خاص ــ الاقتصاد

كشفت شكوى قضائية تقدّمت بها إحدى الشركات، عن عمليات تزوير بطاقات مصرفية، واستخدامها في عمليات الاستيلاء على الأموال بطرق ملتوية، ومن خلال حجز فنادق ورحلات سياحية.

تبين أن المدعية شركة "أربيا" واحدة من بين عدد من الشركات و​المصارف​ الذين يقومون بإدارة برنامج تشغيل ​بطاقات الائتمان​ "​فيزا​ كارد" و"​ماستر كارد​" العالمية في ​لبنان​، وقد تم التوافق بينها وبين المؤسسة المعروفة باسم "دايلي ترافل" للسفر و​السياحة​ وبيع التذاكر التي يديرها صاحبها "حسين. ح"، على الاشتراك في هذا البرنامج، على أن تقوم الشركة المدعية بتسديد كافة فواتير هذه المؤسسة، بعد أن تم تركيب ماكينة مخصصة لتمرير بطاقات الائتمان عليها، وتسديد فواتيرهم عبر استعمال (approval cod) لحجز مبلغ معيّن في حال كان الحجز عبر ​الانترنت​، بحيث لا وجود فعلي لبطاقة ويكون حامل البطاقة معروفاً من قبل التاجر.

نتيجة التوافق المذكور، وحفظاً لحقوق الشركة المدعية، وقع "حسين. ح" على كتاب أخذ فيه على عاتقه وكامل مسؤوليته، كافة المبالغ التي تكون الشركة قد دفعتها له، بحيث يعيد تلك المبالغ للشركة، عند أول مطالبة من قبل الأخيرة في حال حصول أي اعتراض عليها، كما يحق لها عكس قيمة هذه العمليات من حسابه، ودون الرجوع اليه، أو حسمها من قيمة إشعارات الدين المترتبة أو التي ستترتب له من عمليات أخرى.

بعد فترة وجيزة بدأت الشركة المدعية تتلقى الاعتراضات الواحد تلو الآخر، من قبل شركتي "ماستر كارد" و"فيزا كارد" العالميتين، تفيد بأن عدداً من البطاقات استعملت على برنامج شركة "أربيا" لدى مؤسسة "دايلي ترافل" دون وجه حق، بالرغم من أن بطاقاتهم هي بحوزتهم، وأن مجموع العمليات على البطاقات بلغ 28300 دولار أميركي، وأن أحد المصارف تلقى اعتراضات على هذه العمليات، وتم الاتصال من قبل إدارة البطاقات بـ "حسين. ح"، وابلاغه بأن العمليات تمت ببطاقات ائتمان مزورة غير صادرة عن أصحابها الحقيقيين، طالبة اليه إعادة قيمتها، وأنه "حسين" وافق على ذلك.

وخلال التحقيقات الأولية التي أجريت على أثر هذه العمليات، أفاد "حسين. ح" أنه صاحب مكتب "دايلي ترافل" في صور، ويقوم ببيع تذاكر السفر وحجز الفنادق و​الرحلات​ السياحية للزبائن، بواسطة الـ "فيزا كارد" أو الدفع نقداً، أو بموجب شيكات مصرفية، وأنه على معرفة بالمدعى عليه "حسن. ع" الموقوف غيابياً، وكان يحضر إلى مكتبه، ويقوم بشراء تذاكر سفر، وقد أصبح له بذمته مبلغ سبعة آلاف دولار، وأنه حضر إلى مكتبه منذ حوالي ثلاثة أشهر وسلمه مبلغ ألفي دولار أميركي من أصل المبلغ المترتب بذمته، وبعد ذلك حضر "حسن. ع" إلى مكتبه، بينما كان هو خارجه، وأقدم على سحب أوراق من الآلة المعدة لشركة "أريبا" المدعية، وقامت شقيقته التي كانت موجودة بالمكتب بتصويره وتصوير الأوراق التي سحبها من الآلة.

فور تبلّغه بالأمر، اتصل "حسين. ح" بالمدعو "حسن. ع" وسأله عن سبب حضوره إلى مكتبه، فأجاب الأخير بأن لديه زبائن خارج لبنان وسوف يقطع لهم تذاكر بقيمة 28000 دولار، وقد قد فعل ذلك قبل اتصاله به، ثم عاد واتصل هو بالشركة المدعية التي أخبرته، بأن هناك عمليات كثيرة حصلت في نفس النهار، سوف يأتي عليها اعتراض من شركة ماستر كارد، فاتصل بـ "حسن. ع" وأخبره بالأمر وذهب في اليوم التالي الى المصرف لسحب الأموال، فأخبره مدير المصرف أنه من الممكن تجميد هذا المبلغ، وأنه قبض مبلغ 27875 دولار أميركي، أخذ منه مبلغ خمسة آلاف دولار مستحق على "حسن. ع" وسلّمه الباقي في نفس النهار، وتبين أن "حسين. ح" أعاد المبلغ للشركة المدعية التي تراجعت عن شكواها تجاهه.

قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب الذي أجرى تحقيقاته في هذه القضية، اتهم المدعى عليه "حسن. ع" بجرم تزوير بطاقات مصرفية واستعمالها مع علمه بالأمر وأحاله للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت لمحاكمته.