شعارها "Let your dream be a wedding"، أي "حوّل حلمك الى حفل ​زفاف​". ومن يلقي نظرة على الحفلات التي نظمتها "SAMA Events" على مدى خمس سنوات من انطلاقتها، سيتأكد حتما من هذا القول، اذ أنها مطبوعة بنفحة الفرادة والتميز، ومتقنة بأدق التفاصيل، من الألف إلى الياء، كما أن ذكراها محفورة في الأذهان.

النجاح في هذا مجال تنظيم الحفلات، يتطلب فكرا مبدعا وحسّا إبداعيا، بالاضافة طبعا الى المهارات الاجتماعية والقدرات التنظيمية، والجرأة في طرح الأفكار، والدقة في تنفيذها.

فلنتعرف أكثر الى العقل المدبر وراء شركة "SAMA Events" الموجودة في منطقة الأشرفية، دارين أبي هنا، في هذه المقابلة الحصرية مع موقع "الاقتصاد":

كيف قررت تأسيس "SAMA Events"؟

تخصصت في هندسة الديكور، وانطلقت مسيرتي المهنية في هذا المجال، من خلال شركة "Fractalnine"، التي أسستها بنفسي.

أما موضوع تنظيم الأعراس، فبدأ كهواية ووسيلة للتسلية، اذ أن المحيط من العائلة والأصدقاء، كانوا يطلبون نصائحي حول حفلاتهم، وكنت بدوري أساعدهم من خلال تقديم الأفكار وتنفيذها.

ولكن بعد فترة، قررت الانطلاق بجدية، فسافرت الى الخارج وأحضرت عددا من المواد والأدوات والاكسسوارات الجديدة، التي تميزني عن الشركات الأخرى الموجودة في السوق ال​لبنان​ي.

وعام 2014، افتتحت شركة "SAMA Events" (www.samaeventslb.com)، واخترت "سما" على اسم ابنتي.

ولا بد من الاشارة الى أن منظمي الأعراس المعروفين، يرسمون حفل الزفاف قبل تنفيذه، ومن هنا، عمدت أيضا الى رسم الأعراس والتركيز على أدق التفاصيل، وذلك من خلال شهادتي الجامعية في تصميم الديكور. ومع الوقت، بدأت بتقديم الحفلات الخيالية والحصرية. ونحن نعمل في الوقت الحاضر، على تنظيم مختلف أنواع الحفلات والمناسبات، لكن تركيزنا الأكبر يبقى على الأعراس.

كيف نجحت في تكوين قاعدة من الزبائن خلال هذه الفترة القصيرة؟

السنة الأولى كانت حتما الأصعب، وذلك بسبب افتقادنا الى محفظة تضم حفلاتنا السابقة، وبالتالي كنا الى حد ما، "نبيع السمك في البحر". وكنا نطلب ثقة العملاء "العمياء"، اذا صح التعبير.

وبعد انقضاء هذه الفترة، أصبحت الأصداء الايجابية من الناس، والنتائج المحققة، ورضا ​الأزواج​ الذين تعاملنا معهم، بمثابة عوامل لاستقطاب المزيد من الزبائن.

ومن جهة أخرى، استعنا بوسائل التواصل الاجتماعي من أجل الانتشار بشكل أكبر.

وسائل التواصل الاجتماعي هي سيف ذو حدّين. هل تعانين من مشكلة النسخ والتقليد بسبب ​صور​ الحفلات المنشورة؟

منظمو الأعراس الذي يعملون بالمستوى ذاته التي نتبعه في "SAMA Events"، لن يعمدوا الى التقليد، لأن هذه الخطوة سوف تؤذيهم بالدرجة الأولى.

وبالتالي على كل شخص أن يثبت إبداعه، ويظهر أسلوبه، ويترجم رؤيته من خلال أفكاره.

أما الشركات الأقل مستوى، فإن تقليدهم لن يؤثر فينا، كما لن نركز عليه أو نوليه أي اهتمام. لكن أعتقد أن عدد المقلدين تراجع كثيرا في الآونة الأخيرة، بسبب انتشار المواقع الاجتماعية وانفتاح الناس على بعضهم البعض.

