تمارس التأمل لساعات طويلة، كما تحصل على جلسة تدليك كل فترة ، فلماذا ما زلت تشعر بالتوتر الشديد طوال الوقت؟

قد يؤدي العيش في حالة توتر دائمة، إلى تعريضك لمشاكل صحية خطيرة، ومنها الآلام المزمنة، مشاكل الخصوبة، أمراض القلب، و​مرض السكري​ من النوع الثاني، وغيرها.

لسوء الحظ، فإن أحد العوامل المهمة التي تسبب الإجهاد في الألفية، تكمن في التمويل وتأمين الموارد المالية – ولا توجد مفاجأة كبيرة هنا!

ووفقًا لتقرير "أفضل العادات المالية في الألفية" لعام 2018 (Better Money Habits Millennial)، الصادر عن "Bank of America"، فإن شخص واحد بين كل أربعة، يشعر بالقلق بسبب المال.

وكشف التقرير، أن حوالي ثلث جيل الألفية (35%)، يرى أن عدم وجود ما يكفي من المال المدخر يشكل أهم الضغوط المالية بالنسبة لهم، يلي ذلك الحياة المهنية (24%)، وعدم التخطيط والادخار بشكل كاف للتقاعد (21%)، وعدم القدرة على امتلاك منزل (20%).

نفس عميق!

أكد المستشار في "​بنك أوف أميركا​"، هالي روس، أن الإجهاد ليس ممتعًا على الإطلاق، ومع ذلك، من المهم جدا بالنسبة إلى جيل الألفية، أن يحددوا ما الذي يسبب لهم التوتر، ويدركوا أن لديهم الوقت الكافي لاتخاذ خطوات لتخفيف هذا الضغط.

اذا، ماذا تستطيع أن تفعل حيال ذلك؟

في الواقع، هناك العديد من الحلول الواقعية، والخالية من الألم والمعاناة. ونقدم في ما يلي، 4 طرق لتقليل المخاوف حول المال:

1- حدد ميزانية معينة في جوانب حياتك كافة:

إنفاق أكثر من مدخولك، هو إحدى الطرق المؤكدة لإجهاد نفسك وزيادة التوتر. ومن هنا، يمكن أن تتسلل المخاوف المالية إلى جوانب أخرى من حياتك بسرعة؛ ولهذا السبب، باشر على الفور في تحديد ميزانية.

نحن نعلم حتما، أن مجرد فكرة تحديد ميزانية يمكن أن تبدو مرهقة، لكن الأمر يستحق ذلك: اذ أن هذه الخطوة سوف تمنحك الحرية، لمعرفة المبلغ الذي بإمكانك إنفاقه.

إن التعرف الى مقدار الأموال التي تحصل عليها، وتلك التي تنفقها، سيساعدك على التحكم في أموالك، ما يعد خطوة رائعة نحو العيش بلا ضغوط.

2- وفّر الكثير من المال:

كما ذكرنا سابقا، وجد تقرير "The Better Money Habits"، أن عدم توفر ما يكفي من المدخرات، هو أكبر مصدر للضغوط المالية منذ آلاف السنوات.

ونحن نفهم أنه لا يمكن للجميع توفير 20% من دخلهم، أو حتى 10%، ولكن يجب العمل على الادخار حيث يمكننا ذلك؛ وبالتالي التزم بتوفير مبلغ معين كل يوم، أو أسبوع، أو حتى كل شهر.

اعتمد الادخار في ميزانيتك، كوسيلة لتعزيز هذا المفهوم في عاداتك اليومية.

3- آمن بقدرتك على إدارة أموالك الخاصة:

كشف تقرير "The Better Money Habits"، أن جيل الألفية يصدق الصور النمطية التي تدل على أن مهاراته في إعداد الميزانيات سيئة للغاية.

ومع ذلك، تظهر البيانات أنه لا يوجد أي فرق بالنسبة الى موضوع إدارة الأموال، بين جيل الألفية والأجيال الأخرى.

قد تتعرض للتوتر لأنك تعتقد أنك لا تقوم بعمل جيد في التعامل مع المال، في حين أن الواقع قد يكون عكس ذلك تماما. وعلى الرغم من أنه يتوجب على الجميع التفكير في طرق فعالة للتعامل مع أوضاعهم المالية بشكل أفضل، إلا أن البعض قد يكون يطبق ذلك بالفعل، ودون أن يدرك حتى!

