ذاك الزمن ولَّى، ذاك الذي كانت فيه إعلانات السجائر تملأ الطرق والشاشات والأفلام الهوليوودية والعربية ولا تنطفئ في الأماكن العامة المغلقة، ولا في الطائرة حتى! اليوم، واحد من كل 3 بلدان، بما يمثل 38% من سكان العالم، يقوم برصد تعاطي التبغ. فكانت البداية مع الدول الكبرى التي سبقت غيرها بأشواط في الحد من هذه الظاهرة ومحاولة وقف مواطنيها عن التدخين عبر القوانين الصارمة التي أصدرتها. هي الدول التي رفعت أسعار علب السجائر في شكلٍ لا تتحمله جيب، إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى وجود 38 بلداً فقط، أي ما يمثل 14% من سكان العالم، تتجاوز فيها نسبة الضرائب المفروضة على منتوجات التبغ 75% من سعر البيع بالتجزئة. وفي المقابل، يعيش نحو 80% من مجمل المدخّنين البالغ عددهم 1.1 مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان ذات الدخل المخفوض والمتوسط، حيث ترتفع نسب الأمراض والوفيات من جرائه.

يحتوي دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل معروف عنها أنها ضارة و69 أخرى معروف عنها أنها تسبِّب السرطان، وهذا ما لا يدركه كثرٌ حول العالم، حيث مستوى التوعية ضئيل. هؤلاء، تقابلهم نسبة كبيرة من المدخنين الذين يمتعضون يوميًّا من عادتهم ويصفونها بالسيئة، إلا أنهم يتمسكون بها من منطلق اعتيادهم النيكوتين، بينما يختار آخرون التخلي عن التدخين نهائيًّا. تبقى الشريحة التي وجدت الحل البديل واعتبرت ألا غنى عنه.

لم يأتِ الحل هذا من شركةٍ منافسة مضادة لصناعة السجائر، بل يعود إلى أكبر شركة مصنعة للسجائر في العالم. إنها "فيليب موريس" التي اختارت أن تتقدم في اتجاه مستقبلٍ خالٍ من التدخين، عملًا بالمسؤولية الاجتماعية التي تتحملها على الصعيد العالمي. من هنا، استثمرت الشركة أكثر من 6 مليارات دولار أميركي منذ سنة 2008، في سبيل الإسهام في وقف التدخين، من دون أن يتخلى المدخنون عن استهلاك النيكوتين. فأصرت "فيليب موريس" على المحافظة على التجربة الحسية والطعم ذاته في ابتكار IQOS العامل على تسخين التبغ على 350 درجة مئوية بدلًا من حرقه. وبهذا، يحتوي البخار الصادر عن IQOS ما نسبته 95% أقلّ من المواد الكيماوية السامّة مقارنةً بالسجائر، الا أن هذا لا يعادل بالضرورة انخفاضاً في المخاطر بنسبة معدّلها 95%، فجهاز IQOS ليس خالياً من المخاطر.

أما في لبنان، فيشكل هذا الابتكار اليوم ظاهرةً لافتة، شأنه شأن أكثر من 50 بلدًا آخر، إذ صارت أعداد المدخنين المتحوِّلين إلى IQOS مرتفعةً نسبيًّا وتشهد ازديادًا مستمرًّا. فالجهاز مصمَّمٌ ليصدر رائحة أقل ومن دون أن يترك بقعًا صفرًا على الملابس والأسنان والأثاث، فضلًا عن كونه أقل إزعاجًا من السجائر على المدخن نفسه ومن حوله. إذًا، 11 ملايين مستخدمٍ حول العالم اختاروا خوض غمار الجهاز العامل على البخار، بينهم 70٪ ممن قاموا بالإقلاع عن التدخين التقليدي نهائيًّا. وتتوقع "فيليب موريس" أن يتحول ما لا يقل عن 40 مليون مدخن سجائر إلى منتوجات خالية من التدخين، بحلول العام 2025، وهو أحد الحلول البارزة التي لا تعتمد على حرق التبغ، بما أن الدراسات العالمية أثبتت أن الضرر الحقيقي يكمن في عملية حرق التبغ، بحدِّ ذاتها.

لم يكن ابتكار IQOS سوى نتاج أبحاثٍ معمَّقة لأكثر من 10 سنوات ودراساتٍ سريريَّة متكررة وإنشاء شبكة عالمية من الشركاء في الأبحاث والتكنولوجيا في أكثر من 30 موقعًا حول العالم لرفع مستوى كفاياتها. هذا الابتكار الثوري الذي طورت منه "فيليب موريس" IQOS 3 وIQOS 3 Multi لتجربةٍ حسيةٍ أفضل، حائز أكثر من 4600 براءة اختراع وأكثر من 6300 طلب معلَّق على منتجات الشركة الخالية من الدخان.

وعلى الرغم من أن الجهاز غير متوافر شرعيًّا في السوق اللبنانية، ما عدا في السوق الحرة في مطار بيروت، وعلى الرغم من بيعها في السوق السوداء داخل الأراضي اللبنانية، يتمسك اللبنانيون بـ IQOS. ويبقى المثال المُحتذى به للدول الكبرى التي شجعت على استبدال السجائر بالأجهزة العاملة على البخار، كمثل IQOS، الذي يُشهد له بمنح أفضل تجربةٍ حسية على الإطلاق بين الأجهزة الأخرى العاملة على البخار. ومن بين هذه الدول، بريطانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في حين اعتبرت مديرية الصحة الآيسلندية، حيث عدد المدخنين المقلعين عن السجائر التقليدية تقلَّص إلى 9% العام الماضي، أن "ما من طريقة أخرى لتفسير هذه الأرقام أكثر من أن الناس يقلعون عن التدخين ويبدأون باستخدام الأجهزة العاملة على البخار". وهنا، يتجلَّى دور IQOS.

هذا المقال برعاية "فيليب موريس لبنان"