سلطت مجلة"The Economist"البريطانية الضوء على ما يعانيه ​الإقتصاد الأميركي​ من إمكانية تحوله للركود في ضوء الحرب التجارية بين ​الصين​ والولايات والمتحدة والمواجهة بين ترامب ورئيس المجلس الإحتياطي الإتحادي الأميركي.

وتقول المجلة إنه ليس من السهل أن تكون محافظًا للبنك المركزي في ​الولايات المتحدة​ هذه الأيام في ظل ما يعانيه الإقتصاد. جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الإتحادي تعرض للكثير من المضايقة والمتابعة في الأشهر الأخيرة.

ويعتقد بعض المحللين أنه كان متشددًا للغاية، على الرغم من أنه خفض ​سعر الفائدة الرئيسي​ للاحتياطي الإتحادي بمقدار 25 نقطة أساس في الشهر الماضي، فيما "يجب عليه خفض أسعار الفائدة بشكل أكثر قوة".

أما الرئيس ​دونالد ترامب​، الذي عين باول، يعدُ الآن من أشد منتقديه، وقد غرّد مؤخراً على تويتر: "كالمعتاد، مجلس الاحتياطي الاتحادي لم يفعل شيئا! لدينا دولار قوي جدا ومجلس احتياطي اتحادي ضعيف جدا... سؤالي هو، من هو عدونا الأكبر، جاي باول أم الرئيس تشي؟".

وتشير"The Economist"إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة حاليا يبلغ 3.7 %، وهو أدنى مستوى له في خمسة عقود.

فيما ارتفع معدل مشاركة (العمال في سن الشباب) الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 54 عاماً في إجمالي القوى العاملة، على الرغم من أنه لا يزال أقل مما كان عليه قبل ​الأزمة المالية​ منذ عام 2015.

وتقول المجلة البريطانية إن المستثمرين لا يزالون قلقين في ضوء الحرب التجارية الأميركية مع الصين والتي لا تظهر أي علامات على التراجع. فيما ينمو قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة بأبطأ وتيرة له منذ نحو ثلاث سنوات.

وفي غضون ذلك يبدو أن ​ألمانيا​ القوة الاقتصادية الأكبر في ​أوروبا​، تميل إلى ​الركود​. ولم تساعد الأخبار الأخيرة الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأميركية على تحسين الأمور.

ففي 21 آب، قامت الوكالة بمراجعة أرقامها، قائلة إن أصحاب العمل أضافوا نصف مليون وظيفة أقل في السنة المنتهية في آذار 2019 مقارنة بالتقرير السابق.

وإضافة إلى ذلك يرسل سوق السندات إشارات مقلقة. إذ يتجاوز العائد على السندات ​الحكومية الأميركية​ قصيرة الأجل حاليًا ديونها طويلة الأجل.

وتؤكد"The Economist"أن هذه "الانقلابات" سبقت كل فترات الركود السبع الماضية التي عاشتها الولايات المتحدة.

وقالت تشير التوقعات الصادرة عن بنك الاحتياطي الإتحادي في نيويورك في الثاني من آب، بناءً على البيانات التاريخية من سوق السندات الحكومية، إلى أنهناك فرصة بنسبة 31 % للركود خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

وتقول المجلة البريطانية إنه من شأن أحدث البيانات الإقتصادية أن تسفر عن توقعات أكثر رعبا، وإن قلق ترامب كان واضحاً حيث طرح فكرة إصدار موجة جديدة من التخفيضات الضريبية.

وتشير ​الأسواق المالية​ حاليًا إلى أن الاحتياطي الاتحادي لديه فرصة بنسبة 98 % في تخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل بحلول شهر أيلول المقبل.

وتنهي"The Economist" بالقول إنه يجب الإنتظار لرؤية ما إذا كان مثل هذا الخفض يُعدُّ كافياً لمنع الركود في الإقتصاد الأميركي.