برعاية وحضور رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ال​لبنان​ية، كلودين عون روكز، أطلقت بلدية حمّانا مشروع "دعم ​السياحة​ البيئية في حمّانا" الذي قامت بتنفيذه السيدات في البلدية، وذلك ضمن إطار برنامج: "تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني في لبنان"، المنفذ من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي "GIZ"، والمموّل من ​الحكومة الألمانية​، ضمن البرنامج الإقليمي: تمكين ​النساء​ في صنع القرار في ​الشرق الأوسط​ LEAD.

ويأتي هذا الحفل ليختتم التدريبات التي شاركت بها النساء العضوات والموظفات في المجلس البلدي حول إدارة المشاريع والقيادة والتغيير وتطوير مهاراتهن وقدراتهن، والتي هدفت إلى إعداد وتنفيذ مشاريع تراعي المساواة بين الجنسين وتستجيب للحاجات الأساسية لبلدتهن.

واختارت سيدات حمّانا تخصيص الدعم المقدم من هذا المشروع لوضع علامات تحدد الاتجاهات في دروب جبل حمّانا، وتركيب Zip Line (تيروليان)، تحت إشراف السيد أندره بشارة، منسق السياحة البيئية في جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL، وذلك دعماً للسياحة البيئية.

وحضر حفل الإطلاق ​رئيس بلدية​ حمّانا، فادي صليبي، ورئيس البلدية السابق، بشير فرحات، مديرة حافظة البرامج في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "GIZ"، صوفيا بالمس أعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة وفعاليات وأهالي المنطقة.

استهل برنامج الحفل بجولة قام بها الحاضرون في طبيعة جبل حمّانا تعرّفوا خلالها على مشروع السياحة البيئية مروراً بـ"Zip Line" واختتم الحفل في منطقة "الشاغور" في الجبل.

وبعد كلمة ترحيبية لمنسقة مكتب التنمية المحلية في البلدية، لورا البيري، ألقى رئيس البلدية، فادي صليبي كلمة أكد فيها أن "إن بلدية حمانا تضع كل مقدراتها بتصرف الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ."

وبعد كلمة الآنسة بالمس ممثلة "GIZ"، اختتم الحفل بكلمة كلودين عون روكز، والتي قالت فيها: "في كلّ مناسبة نطلق خلالها مشروعاً من إعداد وتنفيذ وإشراف سيدات، أتساءل عن كمية الطاقات التي يخسرها المجتمع والوطن، حين تُستَبعَد النساء عن مراكز صنع القرار السياسي والإقتصادي والاجتماعي. لا يزال المجتمع يحصر المرأة بدورها التقليدي، ولا يعترف بدورها كمواطنة كاملة، ولا تزال قوانيننا تميّز ضد النساء، ولا تضمن لهن حقوقهن الإنسانية الطبيعية."

وتابعت: "المرأة تتعلم، وتنجح، وتدخل سوق العمل، وتتبوأ المناصب المهمة، وفي معظم الأحيان حين تتزوج، نخسر طاقاتها وخبراتها لأن القانون لا يؤمن لها ساعات عمل مرنة تتناسب مع مسؤولياتها العائلية، ولأن القانون نفسه، المجحف بحق المرأة، لا يعطي إجازة أبوة كافية لكي يستطيع الأب تحمل المسؤولية مع الأم في الإهتمام بالأطفال ورعايتهم. وبالتالي، تشكّل قوانيننا، إلى جانب العقلية الموروثة السائدة، عائقاً أساسياً أمام استمرار المرأة بالمشاركة في سوق العمل، وفي مراكز صنع القرار."

وأشارت إلى أنه "إنطلاقاً من تطوّر المجتمعات وحاجاتها، ومن الدور التاريخي النهضوي الذي قامت في النساء عبر التاريخ، تأسست الهيئة الوطنية لشؤون ​المرأة اللبنانية​ عام 1998 بهدف تعزيز أوضاع المرأة وتأمين فرص متكافئة بينها وبين الرجل، وما زلنا حتى اليوم، نسعى لتعديل القوانين التي ما زالت تميّز ضدّ المرأة، ولرفع مكانتها في المنظومة التشريعية كما في مختلف مسارات الحياة. إنخراط النساء في المجال السياسي وعملهن في الشأن العام على المستوى المحلي والوطني، هي من أهم الخطوات التي من شأنها إن تطوّر مجتمعنا وتغنيه، ذلك لأن معظم بلداتنا، وهنا طبعاً لا أتكلم عن حمانا، ليست نظيفة و منظَّمة ومضاءة، وشوارعنا ليست مزروعة بالأشجار و​الأزهار​، وأرصِفتنا لا تطابق المعايير التَّصمِيمِّية العامة. من هنا، نحن نطالب بتضمين القانون الإنتخابي، النيابي والبلدي، كوتا نسائية، تضمن مشاركة أكبر للنساء في صنع القرار السياسي والإنمائي والإقتصادي. فالثروة النسائية حاضرة وجاهزة ولم تهاجر، أدعو المسؤولين أن يستفيدوا منها، ويداَ بيد نحمي ونبني الوطن."

وأضافت: "في هذه المناسبة، يسعدني أن أحيّي سيدات بلدية "حمّانا"، اللواتي اخترن أن يقمن بمشروع "دعم السياحة البيئية"، في إطار برنامج "تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني" الذي تتعاون الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بتنفيذه مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي. كما أحيّي رواد ورائدات العمل البلدي في حمانا، الذين لا يوفرون جهداً لتحقيق التنمية المستدامة في بلدتهم على الأصعدة كافة، ومن خلال حماية درب الجبل اللبناني وحماية الطيور، يقومون بدعم السِياحة البيئية، ويلقون الضوء على جمال طبيعة حمانا ويحافظون على بيئة نظيفة ومستدامة. فتقدّم الشعوب يقاس من خلال قدرتها على الحفاظ على بيئة سليمة ونظيفة."

وختمت: "شكراً لبلدية "حمانا" ولرئيسها، لتعريفنا على جمالات البلدة، وشكراً للوكالة الألمانية للتعاون الدولي وللحكومة الألمانية اللتان أتاحتا لنا الفرصة لنتشارك مع سيدات البلدية في المساهمة بدعم السياحة البيئية. أدعو كلّ الناس أن يزوروا حمانا ويتمتعوا بجمال طبيعتها."