تجد العديد من الأمهات صعوبة في الحصول على روتين يومي عادي أو القيام بساعات قليلة من العمل، بسبب انشغالهن في إيصال الأولاد الى المدارس أو النشاطات المختلفة.

من الشائع أن نفكر أنه من غير الممكن أن تتمكن الأم من ممارسة عمل معين، وكسب المداخيل، لكن الواقع مختلف تماما عن ذلك. فهي لا تحتاج للانضمام إلى ​شركة تسويق​ متعددة المستويات، من أجل الحصول على بضعة آلاف من الدولارات شهريًا، من خلال العمل من المنزل. اذ كشف استطلاع أجرته مؤسسة "بيو" للأبحاث، وصدر في العام الجاري، أن الأمهات يقضين وقتا أكثر في سوق العمل. وفي الواقع، الأم هي المعيلة للأسرة، في 4 من كل 10 أسر في ​الولايات المتحدة​.

هناك طرق عدة من أجل العمل من المنزل، مع الحفاظ على جدول أعمال مرن. وتشير المدربة المتخصصة في تمكين ​المرأة​، مارتا سبيرك، الى أن "البدء بشيء مختلف بعد تكريس كامل وقتك لعائلتك وأولادك، يمكن أن يمثل تحديًا، لكن التركيز على فوائد هذه الخطوة ونتائجها، سيساعدك على التقدم".

وتتابع سبيرك: "لن تتمكن الأم من مساعدة أسرتها ماديا فحسب، بل ستكتسب أيضًا مهارات جديدة، وستتواصل مع أشخاص جدد، وستحصل على العديد من الفرص لتطوير شيء خاص بها، بعيدا عن الأمومة". وقالت "أشجعكِ على البحث في داخلك، وإعادة النظر في مواهبك وتميزك."

وسنعرض في ما يلي مجموعة متنوعة من الوظائف التي يمكن للأم القيام بها من المنزل:

1- العمل على حسابها الخاص (Freelancer):

أطلقت لورا بنينغتون بريغز نشاطها التجاري عام 2012، وذلك دون أي تدريب رسمي. وخلال 18 شهرًا فقط، تمكنت من تطوير مدخولها ليصل إلى ستة أرقام.

أما العمل الذي اختارت القيام به من المنزل فهو: كاتبة مستقلة. وتقول بريغز أن الخطوة الأولى لتصبح المرأة مستقلة، هي تقييم التجارب السابقة والاهتمامات الحالية.

وقالت: "على سبيل المثال، تشكل الاهتمامات في البحوث والتنظيم، عوامل للعمل كمساعدة افتراضية، كما أن شغف في الكلمات يمكن أن يؤدي إلى عمل حر كمحرر أو مصحح أو كاتب".

أما الطلب الأكبر اليوم فهو على الأعمال المستقلة كمساعد افتراضي، مطور ​الويب​، مصمم، اختصاصي في العلامات التجارية، مؤلف إعلانات، مدير وسائل التواصل الاجتماعي.

ونصحت بريغز المرأة أن تبحث عن أصحاب الأعمال الحرة الآخرين الذين قد يكونوا منافسين لها، من أجل التعرف الى كيفية عملهم، وطرق ترويجهم لأنفسهم عبر ​الإنترنت​.

وكشفت شركة "Score"، أن 47% من جيل الألفية يعملون لحسابهم الخاص - وذلك أكثر من أي جيل آخر. كما أنه بحلول عام 2027، سوف يمثل المستقلون غالبية القوى ال​عاملة​ في الولايات المتحدة. وبالتالي الآن هو الوقت المناسب لكي ينغمس الشخص في عالم الأعمال الحرة.

2- مساعدة افتراضية (VA):

أحد أكثر الطرق شيوعًا للأمهات اللاتي يرغبن في العمل من المنزل، يكمن في المساعدة الافتراضية.

فقد بدأت ميكالا كوين نشاطها التجاري أثناء عملها كمدرسة، وبعد بضعة أشهر من إطلاق أعمالها، أصبح مدخولها مطابقا للراتب الذي تحصل عليه من التعليم، فتركت وظيفتها للتركيز على المساعدة الافتراضية بشكل كامل.

وقالت "كل شخص لديه مهارات قابلة للتسويق. فعلى سبيل المثال، إذا كنت كاتبًا جيدا، قدم خدمات كتابة النصوص. واذا كنت موهوبا في ​التصميم​، قدم خدمات تصميم الرسومات؛ هناك حقًا سوق للجميع".

بعد ذلك ، تقترح كوين استهداف صناعة معينة، مثل العمل مع وكلاء العقارات أو المطاعم المحلية على سبيل المثال. وأوضحت أن "اختيار السوق المتخصص سيساعدك على التركيز على عملائك المحتملين، وفهم احتياجاتهم، وبالتالي كيفية مساعدتهم كمساعد افتراضي. وبالإضافة إلى ذلك، سيصبح من السهل إيجاد الزبائن، وبناء العلاقات معهم، وتنمية أعمالك".

