أكد مستشار رئيس الجمهورية، الخبير الإقتصادي، ​فادي عسلي​، "أن مجرد تحويل مشروع ​​الموازنة​​ للمناقشة قبل إستحقاقها، موضوع إيجابي، وبخاصة أن الموعد يأتي قبل لقاء رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري،​ بالرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون،​ وقبيل ذهاب رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ إلى ​نيويورك​، لترأس وفد ​لبنان​ إلى ​الجمعية العمومية​ للأمم المتحدة، ويأتي أيضاً قبل إجتماع ​صندوق النقد الدولي​ في نيويورك، ما يثبت إلتزام لبنان بالتوجه الإصلاحي الذي وعد به في ​مؤتمر "سيدر​".

ولفت عسلي، في حديث إذاعي، إلى "أن مشروع الموازنة الذي قُدم لم يصبح بعد قانوناً ولكن بقراءة سريعة لأرقامه والإقتراحات التي تضمنها، تشكل تطوراً إلى الأمام لكنها غير كافية لأننا بحاجة لإتخاذ إجراءات جريئة ستكون غير شعبية للخروج من أزمتنا الإقتصادية، وعلينا التمتع بالحس الوطني الكافي للقيام بخطوات جذرية في هذا السياق وطرح افكار عدة وتقديم حلول".

وأوضح عسلي، "أن الموازنة يجب أن تأتي نتيجة لنظرية إقتصادية مالية معينة والسؤال اليوم، أن ما هي خطة الحكومة الإقتصادية، للخروج من مشكلة تصاعد حجم ​الدين العام​ الذي لا يمكن للبنان أن يتحمله بعد اليوم؟

وتابع عسلي، أن "بالإضافة إلى ​المالية العامة​ والموازنة لدينا مشكلة ​العجز​ ​التجار​ي البالغ 17 مليار كل عام، وهو يستنفذ من قوة العملة الشرائية، لأن تمويل هذا العجز يحصل ب​​الدولار​​، وليس بالليرة، في حين أن هذا الإستهلاك لشعب بحجم الشعب اللبناني، مبالغ فيه، وهذا الوضع يؤدي إلى رفع الطلب على الدولار، ما يمنع تلبية حاجات التجار الذين يدفعون بالدولار، لا بالليرة".