زورا حمود هي فنانة ولدت في بلغراد في ​صربيا​، ونشأت في ​لبنان​. بدأت بالرسم بشكل جدي عام 2012، وكانت تبلغ من العمر حينها 28 عاما. عملت لمعظم وقتها كمصممة غرافيكية، ومن ثم انتقلت الى تعليم الفنون في المدارس.

ورغم انشغالاتها العملية والعائلية الكثيرة، وجدت الوقت الكافي للتركيز على صقل مهاراتها الشخصية في فن الـ"resin"، من خلال تجربة المواد المختلفة، وتخطي العديد من المواقف الصعبة.

اشتهرت زوار بأعمالها الفنية الجميلة والمميزة، والمفعمة بالحيوية. وقد عمدت الى تقديم القطع المصممة لتلبية احتياجات كل الأشخاص من الميزانيات كافة؛ فبالاضافة الى الفنون الجدارية، تقدم ما يسمى بـ"الفن العملي"، من خلال ألواح التقديم (serving boards)، الأغطية الواقية (coasters)، الساعات، والطاولات، وغيرها.

"RēSīNA"، الموجودة اليوم في منطقة عين الرمانة، هي فكرة استقتها زورا من روح الفنانة المبدعة العاشقة لموهبتها.

فلنتعرف أكثر الى حمود وعلامتها التجارية، من خلال هذه المقابلة التي خصّت بها موقع "الاقتصاد":

ما هي المراحل التي مررت بها حتى قررت إطلاق "RēSīNA"؟

تخصصت في ​التصميم​ الغرافيكي، وعملت في هذا المجال لمدة عشر سنوات. وبعد ذلك، شعرت أنني لم أعد أمتلك الوقت الكافي للتنسيق ما بين واجباتي كزوجة وأم لولدين، وبين دوام العمل الثابت حتى الساعة الخامسة مساءً.

ولهذا السبب، انتقلت الى التعليم، حيث بدأت بإعطاء صفوف الفن في المدارس. ومنهنا، نما في داخلي حب كبير للأعمال اليدوية.ولطالما كنت أبحث عن الهوايات الجديدة، وذات مرة، وجدت بالصدفة على موقع "​يوتيوب​"،فيديوهات لشخصين يعملان في فن الراتنج (resin art)، وأغرمت على الفور بهذا العمل، وقررت تنفيذه.

وقد تعلمت بمفردي التقنيات من خلال "يوتيوب"، وتجاربي الخاصة. وفي عام 2015، أطلقت "RēSīNA" التي تقدم اللوحات على الطلب، حسب المقاسات، والألوان، والأشكال. كما عمدت الى أن تكون أعمالي عملية وفعالة، لكي يصبح فني في خانة "الفن التوظيفي" (functional art)؛ اذ أصنع القطع المناسبة لجميع الأماكن والميزانيات،وذلك بهدف أن تصبح "RēSīNA" موجودة في كل مكان.

وفي الوقت الحاضر أيضا، أعطي دروس خاصة في فن الـ"resin"، تختصر الكثير على المبتدئين، وذلك لكي لا يقعوا في المشاكل ذاتها التي عانيتها بنفسي في بداية الطريق.

ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال ممارسة هذا العمل؟

في البداية، أي منذ حوالي أربع سنوات، واجهت صعوبة في إيجاد المواد المطلوبة والمناسبة، وكنت في بعض الأحيان أرمي الكثير منها. وبالتالي، اضطررت الى الاستيراد من الخارج، ودفع مبالغ كبيرة من المال.

وحتى أنني حرقت يدي ذات مرة، ودخلت الى المستشفى، لأن البائع لم يعرف طبيعة المواد التي يبيعني إياها، وأنا بدوري لم أقرأ التوجيهات، بل اعتمدت على كلامه فقط..

 هل تلاقي خدماتك الإقبال المتوقع من الناس؟ وهل تنال إعجاب الجمهور؟

لقد بدأت "RēSīNA" كهواية، وليس كمشروع تجاري على الإطلاق. ولكن متطلبات هذا الفن (من مواد، واكسسوارات، وغيرها من الأغراض)، مرتفعة الثمن، وبالتالي شعرت أن هوايتي أصبحت مكلفة كثيرا بالنسبة لي. وفي الوقت ذاته، وجدت أن الأشخاص المحيطين بي، يحبون ما أقوم به ويطلبون مني تنفيذ القطع الخاصة بهم.​​​​​​​

​​​​​​​

فقلت ذات مرة: "لم لا؟"، وأقدمت على خطوة إطلاق "RēSīNA" التي تتيح لي ممارسة عمل أحبه، وفي الوقت ذاته، الحصول على مردود مادي يشجعني على الاستمرار بهذا النشاط.​​​​​​​

من هم زبائن "RēSīNA" اليوم؟

لدي عدد لا بأس به من الطلاب، لكن هذه الصفوف غير مناسبة للأطفال، ومخصصة للأشخاص ما فوق الـ18 سنة. وعلى الرغم من أنني أستخدم المواد الطبيعية وغير السامة، ولكن عندما تُمزج مكونات الـ"resin" مع بعضها البعض، سنحصل على خليط يمكن أن يؤذي الأولاد و​النساء​ الحوامل.

