لا أحد منا يعلم من أين يمكن أن تأتيه الفكرة التي ستضعه على طريق النجاح، وقصة ​مريم​ فضل الله هي أكبر دليل على ذلك. اذ عملت الشابة ال​لبنان​ية على تحويل فكرتها الى مشروع تجاري، ولم تقف عند هذا الهدف فحسب، بل سعت بشكل متواصل، الى إضافة الأفكار الجديدة التي تسهم في تطوير هذا المشروع وتوسيع حجمه.

لكن الفكرة وحدها لا تكفي، ولهذا السبب ركزت مريم على التنظيم الجيد، وحددت أهدافها وخططت لها بدقة، كما تحلِّت بثقة عالية في النفس.

وفي حين يُقال أن "الجودة تعني أن تؤدي عملك على أكمل وجه حين لا يراقبك أو يراك أحد"، طبقت مريم هذا القول بالفعل، اذ لطالما وضعت مصداقيتها بالدرجة الأولى، ولم تساوم يوما على نوعية المنتجات التي تقدمها، ولهذا السبب تعمد دائما الى تحضيرها بنفسها من الألف الى الياء، مهما كثرت الطلبيات وازدادت الضغوط.

صاحبة العلامة التجارية مريم فضل الله، خصّت موقع "الاقتصاد" بهذه المقابلة الحصرية والمميزة:

كيف قررت إطلاق "African Kiss"؟

"African Kiss" هو زيت للتسمير مصنوع في المنزل، أستخدمه منذ أكثر من خمس سنوات. وكان أصدقائي يطلبون مني وصفة هذه الخلطة، كلما رافقتهم الى الشاطئ، لكنني كنت أرفض ذلك دائما.

وذات مرة، قررت بيع هذا ​الزيت​، فقمت بإنتاج 500 زجاجة فقط، ومن خلال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بيعت كاملها خلال شهر واحد؛ ومنذ ذلك الوقت، بدأ الطلب بالتزايد شيئا فشيئا، حتى أطلقنا العلامة التجارية مؤخرا بشكل رسمي.

ولا بد من الاشارة الى أن منتجاتنا طبيعية 100%، وبالتالي لا تؤثر سلبا على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، ولا تؤذي البشرة. وبالاضافة الى ذلك، ما زلت أحضر الزيت بنفسي في كل مرة، من أجل الحفاظ على الجودة والنوعية الممتازة.

من أين أحضرت بالوصفة المستخدمة لصنع "African Kiss"؟

كنت أعيش بين لبنان و​إفريقيا​، وما زلت الى حد اليوم أسافر كل فترة لإحضار الزيوت الصافية والنقية، المستخدمة في "African Kiss". وبالتالي أخلط زيت جوز ​الهند​ مع زبدة الشيا و​الماء​، وأضيف بعض المكونات السرية، للحصول على زيت فعال وذات رائحة رائعة.

كيف ينافس "African Kiss" المنافسة المحلية والعالمية، وخاصة من قبل الأسماء والعلامات التجارية الكبرى؟

لم أدخل الى السوق كمنافِسة، وذلك بسبب وجود شركات كبرى في السوق منذ سنوات طويلة. ولكن ردود الفعل من الصيدليات ضمن مدينة بيروت، تؤكد أن "African Kiss" هي بين المنتجات الثلاثة الأكثر طلبا ومبيعا.

وبالتالي عندما يريد الانسان الوصول الى هدف معين، سيركز على هذا الهدف بالتحديد، دون الالتفات الى المنافسة أو الاهتمام بها وبضغوطها.

لكن مصداقيتي فوق كل اعتبار، وحتى عندما يتكلم الناس عن منتجات أخرى موجودة في السوق، أعطي رأيي ​بصراحة​، من الناحية الايجابية والسلبية، على حد سواء.

هل حققت "African Kiss"، الى حد اليوم، النتائج المتوقعة منها؟

لا أبالغ عند القول أنني لم أكن أتوقع الوصول الى هذه المرحلة في "African Kiss"، فقد بدأت بالعمل للمتعة فقط، وبالتالي لم أعرف أن هذا المشروع سوف يزدهر بهذه الطريقة، وينال كل هذا النجاح.

ولا بد من الاشارة هنا، الى أن نشاطنا العملي متواصل ولا يتوقف أبدا، فعندما تتراجع الحركة في لبنان خلال فصل الشتاء، تزدهر في المقابل في ​دول الخليج​.

ما هو الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق لمشروعك؟

من المؤكد أن وسائل التواصل شكلت عاملا أساسيا في نجاحنا، فمن خلالها انطلقنا وتعرف الناس الينا. اذ ركزت، في بداية الطريق، على ​الاعلام الاجتماعي​ بشكل محترف، ولولا ذلك، لما تمكنت من التسويق لمنتجاتي وبيعها.

كما أن هذه الوسائل ساعدتنا على إيصال "African Kiss" الى مختلف دول العالم.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

انطلقنا في شهر أيار 2017، وفي الوقت الحاضر نعمل على تقديم عبوة بتصميم جديد، كما نسعى الى إطلاق المزيد من ​مستحضرات التجميل​ الطبيعية 100%؛ مثل زيت جوز الهند وزبدة الشيا الصافية.

وخلال الشهر الماضي، قدمت مجموعة جديدة من الأقمشة الإفريقية المصممة بطريقتنا المميزة والعصرية. وقد كشفنا عن 12 قطعة فقط، تتّسم كل واحدة منها بالفرادة.

هل كان محيط داعم لكِ ولمشروع "African Kiss"؟

محيطي لم يكن داعما، كما لم يكن غير داعم أيضا. لكن البعض نظر الى المشروع في بداية الطريق، بقليل من الاستخفاف، وذلك لأنني ​نلت​ إجازة في إدارة الأعمال من "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU"، ولم يتقبلوا فكرة أنني أريد بيع الزيوت!

ولكن بعد أن شاهدوا النتيجة التي حققتها في مشروعي، تغيرت النظرة حتما.

هل تعانين من أي صعوبة في تحقيق التوازن في حياتك بسبب هذا المشروع؟

أنا قادرة تماما على التنسيق بين جوانب حياتي كافة، وذلك لأنني لا أعمل بشكل يومي؛ فعلى سبيل المثال، أتعب على مدى ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع، من أجل تحضير كميات كبيرة من الزيوت، ومن ثم أسلّمها الى شركات التوصيل والتسويق لكي تهتم بتوزيعها.

ما هي الصفات التي ساعدتك على الوصول الى ما أنتِ عليه اليوم؟

سر النجاح يكمن في عدم الالتفات الى الآخرين، بل العمل على صقل مهاراتنا الخاصة وتحسين منتجاتنا وتوسيع مشاريعنا.

ومهما اشتدت حدّة المنافسة، علينا التحلي بالثقة بالنفس، وبهذه الطريقة سنصل الى أبعد الحدود.

نصيحة الى المرأة.

أنصح وأشدد، أن تعمل المرأة على تطبيق أفكارها وتحقيق أهدافها، وكل ذلك من خلال العطاء من أعماق قلبها.