مسيرتها بدأت بالصدفة، لكن نجاحها جاء بعد جهد وإصرار ومثابرة. فقد خلقت علامة تجارية تشبهها وتمثّلها، وتعبّر عنها وعن رؤيتها ورسالتها. كما ركّزت على المعنى الذي ترغب أن يراه الناس عنها وعن منتجها.

أحبت المخاطرة والمغامرة، فتخلّت عن وظيفتها الثابتة لكي تتبع شغفها. حدّدت حلمها وطموحها، فوصلت الى 34 ألف متابع من ​لبنان​ والعالم. كما عملت دائما على تطوير مهاراتها ومنافسة ذاتها، فقدمت التصاميم الجميلة والمميزة.

فلنتعرف أكثر الى صاحبة العلامة التجارية "Sophia Beirut"، صوفي أبي شاهين، في هذه المقابلة التي خّصت بها موقع "الاقتصاد":

من هي صوفي أبي شاهين؟

تخصصت في مجال الإخراج الفني (art direction)، في "جامعة البلمند"، "ALBA"، كما حصلت على ماجستير في العلاقات العامة وإدارة الأحداث، من جامعة "Sup de Pub" في ​باريس​.

أما بالنسبة الى "Sophia Beirut"، فقد تأسست منذ ثلاث سنوات، لكن القصة بدأت بالصدفة، قبل ذلك بكثير. فقد تربيت في أجواء فنية في المنزل، وذات يوم لجأت إلي صديقة، تمتلك متجرا لبيع الاكسسوارات، وكانت تشتكي لكونها لا تجد القطع الجميلة في السوق؛ وكانت حينها قلادات الـ"chokers" على الموضة. وبالتالي اقترحت أن نصممها وننفذها بأنفسنا، وهذا ما حصل.

وبعد هذه المجموعة التي لاقت إعجاب الجميع، بات الناس يسألون عن مصدر هذه الاكسسوارات. فعمدنا حينها الى إطلاق اسم "Sophia Beirut" على الماركة، ومع الوقت، تعلمت تقنيات العمل أكثر فأكثر من أجل صناعة المزيد من القطع، وأحببت هذا النشاط العملي الى حد كبير، وخاصة لأنني أجد التفاعل والإقبال من المستهلكين.

ولهذا السبب، تشجعت على التخلي عن وظيفتي الثابتة، وكرّست كامل وقتي لـ"Sophia Beirut"، حتى وصلت الى ما أنا عليه اليوم.

وتجدر الاشارة الى أن أي مشروع تجاري، يجب أن يكون نابعا من قصة ما، وبالتالي لا يمكن بيع القطعة بسبب جمالها فحسب، بل علينا السعي الى تسويق الفكرة وراء هذه القطعة، ومن ثم بيعها.

من هم زبائن "Sophia Beirut" اليوم؟

نحاول دائما تقديم القطع بأسعار معقولة لكي تناسب الميزانيات كافة. لكن معظم تصاميمنا موجهة الى الفئات المتوسطة والعليا.

ولكن يمكن إيجاد الاكسسوارات ابتداء من 25 دولار، مع العلم أن قطعنا مصنوعة يدويا، ومطلية بالذهب، وتحتوي على ​كريستال​ السواروفسكي و​اللؤلؤ​.

فنحن نصمم القطع المميزة والفريدة من نوعها، بأسعار مقبولة تناسب الجودة المقدمة.

الى أي مدى تساعدك وسائل التواصل الاجتماعي على الانتشار بشكل أكبر بين الناس؟

مشروعي بأكمله بدأ عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​، كما أن كل الحركة على موقعنا الالكتروني (www.sophia-beirut.myshopify.com)، تأتي من موقع "​انستغرام​" بشكل خاص.

فمن خلال هذه الشبكات، توسعت العلامة التجارية في لبنان، كما وصلت الى الأفراد والمتاجر المنتشرة حول العالم، مثل ​الدول العربية​ و​أوروبا​ والولايات المتحدة. ومن خلال موقعنا، نستقطب الزبائن من مختلف البلدان.

هل تعانين من مشكلة التقليد بسبب ​الصور​ المنشورة عبر المواقع الاجتماعية؟

​​​​​​​

نعم بالطبع، وعلينا تقبل هذا الواقع لدى تقديم الأفكار الجميلة والمبتكرة. ولكن من الصعب تقليد قطعنا 100%، لأن تصاميمنا مرسومة قبل التنفيذ، وبالتالي فإن النسخ سيكون قريبا ولكن ليس مشابها تماما.

