"في رمشة عين" قد ترى فجأة أن حياتك ليست تماما حيث تريدها أن تكون. فتعيش يوما بعد يوم، لتكتشف أن أيامك تشبه بعضها البعض. اذ تعايش مضايقات طفيفة، لحظات صغيرة تتنفس فيها الصعداء، وفترات من أحلام اليقظة حول مستقبل أفضل.

"تقول لنفسك: "هذا الأمر ليس مهما". ففي النهاية، لديك الكثير من الأيام للعيش، أليس كذلك؟ بإمكانك دائما تغيير وضعك. ولكن مع مرور الوقت، ستشعر أنك عالق.

لماذا من الصعب التعامل مع المواقف التي تكون فيها عالقا؟ فأنت لم تعلق فجأة، بل حدث ذلك ببطء وثبات. لا يمكن تحديد لحظة واحدة، أو حتى يوم واحد، حيث بدأت حياتك تتغير نحو اتجاه لم تكن ترغب فيه. ولكن حدث ما حدث، وأنت هنا الآن!

لديك خياران لمستقبلك: إما البقاء كما أنت، وإما اختبار الأمور المختلفة. وإذا اخترت الطريق الأخير، يمكنك طرح أسئلة رائعة على نفسك لمعرفة ما يمكنك فعله بعد ذلك.

هذه حياتك. اسأل نفسك هذه الأسئلة بصدق، لترى الى أين قد تأخذ الإجابات:

ماذا سيحل بحياتك إن استمريت بهذه المسيرة المهنية؟

إذا كان الوقت هو الأمر الأكثر قيمة بالنسبة لك، فإن عملك مهم، لأنك تقضي وقتًا طويلاً فيه.

لا أستطيع أن أصدق الفكرة التي تفيد بأنه من الضروري أن يحب الانسان عمل حتى الموت في كل ثانية، ولكن العمل دون أي هدف أو غاية أو مستوى معين من المتعة، سيؤذيك حتما!

إذا كانت وظيفتك "تمتص الروح"، فهي تنتقل أيضا إلى أجزاء أخرى من حياتك. وبالتالي فإن الانفصال الأساسي بين العمل والقيم، هو موقف خطير يجب التعامل معه.

ابدأ​ بالتحقيق؛ هل يمكن تحسين وضعك من خلال الانتقال إلى قسم مختلف في العمل؟ هل تحتاج إلى ترك عملك والبدء من جديد؟ هل يمكنك الذهاب إلى المدرسة الليلية؟ ما هي خياراتك؟

هل صحتك تساعد أو تضر هدفك في الحياة؟

الأكل الصحيح وممارسة التمارين الرياضية، من الأمور التي تحل معظم مشاكل الناس، ومع ذلك، فإننا غالبا ما ننظر بعيدا عن الاتجاه الواضح.

إذا كنت تشعر بالضيق الجسدي، فسوف تشعر حتما بالضيق العقلي والنفسي؛ لا يمكنك فك الارتباط بين الاثنين. هناك قصص كثيرة حول الخروج من ​الاكتئاب​، ولكن الجزء الأهم من اللغز، يكمن في حجم الدور الذي يلعبه النشاط البدني في ذلك؛ عكس الاكتئاب ليس السعادة، بل النشاط.

هل أن ​الركود​ الجسدي له علاقة بالركود العقلي؟ اسأل نفسك عما يمكنك القيام به لكي تصبح بصحة أفضل؛ فالحد الأدنى من الأهداف القابلة للتطبيق، موجودة في هذا الجانب.

متى كانت المرة الأخيرة التي خرجت فيها من منطقة الراحة الخاصة بها؟

متى كانت آخر مرة حاولت فيها تعلم ​مهارة​ جديدة لم تكن على دراية بها؟ متى كانت آخر مرة شجعت فيها نفسك وتحدثت عن رأيك عندما علمت أن لديك شيئًا مناسبًا لتقوله؟

عندما أبقى داخل منطقة الراحة الخاصة بي لفترة طويلة، أفكر في المدة التي قضيتها في هذه المنطقة. ومن هنا، يمكنك أن تدهش نفسك من خلال تحقيق إنجازات عدة، عندما تدرك أن الفترة تصل الى سنوات، أو عقود، أو حتى تشمل حياتك بأكملها.

ماذا سيحدث إذا استمريت بالعيش بهذه الطريقة؟

كيف ستبدو حياتك بعد خمس أو عشر أو عشرين سنة من الآن إذا واصلت القيام بالأشياء التي تقوم بها؟ هل تحب ما تراه؟

من السهل الوقوع في روتين يومي، وإضاعة الصورة الأكبر. ولهذا السبب، أحاول دائمًا تصغير الصورة قدر المستطاع، لكي أتذكر لماذا أقوم بهذا الشيء أم ذاك.