ما هي العوامل التي تميز خدمات شركتك عن غيرها؟

المنافسة باتت واسعة بسبب تزايد عدد منظمي الأعراس في لبنان، ولكن البعض منهم تمكنوا من إثبات أنفسهم، في حين أن البعض الآخر فُقد في دوامة السوق.

ومن هنا، أسعى لتكون جميع حفلات "SAMA Events" مختلفة ومميزة. كما يهمنا تقديم المواضيع (themes) المدروسة، وتنفيذها بأدق تفاصيلها. اذ نركز على أن يكون كل زفاف مشابها لأصحابه – أي العريس والعروس - طبعا مع إضافة لمستنا الخاصة. ولهذا السبب، نتعرف الى شخصية العروسين عن كثب، ونتعمق في صفاتهما.

هل أن خدمات "SAMA Events" متوفرة للميزانيات كافة؟

نهتم بنوعية الأعراس بدلا من الكمية، وبالتالي، نتوجه الى الفئات المتوسطة والعالية، ولا نستلم الحفلات ذات الميزانيات المنخفضة. ولهذا السبب، قد نواجه أحيانا بعض المشاكل والتحديات، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار السائدة في البلاد.

ما هو الإنجاز المهني الأكبر الذي حققته الى حد اليوم؟

أشعر منذ انطلاقة الشركة، أنني أحقق يوميا إنجازا ما، وأصل الى مستويات جديدة. فأنا لا أشعر إطلاقا بالملل من عملي، بل على العكس، أجد نفسي فيه.

ما هي الصفات التي ساعدتك على تحقيق التقدم؟

المرأة التي تختار الغوص في عالم الأعمال والتفاعل مع الناس، ستتعرض الى العديد من المواقف الإيجابية والسلبية.

ولهذا السبب، عليها أن تفرض ذاتها من خلال ​الثقة بالنفس​، والشخصية القوية، والمثابرة، دون التخلي طبعا عن صفة الرقة التي تميزها كأنثى. كما عليها أن تكون "قدا وقدود"، ولا تتعامل بمرونة مع الناس، على الدوام.

وعندما يتعلق الأمر بالزبائن، عليها أن تكون منفتحة وجديرة بالثقة.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

نطمح الى افتتاح فروع أخرى لـ"SAMA Events" خارج لبنان، ونتمنى تحقيق هذه الخطوة في المستقبل القريب.

كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين شركتك الخاصة وحياتك العائلية والاجتماعية؟

أسست الشركة بعد أن أصبحت ابنتي سما تبلغ من العمر سنة واحدة. ولكن رغم طلاقي وزيادة مسؤولياتي كأم، أنجح تماما في تحقيق التوازن في حياتي، بسبب درايتي الكاملة في كيفية تنظيم أوقاتي وجدول أعمالي.

اذ أن ابنتي سما هي أولويتي، كما أن شركتي "سما" هي ابنتي الثانية، وأولوية أيضا بالنسبة لي. وأعتقد أنني قادرة على أن أكون أم جيدة، وسيدة ​أعمال ناجحة​ في الوقت ذاته.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

تلقيت الدعم الكامل من والديّ، فقد وقفا الى جانبي دائما، وقدما لي كل الدعم اللازم، أكان على الصعيد المعنوي أو المادي.

ما هي نصيحة دارين أبي هنا للمرأة؟

الله أعطى المرأة دورا أساسيا، وهو الشغف في تأسيس عائلة وإنجاب الأطفال. ولكن عليها في المقابل، أن تمارس أيضا دورها الثاني، والذي يتمثل في أن تكون مستقلة، ذكية، وقوية؛ وبالتالي قدوة للجيل الذي تربيه، وسندا لنفسها.

ومن هنا، أنصح المرأة أن تلتفت الى احتياجاتها الخاصة وتهتم بذاتها؛ اذ عليها أن تجد نفسها، دون أن تسعى لتكون رجلاً!