وبالاضافة الى ذلك، نحن نركز كثيرا على التقنيات والتفاصيل الصغيرة، كما نضع لمساتنا الخاصة في جميع قطعنا.

كيف تواجهين المنافسة الواسعة من قبل المصممين المحليين و​العلامات التجارية العالمية​ أيضا؟

عندما يتعلق الأمر بالمصممين المحليين، أجد أنه لدينا مواهب كثيرة في لبنان. وفي بعض الأحيان، نجتمع مع بعضنا البعض خلال المناسبات الخاصة ب​التصميم​، وبالتالي ألاحظ أن المصممين الذي عملوا بالفعل على تحديد هوياتهم الخاصة، حجزوا مكانتهم في السوق من خلال أذواقهم المتنوعة.

ولا بد من الاشارة الى أنني أشتري قطع الاكسسوار من المصممين الآخرين، وأجد أن المنافسة الجميلة والحقيقية تكمن في مساعدة بعضنا البعض، مع الابتعاد عن التقليد والمناكفات. فعامل المنافسة ضروري في مجال الأعمال، لكي يبقي الانسان على حماسه للعمل، ويتشجع على تقديم الأفكار الجديدة دائما.

ما هي تطلعاتك المستقبلية على الصعيد المهني؟

طموحاتي كثيرة، ولن أشعر إطلاقا أنني وصلت الى خط النهاية، بل سأسعى دائما الى تحقيق المزيد.

ومن هنا، أطمح الى تقديم المزيد من المجموعات، من أجل إيصال اسمي الى أبعد الحدود. كما أتمنى إضافة المزيد من القطع الى "Sophia Beirut"، مثل الحقائب. فمن إيجابيات العمل في التصميم، الآفاق المفتوحة وغير المحدودة التي يحظى بها الانسان.

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم في مسيرتك؟

أولا، ركزت على التعرف جيدا الى الجمهور المستهدف؛ وبالتالي فهمت كيف يفكر ويتصرف.

ثانيا، عمدت الى المشاركة في التسويق للعلامة التجارية، وذلك من خلال ارتداء الاكسسوارات، من أجل تعريف الناس الى كيفية الاستفادة من قطعة واحدة في مناسبات مختلفة.

ثالثا، لم أستسلم أبدا، رغم اشتداد الضغوط والصعوبات والتحديات.

من قدم لك الدعم؟

​​​​​​​

تلقيت الدعم الأكبر من عائلتي، فقد شجعوني على الاستمرار عندما أردت الاستسلام بسبب اشتداد الصعاب.

فوالدتي تتحلى بحس فني، وبالتالي تقدم لي النصائح دائما وتشاركني رأيها ووجهة نظرها في معظم القطع. كما أن والدي يساعدني في كل ما يتعلق بالأعمال والتسويق.

هل تشعرين أن العمل الحر يساعدك أكثر على التنسيق بين الحياة الخاصة والمسيرة المهنية؟

نعم وكلا، فالبعض يشعرون بالحسد من عملي الحر، لكن الواقع مختلف للغاية. وذلك لأن صاحب المشروع يعمل في كل الأوقات، وحتى خلال العطلات والأوقات المتأخرة من الليل.

ولهذا السبب، أعمد الى وضع الحدود لنفسي من أجل الحصول على بعض الراحة. فالعمل الحر يعطي الانسان المرونة في جدول الأعمال، ولكنه يتطلب منه الاهتمام بمسؤوليات كثيرة.

ما هي نصيحة صوفي أبي شاهين الى المرأة؟

تستطيع المرأة تحقيق أي هدف تريده، وذلك بسبب قدرتها على القيام بمهام عدة في الوقت ذاته؛ وهذا ما يفتقد اليه الرجل بشكل عام.

وبالتالي أنصحها أن لا تسمح لأي شخص بإيقافها أو التشكيك بقدراتها، لأنها مؤهلة للوصول الى أبعد الحدود، لكنها بحاجة فقط الى تقبل هذه الفكرة.

ومن هنا، أقول لكل امرأة: "ثابري للوصول الى النجاح... فنحن أيضا يحق لنا ذلك!".