استضافت ​كوثر حنبوري​ معدة ومقدمة "الإقتصاد في أسبوع" عبر أثير "إذاعة ​لبنان​" في حلقة هذا الأسبوع، رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة ​بيار خوري​، الذي أكد أن ​الطاقة المتجددة​ لم تعد "زينة"، بل أصبحت جزء أساسي لحل مشكلة الكهرباء في لبنان، وقال: "نحن على يقين أنها ستشكل حلاً رخيصاً بالنسبة ل​مالي​ة الدولة".

واشار خوري، إلى أن وجود 1200 خبير مالي ومصرفي وعالمي، في منتدى بيروت الدولي للطاقة، مؤشر بأن نسبة التوعية في هذا القطاع أصبحت مرتفعة، مؤكداً أن حملات توعية المواطنين والرأي العام يجب أن تستمر، لأن هذا الموضوع، يخلق ثقافة التنيمة المستدامة، والحفاظ على البيئة، وهذا العمل هو جزء من عمل المركز اللبناني لحفظ الطاقة.

واضاف: "أعلنت وزيرة الطاقة ندى البستاني أنه خلال الأسبوع الماضي تم فض العروض المالية لملفات استدراج العروض من ​القطاع الخاص​ لبناء محطات ​الطاقة الشمسية​، والحقيقة أننا تلقّينا أسعار مفاجئة جداً، بشكل إيجابي، حيث وصلت الى 5.7 سنت أميركي لكل كيلوواط/ساعة في منطقة البقاع تحديداً، حيث الأراضي سعرها منخفض نسبةً للمناطق الأخرى بالإضافة الى أن كمية الشمس فيها أعلى"، موضحاً أنه "مقارنةً مع كلفة الإنتاج في "كهرباء لبنان" البالغة 17 سنت أميركي، فإننا عملياً نوفّر ثلث الكلفة التي تدفعها المؤسسة".

واشار إلى انه "بذلك، نقوم بالتوفير على الإقتصاد الوطني عبر تخفيف العبء المالي الذي تشكّله كهرباء لبنان بالإضافة الى تحريك سوق عمل جديد وهو سوق عمل القطاع الخاص في ​مشاريع الطاقة​ الشمسية".

وردّاً على سؤال حنبوري حول ​مناقصة​ طاقة ​الرياح​ التي تحدثت عنها الوزرة البستاني، أوضح خوري أنه "تم يوم الجمعة ارسال دفتر الشروط التفصيلي لـ42 شركة، شاركت في فترة إعلانات النوايا من حوالي العام، لبناء 500 ميغاواط من انتاج الطاقة باستخدام الرياح، وهنا يأتي دور القطاع الخاص لتفحّص المناطق التي تتمتّع بأكمر كمية رياح والمناسبة لبناء هذه التوربينات". وأضاف: "نسعى لأن يكون لدينا 500 ميغاواط، وهو رقم ليس بالصغير بل على العكس. كل هذه المشاريع اليوم بالطاقة المتجددة نهدف من خلالها الوصول الى 12% طاقة متجددة بحلول العام 2020، كما أعلن الرئيس سعد الحريري في العام 2009، ونحن على يقين أننا سنتخطى هذه النسبة لنصل الى 30% طاقة متجدّدة في العام 2030، وكل المؤشرات الكمية والنوعية تؤكد أن لبنان على المسار الصحيح". 

وتابع: "من الجانب التقني نمتلك القدرة لتحقيق نسبة 30%، أي بين 3000 و4000 ميغاواط، نحتاج الى ​استثمارات​ بين 4 – 5 مليار دولار في 10 سنوات والهواء والشمس، كلها متوفرة"، مشيراً الى أن "معظم ​مصارف​ ​التمويل الدولية​ و​البنوك العربية​ والإسلامية وحتى المحلية متحمّسة لتمويل هذه المشاريع، ولكن تبقى النقطة الأصعب هي تطوير شبكة النقل في مؤسسة "كهرباء لبنان" لتتمكن من استيعاب كل هذا الإنتاج من الطاقة، وهذا ما نعمل عليه بشكل شبه يومي مع المؤسسة ومستشارها في هذا الموضوع مؤسسة ​كهرباء فرنسا​".

وفي سؤال لحنبوري حول ايجابيات الطاقة المتجدّدة عدا عن الشق البيئي، لفت خوري الى أن "الهدف الأسمى هو الحفاظ على البيئة وحمايتها من التغير المناخي، بالإضافة الى أن الطاقة المتجددة أرخص بنسبة 50 و60 وحتى 70% من الطاقة التقليدية، لذلك فإنها تعدّ من الحلول النافعة والسريعة جدًّا لمشكلة الكهرباء في لبنان".

وعن وتيرة التنفيذ، أوضح أن "لبنان وقّع في شباط 2018 أول 3 عقود شراء طاقة مع القطاع الخاص لبناء 226 ميغاواط من طقة الرياح في منطقة عكار...بخصوص هذه المحطات، القطاع الخاص لديه مهلة ثلاث سنوات للبناء تنقسم على فترتين: الأولى تأمين كافة الشروط الإدارية والمالية والبيئية والثانية لبناء المعامل. ما يمكن أن أؤكده أننا نسير وفقاً للبرنامج الزمني الذي تم تحديده، وقيرباص سنعلن عن بدء عملية التنفيذ والتركيب "، موضحاً أن "مشاريع طاقة الرياح تحتاج الى 3 سنوات بعد تاريخ إصدار الترخيص من قبل ​مجلس الوزراء​ لنشهد الإنتاج على شبكة الكهرباء، أما محطّات الطاقة الشمسية فتحتاج الى ما بين 18- 24 شهر حتى يصبح ​انتاج الكهرباء​ ممكناً".

وفي الحديث عن أسبوع الطاقة العالمي الذي سينعقد في بيروت في العام 2020، أشار خوري الى أنه " فعلاً حدث عالمي أهميته تكمن في التنظيم المشترك مع مجلس الطاقة العالمي – ​لندن​. وعملياً، نتوقع حضور أكثر من 2000 شخص بينهم خبراء طاقة وبيئة ورؤساء شركات عالمية من مجالات الطاقة المتجددة و​النفط​ والغاز". 

وتابع: "بالإضافة الى المحاضرات والنقاشات العلمية، فإن سر النجاح يرتبط بتنفيذ المشاريع العملية والمبادرات الحقيقية. هذا ما ميّز منتدى بيروت الدولي للطاقة ويميّز أسبوع الطاقة العالمي".