4- خذ قسطا من الراحة من العمل:

الإرهاق الوظيفي بالإضافة الى الإجهاد المالي، يمكن أن يكون وصفة لحدوث كارثة. اذ أظهر تقرير لـ"بنك أوف أميركا"، أن الوظائف هي ثاني أكبر سبب للإجهاد المالي خلال الألفية. وبالتالي، فإن الحصول على أوقات للاستراحة من العمل، هو في الواقع مفتاح للحفاظ على التوتر في حده الأدنى.

عندما تحصل على أوقات قصيرة للراحة، بعد 50 دقيقة فقط من التركيز المكثف، ستحصل على نتائج أفضل، وستحافظ على هدوئك.

تناول كوبًا من القهوة مع صديق، أو قم بالسير حول الحي عندما تشعر بالإرهاق. فقد تظن أنك تهدر وقتك بذلك، لكنك في الواقع، تساعد على جعل الوقت الذي تعمل فيه أكثر فائدة.

5- ركز على البساطة في ما يتعلق بحاجاتك المالية:

تعرف على متعة الحياة البسيطة وحريتها، فقبل أن تنفق المال توقف للحظة، وخذ نفسًا عميقًا، واسأل نفسك: "هل أن هذا الشيء يستحق فعلا الوقت الذي قضيته من أجل كسب المال الذي سأشتريه به".

إذا قررت أن شيئا ما يستحق المال الذي ستدفعه، فربما سيقلل شراؤه من التوتر التي ستشعر به لو تركته.

من جهة أخرى، ضع قائمة بالأشياء التي يمكن أن تقوم بها مع الأسرة أو الأصدقاء دون أن تكلف نفسك مالاً، وكن مبدعا في الأفكار المطروحة.

ركز طاقتك على التخلص من الأشياء التي لا تحتاج إليها، بدلاً من إضافة المزيد منها.

6- اعمل على تبسيط أمورك المالية:

حدد نظاما بسيطا للإدارة المالية، واحرص على إجراء جميع تعاملاتك المالية من خلال مصرف واحد. واجعل راتبك يدخل بشكل أوتوماتيكي إلى رصيدك، لكي يتم سداد المصاريف أوتوماتيكيا أيضا، أو عبر ​الإنترنت​؛ وذلك كي لا تضطر لزيارة المصرف كل فترة.

أما إذا كنت تدير استثمارا معينا، فركز على حصر هذا الاستثمار بشركة واحدة. وإذا كانت فكرة الاستثمار بأكملها، تضعك تحت الضغوط، فلا داعٍ لها من الأساس.

7- أنظر الى ماضيك وتعلم منه:

يمكن للذكريات المتعلقة بالمال من ​الطفولة​، أن تكشف الكثير حول كيفية تبلور شعورنا حول المال حاليا، حتى إن كنا لا ندرك ذلك.

ولا بد من الاشارة الى أن الكثيرين منا، لم يتعلموا للأسف مهارة إدارة المال، وليس لدينا كبالغين أدنى معرفة بما نفعل بالمال الذي نكسبه، أكثر من دفع الفواتير وشراء الطعام.

8- انزع الضغوط من حياتك المالية:

افهم بالضبط، ما تشعر به بالفعل نحو المال، واستمر في إدراك أفكارك المتصورة سلفًا بوعي، حتى لا تتحكم بك.

يجب أن تكون أهدافك المالية محددة للغاية، للحاضر والمستقبل أيضا. كما يجب أن تضع خطة محددة للوفاء بالأهداف المالية، وتتعرف بالضبط الى كمية الموارد والنفقات.

9- اسأل نفسك بعض الأسئلة:

كيف تصف شعورك العاطفي عندما تفكر بموقفك المالي في الوقت الحاضر؟

عندما كنت طفلاً، ماذا كان موقف أسرتك من الأشخاص الذين لديهم مال أكثر منكم من جهة، والأشخاص الذين لديهم مال أقل منكم من جهة أخرى؟

اذكر الأشياء التي تظن حقا أنها أهم من المال في حياتك.

ما الذي يجب أن يتغير في حياتك، كي لا يصبح المال مصدرًا للتوتر؟