شاب ​لبنان​ي طموح عمل على ترسيخ السياحة في منطقته مع عائلته، فكان خير مثال على ​الشباب​ المؤمن بوطنه وفي البقاء فيه رغم كل الظروف التي يمر بها.

تخصص في مجال ​المحاسبة​ واستطاع مع والده وشقيقه ان يساهم في خلق فرصة حياة لمنطقة كانت تعتبر ميتة نتيجة الاحتلال الاسرائيلي لها طيلة 30 عاماً. وعمل على تحويل تلك المنطقة الى واحة سياحية اذ ان المشروع قائم قرب قلعة تاريخية وهي قلعة الشقيف في بلدة ارنون قضاء النبطية.

بعد تخرجه من الجامعة، وضع خططاً لعمله بالشراكة مع عائلته وقد ادى هذا الامر الى نجاحه في ميدانه وميزه عن غيره من المشاريع السياحية في المنطقة.

للاطلاع اكثر على تجربة هذا الشاب الواعد، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع المدير التنفيذي لمنتجع "​القلعة​" السياحي في منطقة أرنون حسين حمدان.

- حسين حمدان: من هو؟ وما هي ابرز المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

تخصصت في مجال المحاسبة وتخرجت من ​الجامعة اللبنانية الدولية​ في العام 2014. وعملت في مجال التعليم المهني الرسمي في منطقة الجنوب بالاضافة الى انني اتولى منصب المدير التنفيذي للمشروع. وكان المشروع قد أسسه والدي في العام 2003 في منطقة أرنون في قضاء النبطية قرب قلعة الشقيف وذلك بعد فترة التحرير من الاحتلال الاسرائيلي في العام 2000. وكان المشروع عبارة عن ​مطعم​ وتراس يستطيع ان يستقبل 200 شخص. الا ان حرب تموز 2006 قضت على المطعم فعاودنا العمل به في العام 2008 بعد اعادة التأهيل والترميم.

وخلال هذه الفترة كان والدي لا يزال مشرفاً على المشروع فيما قام شقيقي بالتخصص في ادارة الفنادق لنكمل بعضنا بعضاً في الادارة. وفي العام 2010 افتتحنا فندقاً الى جانب المطعم مؤلف من 10 غرف وفي العام 2012 قمنا باضافة 10 غرف جديدة حتى العام 2014 مع اضافة 5 غرف جديدة ومسبح وصالة للاعراس. وقد اخذنا تصنيف "Resort " فيما بعد ونحن نعمل حالياً للحصول على تصنيف من فئة 4 نجوم .

- ما هي ابرز الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

يقع المشروع في منطقة نائية في ​جنوب لبنان​ ونبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية حوالي الكيلومترين والعمل هو موسمي اذ اننا نواجه صعوبات في فصل الشتاء. أضف إلى ذلك، ان المنطقة كانت مهمولة نوعاً منذ فترة ليست ببعيدة الا ان الوضع تحسّن بعد ان شهدت قلعة الشقيف مشروع ترميم وصيانة الامر الذي ادى الى زيادة في الحركة السياحية. كما ان الحرب الاخيرة الاسرائيلية الاخيرة على لبنان اثرت بشكل كبير علينا وخاصة واننا كنا قد بدأنا بالعمل في العام 2003 ثم بدأنا بالعمل من الصفر من جديد بعد الدمار الهائل الذي لحق بالمشروع في العام 2006.

وبشكل عام، المشاريع السياحية في لبنان تأثرت بشكل كبير بالوضع الاقتصادي والسياسي والامني اذ ان اقل حدث امني يمكن ان يهز الوضع فتلغى الحجوزات بشكل فوري. نحن نعتمد بشكل كبير على اهالي الجنوب الذي يقطنون في بيروت او حتى اهالي كسروان الذين يرغبون بتغيير منطقتهم وزيارة الجنوب للتعرف اليه اكثر واكثر.

- ما هي الصفة التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

لدي طموح كبير في حياتي العملية وتجلى ذلك من خلال استقطاب اشخاص من خارج المنطقة فعلى سبيل المثال اقمنا حفلاً فنياً للفنان زياد الرحباني جمع اكثر 1200 شخصاً وهناك 800 شخص من المناطق اللبنانية الاخرى أتوا للمشاركة في هذا الحفل الذي كان ناجحاً. كما ان لدينا عدد من المشاريع والحفلات المقررة ولكن تم تأجيلها نظراً للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الذي يمر بها لبنان، وخاصة ان اقبال ضعيف على ​اقامة الحفلات​ الفنية هذا العام ونأمل خيراً بشكل عام.

- كيف ترى الحركة السياحية في لبنان بشكل عام وفي منطقة الجنوب بشكل خاص؟

بالنسبة لنا فان عملنا في المنتجع يعتمد على زبائن لبنانيين مغتربين حيث انه وبمجرد ان موسم الاصطياف يبدأ، يتحرك العمل بقوة. وبالنسبة للسياح الاجانب، فهناك اعداد غير قليلة تنزل في الفندق وكون الاخير يقع في منطقة قطاع شمال الليطاني فالتصاريح التي يجب ان تعطى للاجانب للدخول الى منطقة جنوب الليطاني تعرقل الامور بعض الشيء، وخاصة وانهم لا يحتاجون الى تصاريح من الجيش للقدوم الى الفندق كونه موجود في شمال الليطاني. وهناك فكرة بان منطقة الجنوب بالنسبة للاجانب والعرب هو تحت وضع امني غير صحي ويجب ان يتم معالجته. 

- ما هي مشاريعك  المستقبلية؟

نحن في تطوير مستمر للمنتجع ونخطط لاضافة 3 بانغالوز ومسبح خاص، كما اننا قمنا افتتحنا صالة كبيرة خاصة للمعارض والحفلات والمشاريع السياحية والمؤتمرات واطلقنا عليها اسم "SIEL". نواجه صعوبات كثيرة ولكن اذا توقفنا عندها لن نستطيع الاستمرار والمهم هو ان نتخطاها بشكل كبير ونستمر في العمل لنصل الى اهدافنا المنشودة دائماً.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية والسياسية التي يمر بها بلده؟

الهجرة ليست امراً مهماً ويجب على الطاقات الشبابية ان تضع وتستثمر جهودها في لبنان كي نستطيع ان نصبح بلداً متحضراً اكثر والهجرة تضيع هذه الفرصة.