أعلنت شركة "​فيسبوك​" خلال شهر حزيران الماضي، أنه من المتوقع أن يعمل الشركاء المؤسسين على ضخ 10 ملايين دولار لدعم عملة "ليبرا" الرقمية، ولكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق، إضافةً إلى ذلك لم تتم مناقشة الرسوم في أول جمعية عمومية لرابطة "ليبرا"، والتي انعقدت الأسبوع الماضي، وفقاً لما صرحت به مصادرعدة.

ومن المتوقع أن يؤكد المؤسس والمدير التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي ​مارك زوكربيرغ​، خلال جلسة استماع للكونغرس على استقلالية عملة "ليبرا"، وعلى أن الشركة لا تتحكم بها. وهذا ما رفضت رابطة "ليبرا" التعليق عليه، لأن هذا الأمر لن يكون واضحاً ما لم يكن هناك ​دعم مالي​ من أي مصدر بخلاف "فيسبوك" نفسه.

والجدير بالذكر أن الرابطة تأسست بواسطة "فيسبوك"، للتحكم في عملة "ليبرا" المشفرة، وتشكلت رسميًا في 14 تشرين الأول، وذلك بعد أيام من تخلي العديد من شركات المدفوعات البارزة عن المشروع، بسبب المخاوف التي لاحقت إصدار هذه العملة، والمتعلقة بالأمن والضغط السياسي.

أصبحت الرابطة الآن في مكانها الصحيح، حيث أكدت "فيسبوك" أن تأثيرها مقيد، وذلك بسبب حصول الأعضاء العشرين الآخرين على رأي متساو في تصرفات الرابطة. وانطلاقاً من ذلك تم انتخاب المسؤول في "فيسبوك"، ديفيد ماركوس، كأحد الأعضاء الخمسة في مجلس إدارة "ليبرا"، لينتخب الأعضاء عقب ذلك المسؤول السابق في "PayPal" برتراند بيريز، رئيسًا لرابطة "ليبرا".

"​الصين​ تتحرك بسرعة"

رغم كل الخطوات التي تم اتخاذها، إلا أن المخاوف إزاء "ليبرا" لم تنته، لذلك تم استدعاء زوكربيرغ مرة أخرى إلى مبنى "الكابيتول" الأميركي، لمعالجة مخاوف المشرعين بشأن احتمال إساءة استخدام العملة الرقمية، أو تعطيل النظام المالي العالمي سلبًا.

وخلال اللقاء، شدد مؤسس "فيسبوك"، وفقًا للشهادة الخطية المقدمة إلى لجنة الخدمات المالية في ​مجلس النواب​، بوضوح على أن شركته لن تكون جزءًا من إطلاق نظام المدفوعات "ليبرا" في أي مكان بالعالم، ما لم يوافق عليه جميع المنظمين. وأكد أنهم يدعمون الخطوة التي اتخذتها رابطة "ليبرا" بتأخير إطلاق العملة، إلى حين معالجة المخاوف التنظيمية الأميركية بالكامل.

وكان هذا البيان بمثابة التزام تقدم عليه "فيسبوك" للمرة الأولى، وتتعهد فيه على الفور للمشرعين بالمضي قدمًا، فقط إذا كانت الجهات التنظيمية الأميركية راضية.

على المقلب الآخر، يسيطر على السياسيين في ​الولايات المتحدة​، وكذلك في البلدان الأخرى، قلق بشأن مشاركة "فيسبوك"، خصوصاً بعد فترة مستمرة من انتهاكات خصوصية البيانات. لكن من المتوقع أن يكرر زوكربيرغ رأيه، الذي يقول بأن عدم السماح للشركة بالمضي قدماً في "ليبرا"، يشير إلى مخاطرة الولايات المتحدة بالتنازل عن القوة لمصلحة للصين.

ويحذر زوكربيرغ من مخاطر التريث، ففي الوقت الذي يتم فيه مناقشة كل هذه القضايا، لن يتمكن العالم من الانتظار. الصين تتحرك بسرعة لإطلاق أفكار مماثلة في الأشهر المقبلة، لافتاً إلى أنه إذا لم تبتكر ​أميركا​، فإن قياداتها المالية لن تكون مضمونة.

"لا يزال التحدي"

يدرك زوكربيرغ أن أزمة السمعة على "فيسبوك" تشكل عقبة يتعين على "ليبرا" التغلب عليها إذا أرادت أن تحصل على الدعم من واشنطن. ويقول في جلسة ​الكونغرس​ "أنا أفهم أننا لسنا ​الرسول​ المثالي في الوقت الحالي، لقد واجهنا الكثير من المشاكل على مدار السنوات القليلة الماضية، وأنا متأكد من أن الناس يتمنون أن يكون أي شخص سوى "فيسبوك" طرح هذه الفكرة إلى الأمام.

وأشار مصدر في شركة شريكة لهيئة الإذاعة البريطانية، إلى أنه رغم المحاولات التي يبذلها "فيسبوك" للابتعاد قليلا عن الرابطة التي يجاهر باستقلاليتها، إلا أن هذا لا يزال يمثل تحديًا لهم.

وفي هذا السياق، أخبرت شركات رابطة "ليبرا" هيئة الإذاعة البريطانية، أنه لم يتم تحديد جدول زمني لتنفيذ رسم الـ10 ملايين دولار، لكن جميعهم أشاروا إلى إنه من المحتمل أن يستثمروا في المشروع عندما يُطلب منهم ذلك.

وأوضح أحدهم أنه بدلاً من جمع مجموعة من الأموال من مجموعة من الناس ثم تحديدها، كان الشعور هو الحاجة إلى وجوب تشكيل ميزانية والتصديق عليها، ومن ثم معرفة كيفية تمويل هذه ​الميزانية​ بدلاً من جمعها بهذه الطريقة البديلة.