3- مساعدة تنفيذية:

المساعد التنفيذي هو بمثابة خطوة للأعلى عن المساعد الافتراضي. فبدلاً من القيام بأمور مثل تصميم الرسوم أو إدارة ​البريد الإلكتروني​ لصاحب العمل، ستعملين عن كثب مع الرئيس التنفيذي.

وإذا كنت تتمتعين بخبرة سابقة في العمل المكتبي، فهذه مهمة رائعة بالنسبة لك، لأنك تعرفين كيفية العمل في المكاتب.

وقالت المساعدة التنفيذية والمدربة جيس ليندغرين: "الأمهات اللاتي يبقين في المنزل، يتمتعن بمهارات جيدة تساعدهن على استلام وظيفة مساعد تنفيذي؛ مثل الاهتمام بالتفاصيل، والجدولة الزمنية، والقدرة على أداء مهام عدة في أي وقت".

وتابعت "تأكدي من حصولك على بنية أساسية لعملك، واختاري نوع السلطة التنفيذية التي ترغبين في الانخراط بها، ومن ثم أخبري شبكتك بما تريدين."

4- مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي:

إذا كنت تستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي، فلماذا لا تعملين على تحويلها الى وسيلة لتحقيق الدخل؟

تقول المؤثرة الاجتماعية في مجال السفر، والتي تتخذ من ​كندا​ مقرا لها، ميغان فاي، أنه "يمكن للمبدعين عبر الإنترنت استثمار القنوات وإنشاء منصة مربحة، غندما يحصلون على جمهور مخلص. ورغم أن بناء هذا الجمهور يتطلب مثابرة وإصرار وعمل جدي، ولكن بمجرد إنشاء مجتمع قوي، يمكنك الاستفادة من أمور كثيرة مثل التسويق، و​الإعلانات​ الرقمية المصوّرة، والمشاركات الدعائية (sponsored)".

المشكلة الوحيدة هي أنك بحاجة الى بناء علامتك التجارية قبل البدء في كسب المال.

ووفقا لفاي، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي الانطلاق بمجال محدد للغاية. وقالت "ابدأي في نشر محتوى عالي الجودة على أساس ثابت، واستخدمي علامات التصنيف (hashtags) الخاصة بالمحتوى الخاص بك، لاكتشافه من قِبل جمهورك المستهدف. فكلما استخدمت الـ"hashtags"، كلما زاد عدد الأشخاص الذين سيشاهدون المحتوى الخاص بك".

5- مدربة أو مرشدة:

تعلّم جيسيكا ستانسبيري الناس أن يتفوقوا في مجال تجيده بنفسها، وهو إنشاء المحتوى على الإنترنت.

وأوضحت ستانسبيري "أن عرض شخصيتك وأفكارك الأصلية عبر منصات الفيديو مثل "​فيسبوك​ لايف"، و"​يوتيوب​"، و"​انستغرام​"، ستفتح الباب أمام العملاء المحتملين الجدد. فسوف يرون أنك تجيدين فعلا القيام بما تتحدثين عنه (حتى ولو كان لديك طفل يبلغ من العمر عامين، يركض في أنحاء المنزل مع حفاضة على رأسه، أثناء تسجيلك لهذا الفيديو)".

وهذا العمل يتيح لك التعامل ليس مع الشركات فحسب، بل مع الأفراد أيضا؛ اذ تجني الأمهات الكثير من المال من المنزل، من خلال تعليم الناس كيفية التفوق في هواياتهم أيضًا.

وأطلقت كاسيدي توتل مدونة لتعليم الأشخاص كيفية زراعة الحمضيات. ومن ثم، نشرت كتابها الخاص، وقدمت الدورات التعليمية عبر الإنترنت. وفي الوقت الحاضر، انضم زوجها الى هذا العمل.

ومؤخرا، شاركت خبيرة التسويق عبر الإنترنت آمي بورترفيلد، قصة عن أحد طلابها، وهي أم عاملة تركت عملها بدوام كامل لأنها كانت تجني أموالاً طائلة من خلال تعليم أمهات كيفية تعليب الخضروات.

6- خلق منتج:

تركت بعض الأمهات إبداعاتهن مهدورة، لكن البعض الآخر يبعن هذه الإبداعات عبر الإنترنت، في مواقع مثل "Etsy". كما أن هناك فئة من ​النساء​ اللاتي انتقلت إلى المستوى التالي، مثل مؤسسة مشروع "Little Words"، أدريانا بوتي. فبعد تعرضها للتنمر كطالبة في المدرسة الثانوية، ابتكرت سوارا يعرض كلمات ملهمة، بهدف تعزيز حب الذات واللطافة.

واليوم، توظف شركتها التي تساوي ملايين الدولارات، 8 نساء. وبالتالي فإن الناس سوف يدفعون مقابل معرفتك، وإبداعاتك، وخدماتك. وعندما تقال الكلمة المناسبة في الأذن المناسبة وفي الوقت المناسب، ستحدث اختلافًا واسعا.