هل تستخدم قوتك؟

ما الذي تجيد القيام به؟ ما هي المهارات والمواهب الفطرية والمميزة بالنسبة لك؟ كم مرة تستفيد من هذه القوة؟ هل أن مسار حياتك المهنية يتماشى مع صفاتك الإيجابية؟

إن مشكلة القيام بشيء لا تجيده جيدًا، تنقسم الى شقين:

أولاً، لديك سقف لما يمكنك أن تكون جيدًا فيه، وربما يكون هذا السقف متوسطًا.

ثانياً، ستكون حينها تعيسا وعاطفيا، لأن العاطفة تأتي من الكفاءة.

ماذا تكره؟

قد يكون من الصعب معرفة ما تريد. ولكن معرفة ما لا تريده، والسعي الى تجنبه، هو أمر أسهل. فإذا كنت تستطيع التخلص من معظم السلبية الموجودة من حياتك، سوف تكون في مكان جيد؛ فالبشر يتسامحون مع ما يكرهونه، من أجل مصلحة الخير الأكبر.

ما هي المكافأة التي يمكن أن تكون كبيرة بحيث تتسامح مع شيء تكرهه؟ لا أستطيع فعلا التفكير في إجابة معقولة.

ماذا كنت ستفعل لو بقي لديك ستة أشهر فقط للعيش؟

يمكنك قضاء الوقت في القيام بما تحبه في الوقت الحاضر. فأنا أحب الكتابة، لذلك أنا أكتب. أحب التعلم، لذلك أتعلم. لدي عائلة رائعة. إذا أصبحت ثريًا، فربما سأسافر أكثر، لكنني سأقضي معظم حياتي بجانب أشخاص أحبهم، وسأسعى الى متابعة مشاعري.

لدي بالفعل حلم. فأنا أجني المال من العمل الذي أستمتع به. لست في قمة المكان الذي أريد التواجد فيه، لكن هذا لا يهم. يمكن أن أموت غدًا، وعلى الأقل أستطيع القول أنني لاحقت طموحاتي وأهدافي.

ماذا لو قيل لك أن وقتك على الأرض محدود؟ لن تعيشه جالسًا في انتظار لحظاتك الأخيرة. كنت ستفعل كل الأشياء التي تؤجلها. قد تتواصل مع الأشخاص الأقرب إلى قلبك، لكي تقضي وقتًا أطول معهم. وسوف تكتشف بسرعة أهم المجالات التي يجب القيام بها، وستتخذ الإجراءات اللازمة.

واحدة من أفضل الطرق للتخلص من الشعور بأنك عالق، هي الإدراك بأن لا تعرف حقًا كم من الوقت المتبقي لك على هذا الكوكب، وتعيش وفقًا لذلك.

ما الذي تخشاه؟

أخشى الشعور بأنني شخص مزيف. أخشى التعرض للرفض والإحراج. أخشى الإحساس بالريبة وبعدم اليقين. أخشى المخاطرة.

ماذا عنك؟ ربما هذه هي الأسباب التي تجعلك تتجنب التغيير، أليس كذلك؟

تلك هي الأشياء التي يخافها البشر عادة لأنه تمت برمجتنا على الخوف منها. أنت لم تتطور لمتابعة أحلامك، بل تطورت لتمرير جيناتك، وتجنب الموت لفترة كافية للقيام بذلك.

من خلال اعتبار تلك المعرفة بمثابة خط أساس، يمكنك الوصول إلى ​جذور​ خوفك الشديد من إجراء تغييرات في حياتك. فهناك نوعان من الناس في هذا العالم؛ أشخاص يواجهون مخاوفهم، وأشخاص لا يفعلون ذلك. والفرق في نوعية حياتهم كبير جدا. فنحن جميعا خائفون من شيء ما، لكن مواجهة المخاوف تتطلب شجاعة واسعة.

هل ما تواجهه مرعب حقًا أم أنه مجرد وهم في رأسك؟ هل نجح أي شخص آخر في موقف مشابه وقام بالأشياء التي تخاف منها؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن الممكن أن تواجه مخاوفك بسهولة أكبر.

ما هي الخطوة الأولى التي يمكنك اتخاذها؟

هل تعرف ما الذي يجعلني سعيدا؟ الأشياء الصغيرة التي نقوم بها مع مرور الوقت، التفاهات، التفاصيل الصغيرة، التي تشكل حياتنا كلها. وهذه الأمور تبني قلاع الإنجاز أو سجون الخوف والشك.

فبدلاً من النظر الى المشاكل دون وعي، فكر بوعي أكبر، واعمل على إيجاد الحلول، ومن ثم هنئ نفسك!