نجح حاكم ​مصرف لبنان​، رياض سلامة، في إستعادة المبادرة في السوق المالية، من المضاربين، وفرض من جديد نفسه، كلاعب رئيسي وقوي في السوق.

وجاء نجاح حاكم مصرف لبنان، من خلال التعميم الوسيط رقم 530، الذي وجهه اليوم الثلاثاء إلى ​المصارف​، والذي طلب بموجبه من الأخيرة، تأمين فتح إعتمادات مستندية مخصصة حصراً لإستيراد المشتقات النفطية أو القمح أو ​الأدوية​ ب​الدولار​ الأميركي، ضمن شروط وقيود، حددها المركزي.

وإلى تعميم سلامة، ساهم التعميم الذي صدر عن ​جمعية مصارف لبنان​ مساء أمس الإثنين، والذي نقل إلى المصارف تمنيات سلامة، بقبول تجديد ​الديون​ الصغيرة من قبل المودعين والمعنونة بالليرة، بمستحقات متوجبة بالدولار، هذا التعميم ساهم في حلحلة ​السيولة​ وفي تخفيض حجم الطلب على الدولار، فجاء كعنصر داعم ومباشر لتعميم مصرف لبنان.

وعلِم الإقتصاد، أن سلامة سيبقى على جهوزية تامة، لمتابعة مسار ​الوضع النقدي​ في البلاد، إلى حين إعادة الوضع في السوق إلى ما كان عليه، قبل ما عرف بأزمة شح الدولار. وفي هذا السياق يحضر مصرف لبنان، "رزمة" جديدة من التعاميم والقرارات التي من شأنها إستعادة ثقة المودعين بالليرة اللبنانية، وتالياً توجيه رسائل إيجابية ومطمئتة إلى الخارج بدعم أسعار سندات اليوروبند اللبنانية السيادية.

وبرزت هذا اليوم، مفاعيل أولية لتعميم مصرف لبنان، حيث تراجع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق الثانوية، بنسبة جيدة، كما إستفادت المصارف من تعميم جمعيتها، فأفرجت عن بعض السيولة بالدولار، الأمر الذي يبشر بمسار إيجابي، قادم وسريع للوضع النقدي، تستعيد بموجبه الليرة وضعها الطبيعي، ويعود الدولار إلى أسعاره السابقة أي الى حدود 1507 ليرات للدولار.