في حقل مساحته فدانان في منطقة المقاطعات الوسطى في ​بريطانيا​، يعكف كل من غافين وأليس مونرو على استحداث نقلة جديدة في استدامة موارد الأرض، إذ أن حصادهما عبارة عن أشجار طوعاها لتنمو في صورة مقاعد.

ويملك الزوجان مزرعة للأثاث في ديربيشير يتوليان فيها رعاية 250 مقعدا و100 مصباح و50 منضدة. ويعتبر الاثنان ذلك مساهمة منهما في محاربة عملية قطع الأشجار لصناعة الأثاث، والتي ينتج عنها نسبة عالية من المواد الكربونية.

وأوضح غافين أن الفكرة هي زراعة الشجرة لتنمو بالشكل الذي تريده مباشرة، بدلا من زراعة شجرة قسرا لمدة 50 عاما ثم قطعها وتقطيعها إلى أجزاء أصغر وأصغر. هو نوع من الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وهبطت هذه الفكرة على غافين حينما كان لايزال صغيرا، إذ رصد شجرة "بونساي" وقد نمت على شكل مقعد. وكان غافين قد ولد بتقوس في العمود الفقري، وقضى سنوات عدة من حياته مرتديا إطارا معدنيا لتصحيح وضع ظهره.

وبدأ غافين تجاربه في 2006 عندما حاول زراعة مقاعد على قطعتين صغيرتين من الأرض في مقاطعة بيك، إلا أنه في 2012 وبعد عام من زواجه أسس مع زوجته أليس شركة "فول غرون" وتفرغا للفكرة. وصادف الاثنان في طريقهما عقبات، فقد انتهت واحدة من محاولاتهما الأولى بكارثة عندما دهست أبقار ما زرعاه وأكلته الأرانب وكان عليهما أيضا اكتشاف أفضل الطرق لتشكيل الشجرة دون الحد من نموها.

وتعلم الزوجان أيضا توجيه النبتات الصغيرة للنمو في اتجاه معين بدلا من إرغامها على النمو بما يخالف طبيعتها. لكن عملية الانتاج بهذا الشكل باهظة التكاليف نظرا لحجم العمل والوقت المطلوب لإنتاج قطع الأثاث العضوية. لذلك يبلغ سعر المقعد 10 آلاف جنيه إسترليني (12480 دولار) وتتراوح أسعار المصابيح بين 900 و2300 جنيه إسترليني وأسعار المناضد بين 2500 و12500 جنيه إسترليني.

وتستغرق زراعة المقعد العادي من 6 إلى 9 سنوات، بالإضافة إلى عام آخر لكي يجف تماما. وأبعد طلبية تلقتها الشركة للتسليم في 2030 وهي عبارة عن مقعد سيتسلمه صاحبه في موعد تقاعده. ومن المعروف أن قدماء الرومان والصينيين واليابانيين كانوا يشكلون الأشجار خلال زراعتها لتنمو بأشكال معينة.