ينظر البعض إلى مهنته على أنها وسيلة للمعيشة والإكتفاء الذّاتي. فيما يعمل البعضُ الآخر على شِقِّ الإبداع، فيكونُ من أصحاب الإبتكارات والإنجازات.

طالبة الهندسة المعمارية في الجامعة ال​لبنان​ية ميساء زعيتر، خريجة كلية الفنون الجميلة والعمارة دفعة العام 2019 الأخيرة، رسمت لنفسها مساراً في بداية حياتها المهنية، لتكون من أصحاب الإنجازات.

وتمثّل ذلك في وصول مشروع زعيتر إلى التصفيات النهائية في ​مهرجان​ "تميز" الدولي لمشاريع التخرّج بدورته الرابعة (Tamayouz International Graduation Projects Awards 2019).

وكان لـ "الاقتصاد" مقابلة خاصة مع زعيتر للتحدّث عن تميّزها:

* كيف بدأ مسار تميّزك ؟

"أنا معمارية ولدي شغف كبير في هذه المهنة، وهذا ما دفعني أن أضع جميع جهودي ضمن هذا المجال.

تخرجت في شهر تموز، وفي هذا الوقت جال منظمو ​جائزة​ تميّز على كل جامعات لبنان، والجائزة عالمية والمشاركون من جميع دول العالم،

وتقدمت للجائزة وتم قبولي والمشروع الذي تقدم على جائزة تميّز هو مشروع تخرّجي."

* ما هو مهرجان "تميز" الدولي الذي تفوّقت فيه؟

"كانت هذه السنة في دورتها الرّابعة، بدأت بمجموعة مهندسين عرب، أرادوا القيام بحركة معمارية ترتبط بالطلّاب وخريجي العمارة، لخلق مساحة للنقاش في المواضيع المعمارية والإجتماعية، وكيف ترتبط العمارة بالمجتمع وكيف يصب هذا الإختصاص في خدمة المجتمع، وهذه النقطة كانت معياراً أساسياً في جميع المشاريع التي تقدمت."

* ما هو الإنجاز الذي تم تحقيقه؟

"في الدورة الرابعة لمهرجان التميز التي أقيمت هذا العام، شارك فيها 908 مشاريع من 155 جامعة في 64 بلدا، وتشكلت لجان تحكيم متتالية، لتختار أول 50 مشروعاً كنت بينهم بطبيعة الحال.

وبعد ذلك، تم اختيار أول 20 مشروعاً بينهم مشروعي، وسوف نتأهّل للنهائيات، ليتم اختيار أفضل 5 مشاريع لهذا العام."

* على ماذا يتمحور مشروعك ؟

"عنوان المشروع هو "إستصلاح الفراغات المدينية"، يعني كيف يمكن أن أقوم بتحويل أي فراغ أو ​عقارات​ مهجورة أو غير مستثمرة أو مشغلة، إلى نموذج مطوّع يلبّي حاجة المدينة.​​​​​​​

النموذج الموضوع كان "​برج المر​"، وغالبية المشاريع توجّهت نحو تحويل هذه المنشأة إلى معلم يسلط الضوء على الحرب كذاكرة أو ما يشبه المتحف.

بينما مشروعي تناوله في سياق آخر، وهو كيف يمكن تشغيل هذه المنشأة كاستثمار، وألبّي حاجة المدينة.​​​​​​​

والمشروع الذي أنجزته جاء بإشراف الدكتور حبيب صادق."​​​​​​​

* متى تعلن النتائج ؟ وأين تصبّ الترشيحات ؟

"المرحلة النهائية لمهرجان تميز الرابع هي في نهاية تشرين الأول الجاري، ليتم اختيار أول 5 مشاريع.

وتقدم لأصحاب هذه المشاريع جوائز، تتدرج من الجائزة الأولى وهي منحة كاملة في جامعة "بوليتكنيكو" بمدينة ميلان الإيطالية.

فيما الجوائز الأخرى مالية، مع ورش عمل يتكفل المنظمون في فيها."

​​​​​​​

* أكثر ما أسعدك في هذا التميّز ؟

"على المستوى غير الشخصي أكثر ما أسعدني هو وجود اسمي جانب إسم ​الجامعة اللبنانية​ في هذا التميّز، وهو ما يؤكد أن هذه الجامعة الوطنية ما زالت صرحاً منتجاً، رغم الإضرابات والمشاكل والأزمات.

وأنا لا أمثّل نفسي فقط، وتجربتي بتخرجي من الجامعة اللبنانية كانت مميّزة جداً، بكل الكادر الأكاديمي الذي رافقني والتجربة التي مررت فيها، وهذا خير دليل أن "الجامعة اللبنانية" لازالت منتجة لطاقات هائلة جداً برغم كل المعاناة التي تمر بها."