كشفت دراسة جديدة من جامعة "روتجرز"، في ​نيو جيرسي​، أن إصابات الرأس والرقبة نتيجة لاستخدام الهاتف الخلوي، سواء كان ناتجًا عن إصابة بالهاتف أو المشي أو القيادة، ارتفعت بشكل كبير بين عامي 1998 و2017. وتم نشر الدراسة الكاملة في مجلة "AMA Otolaryngology – Head & Neck Surgery"، وأوضح المؤلف، جراح الرأس والرقبة في كلية الطب في جامعة "روتجرز"، بوريس باسكوفر، أنه فكر في دراسة هذه الظاهرة بعد علاج امرأة كسرت أنفها بإسقاط هاتف على وجهها.

وكانت أنواع الإصابات الأكثر شيوعا التي تم الإبلاغ عنها في الدراسة، هي الجروح وإصابة الأعضاء الداخلية في مناطق الرأس والرقبة. ويقول باسكوفر: "لقد انتقل الهاتف من كونه هاتفا إلى منصة متنقلة، فالهواتف القديمة لم تصرف انتباه الناس لدرجة أنهم يتعثرون فتُجرح جفونهم. كما أنها تنزلق من أيدي الناس وتسقط على أنوفهم.

واستند باسكوفر في دراسته على البيانات المجمعة خلال المدة بين عامي 1998 و2017، والمتعلقة بإصابات الرأس والرقبة الناجمة عن الهواتف المحمولة من قاعدة بيانات النظام الوطني الأميركي لمراقبة الإصابات الإلكترونية (NEISS)، التي تحتوي على معلومات بشأن الإصابات التي عولجت في أقسام الطوارئ في نحو 100 مستشفى في ​الولايات المتحدة​. ثم استخدم الفريق تلك المعلومات لتقدير العدد الإجمالي للإصابات المتعلقة بالهواتف المحمولة في البلاد.

وتنقسم إصابات الهواتف المحمولة إلى واحدة من فئتين، وذلك مع تساوي عدد الإصابات تقريبًا في كل منهما: الإصابات الميكانيكية المباشرة، مثل: إسقاط شخص ما لهاتفه على وجهه، أو ضرب أحد الأشقاء بهاتف، والإصابات المرتبطة باستخدام ​الهاتف المحمول​، مثل أن يتعثر شخص ما على الرصيف أثناء تصفح الهاتف. وكان الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا أكثر عرضة للإصابة بإصابات مباشرة – إذ كانوا يمثلون 82% من الإصابات التي لحقت بهذه المجموعة، في حين كان ​كبار السن​ الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أكثر عرضة لخطر الإصابات المرتبطة بالاستخدام.

ووجدت الدراسة طفرات في هذه الأنواع من الإصابات في عامي 2007 و2016. الأول هو عندما أطلقت "آيفون" في الولايات المتحدة، في حين أن الأخير هو عندما صدرت لعبة "Pokemon Go"، ولكن أكثر من 41% من هذه الإصابات كانت ضئيلة بما يكفي لعدم الحاجة إلى علاج.

ولا تعني الأرقام هنا بالضرورة أنك معرض للخطر في حياتك أثناء استخدام الهاتف، حيث كان من المتوقع حدوث زيادة في الإصابات حيث بدأ المزيد من الأشخاص في استخدام الهواتف في كثير من الأحيان، لكن هذه الأرقام تُظهر أنه يمكننا جميعا أن نكون أكثر حذراً.