منذ اسابيع والبلاد تعيش في شبه حال استنفار عام ترقباً لما سيصدر عن مؤسسة التصنيف الدولية "​ستاندرد آند بورز​" خلال الساعات المقبلة بخصوص تصنيف ​لبنان​ الجديد. الجميع في حال استنفار بلغ حد الهلع، وكأنّ مستقبل البلد بات رهناً لتقرير "ستاندرد آند بورز".

المتابعة والخوف لم يقتصر على اهل السياسة واهل المعرفة والاختصاص بالتصنيفات، انما امتد ليشمل عامة الناس الذين لم يسمعوا مرة بمؤسسات التصنيف الدولية ولا بمهامها ولا بدرجات التصنيف التي تعطيها للدول وحتى لتداعيات هذه التصنيفات.

الحكومة، وعلى ما يبدو، ذهبت بعيداً، ولاسباب مجهولة حتى الساعة، في تعظيم وتكبير ما سيصدر عن الوكالة المذكورة، وكأنّ المحافظة على درجة لبنان الائتمانية (المتوسطة نسبياً) سيلغي الحقائق المالية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، وهي بمعظمها سلبية. كما ان تخفيض تصنيف لبنان من "B-" الى "CCC" سيتسبّب في ​افلاس​ البلاد. 

"الهمروجة" القائمة منذ اسابيع لا معنى لها عدا زرع الخوف في قلوب الناس لا سيما منهم اصحاب المدخرات الصغيرة والمتوسطة، فالوضع الاقتصادي والمالي بتصنيف سلبي ام ايجابي ليس بهذه الخطورة، كما ان الحديث عن تدخلات من الحكومة اللبنانية مع ​الولايات المتحدة الاميركية​ و​الاتحاد الاوروبي​ والمؤسسات المالية الدولية لحث "ستاندرد آند بورز" على عدم تخفيض تصنيف لبنان الائتماني له اي معنى، وهو يعني ان النموذج اللبناني القائم على الواسطة انتقل الى العالم.

الخبير المالي والمصرفي جو سروع قال لـ"الاقتصاد" ان التقرير المنتظر من ستاندرد آند بورز وباي صيغة جاء لا يعني ابدا نهاية لبنان. صحيح ان خفض تصنيف لبنان الائتماني له دلالات سلبية في الخارجية الا ان ذلك لا يعني وصول البلاد الى الانهيار المالي والاقتصادي، انما علينا، اي على الحكومة، ان تأخذ بجدية كل ما سيرد في هذا التقرير والعمل سريعاً على تجاوز الازمات التي تحيط بنا على مستوى الجيوسياسي ام على مستوى ما نفتعله نحن في الداخل من ازمات وما نضيعه من فرص مثال تضييعنا لايجابيات اقرار ​موازنة​ 2019 على خلفية احداث قبرشمون التي اثمرت انقطاعاً لجلسات ​مجلس الوزراء​ لمدة تزيد عن الشهر".

وقال سروع "دائماً الامل موجود في تجاوز تداعيات وكالات التصنيف الدولية ونحن نأمل ان يبدأ العمل الحقيقي في مرحلة الاتقاذ الاقتصادي والمالي ولمرحلة تغيير صورة لبنان في الخارج مع البدء بتطبيق موازنة العام 2020. فهذه مرحلة جديدة سنمر بها وفرصة جديدة علينا ان نضيعها".

وختم قائلاً: "علينا العمل بشفافية وبالالتزام الناجز بالاصلاح وتوفير الاستقرار السياسي الدائم".

الجدير ذكره ان تخفيض تصنيف لبنان الائتماني من قبل مؤسسة "ستاندرد آندر بورز" لدرجة "CCC" يعني ان البلد المصنّف بهذه الدرجة ضعيفاً ويعتمد على الظروف.