، الذين "يفهمون الأضرار المالية والنفسية"، التي تمر بها العلاقة نتيجة للاحتفاظ بالأسرار حول الأمور المالية.