ولهذا السبب، لا يمكن الإستهانة بوسائل السلامة حيث أننا لا نستغني أبدا عن مطفأة الحرائق، كما نضع دائما الأقنعة الواقيه خلال العمل، لأن السلامة والصحة أولوية؛ فقبل التفكير في القطع الجميلة التي سننفذها، علينا الالتفات الى صحتنا.

ولا بد من الاشارة، الى أنني أفتخر بجميع طلابي، وخاصة بطالبة تبلغ من العمر 66 عاما، وتتمتع بشغف كبير للتعلم.

أما بالنسبة الى نسبة المبيعات، فإن قطع "RēSīNA" تنال اهتمام الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية. فكل قطعة مميزة ولا تشبه غيرها، وحتى لو عمدت الى تقديم القطع المشابهة، فهذا الأمر مستحيل مع سائل الـ"resin".

كيف تساعدك وسائل التواصل الاجتماعي على الانتشار بشكل أكبر في السوق؟

معظم التواصل مع الزبائن، يحصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولكنني بدأت بالعمل من المشغل الموجود في منطقة عين الرمانة منذ أقل من شهر. وقبل ذلك، كنت أعمل في مشغلي الموجود في قريتي البقاعية، حيث كنت أتوجه في كل نهاية أسبوع. ولكن بسبب المسافات الطويلة، قررت الحصول على مشغل قريب في بيروت.

هل يوجد منافس لـ"RēSīNA"في لبنان اليوم؟

لا أعتقد أننا نواجه اليوم أي منافسة. فعندما انطلقت بالعمل، لم يكن هناك أي فنان متخصص بالـ"resin" في لبنان، من ناحية الفن العملي والاكسسوارات للتزيين.

​​​​​​​

ولكن اليوم، بدأ الناس يتعرفون بشكل أكبر الى فن الـ"resin"، وأصبحنا نرى أشخاص جدد يعملون في هذا المجال.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟​​​​​​​

لدي دائما مشاريع جديدة، وذلك لأن الـ"resin" هي مادة واسعة النطاق. لكن المشكلة الوحيدة تكمن في إيجاد الوقت.

فزوجي يعمل في الغربة منذ حوالي خمسسنوات،أي عندما أطلقت "RēSīNA"، وواجباتي المنزلية مع الأولاد كثيرة، بالاضافة طبعا الى وظيفتي في التعليم. وبالتالي أركز على "RēSīNA" في نهاية الأسبوع، ومؤخرا، بدأت بإعطاء الصفوف أيام الجمعة والسبت.

وبعد أن ينام الأولاد، أعود الى المشغل لأكمل العمل حتى الساعة الثانية عشرة. وهكذا دواليك!

ومن هنا، أعمل دائما على تنظيم أوقاتي، لأن الانسان لن ينجح في أي جانب من حياته، في ظل غياب التنظيم عن جدول أعماله.

من يقدم لك الدعم في مسيرتك؟

زوجي يقدم لي كل الدعم والمساعدة اللازمة عبر ​الانترنت​؛ فأنا عقلي موجه نحو الفن، في حين أنه يهتم بالأمور العملية والإدارية.

كما أنال الدعم والتشجيع من أفراد عائلتي وعائلة زوجي، الذين يهتمون بالأولاد حتى أنتهي من الطلبيات.

ما هي الصفات التي تساعدك على تحقيق التقدم والنجاح؟

الصفة الأهم تكمن في أنني أعمل من أعماق قلبي في المجال الذي يستهويني، وذلك لأن شغفي في فني كبير. فأنا لا أشعر بالتعب أبدا، ولا أمارس نشاطي المهني بشكل قسري أو اضطراري؛ وأحيانا قد تمرّ ساعات وكأنها دقائق.

​​​​​​​

ومن جهة أخرى، النقطة الأساسية للنجاح في مجال الأعمال، تتمثل في العلاقات بين الأشخاص؛ فنحن في النهاية "إنسان"، والصلة التي تجمعنا أهم من أي شيء آخر. ومن هنا، أركز دائما على التحلي بالمرونة واللطف، لدى التعامل مع الزبائن.

نصيحة الى المرأة.

ليس من السهل أن تكون إمرأة "لبنانية"، فنحن نسعى الى التميز في كل شيء؛ في طبخنا، في تربية أولادنا، في اجتماعياتنا، في مظهرنا، في هدايانا،... وفي الوقت ذاته، نهتم في تحقيق أكبر النجاحات والإنجازات العملية.

وانطلاقا من هذا الواقع، أنصح كل امرأة أن تمارس العمل الذي تحبه، وتركز أهدافها، وتعمل بتأن وثبات، على تحقيقها.

بالإجمال،لا وجود للصعوبات والعوائق، كما أن الوقت كفيل بتحقيق كل الطموحات. ولكن اذا احتاجت المرأة الى المساعدة والدعم، عليها أن تطلبهمابثقة من زوجها، وعائلتها، ومحيطها، وأصدقائها.