مضى ​عيد الأضحى​ المبارك هذا الأسبوع ولم يبقَ سوى القليل على انتهاء موسم الإصطياف، هما فترتان عملت وزارة ​السياحة​ بطاقمها الكامل وعلى رأسه الوزير لضمان استثنائية نجاحهما.

وعلى الرغم من الجو المشحون الذي شهدته الفترة الماضية، الا أن الوزير أفيديس كيدانيان لم يملّ ولم يتوانى أبداً عن الإستمرار بالدعم الكامل لكافة النشاطات التي من شأنها أن تعيد الرونق الى قطاع يعاني الأمرّين من سياسيين لا يتحلّون بذرّة مسؤولية تجاه بلدهم.

هل نجح الموسم كما كان متوقعاً له؟ ما هي الجنسيات التي اختارت ​لبنان​ لتقضي إجازتها الصيفية فيه هذا العام؟ أين نحن من المنافسة مع البلدان المجاورة؟ وهل تأثرت الحركة السياحية بالأوضاع السياسية التي رافقت بداية الموسم؟ لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع نقيب أصحاب ​الفنادق​ ​بيار الأشقر​:

كيف كانت الحجوزات في فترة ​العيد​؟ وما هي الجنسيات الأكثر إقبالاً هذا العام؟

فترة العيد التي تتراوح مدتها بين 4 أو 5 أيام كانت ممتازة في كافة المناطق اللبنانية ونسبة اشغال الفنادق كانت أعلى من 90%، لكن السياحة بأغلبها كانت داخلية، أهل طرابلس في إهدن وأهل صيدا في جزين، وهكذا...

في المناطق خارج العاصمة بيروت، لم يكن هناك عدد كبير من الأجانب ولا حتى العرب. رأينا أعداد مرتفعة من الخليجيين في شهر حزيران، نعم، ولكن بعد ذلك جرت العديد من التطورات السياسية ليس فقط لبنانياً بل عالمياً أيضاً كالتوترات بين ​الولايات المتحدة​ و​إيران​ والتي كان متوقع لها حرب في المنطقة التي يقع ضمنها لبنان، الأمر الذي أدى الى تراجع عددهم بشكل كبير.

إذاً، الارقام لم تكن بحجم التوقعات التي عقدت على هذا الموسم؟

أبدًا، كان لدينا الكثير من الآمال المعلّقة على هذا الموسم، عملنا جميعنا جاهدين لضمان نجاحه الا أن المناخ السياسي لم يأتِ كما نشتهي، بشهادة وزير السياحة أفيديس كيدانيان الذي أكد أنّ كلّ "خضّة" أمنيّة أو سياسيّة تترك أثرًا على الجسم السياحي اللبناني.

كيف كان تأثير أحداث الجبل على الحجوزات في الشوف وعاليه؟

لم نتمكن من تحقيق طموحاتنا لهذا الموسم نتيجة لعدد من الأحداث أحدها حادثة قبرشمون. هذه الحادثة أثارت الريبة في نفوس الجميع، حيث انتشرت ​الشائعات​ عن فتنة درزية – درزية و درزية – مسيحية، وحرب أهلية، هذا الأمر طبعاً أخاف السائح.

هل تتوقع أن تستمر هذه الوتيرة من الإنخفاض حتى نهاية موسم الصيف؟

مع بداية شهر أيلول، تنطلق السنة الدراسية في كافة البلدان فتتراجع الحركة السياحية، لكن ككل عام نعوّل على بدء ​سياحة المؤتمرات​ ورجال الأعمال والمعارض في هذه الفترة.

كيف يمكن أن نصف أسعار الغرف في الفنادق اللبنانية؟ هل يمكنها المنافسة مع البلدان الأخرى في منطقتنا؟

الأسعار في لبنان هذه الفترة منخفضة جدًّا نسبةً لمحيطنا. في المقارنة مثلاً بين لبنان و​تركيا​، إذا أراد السائح أن يحجز في فندق (شخصياً، وليس إن كانت رحلته عبر الشارتر)، سيجد أن الأسعار في تركيا أعلى من الأسعار في لبنان، وليس كما يظن الجميع.

يجري الحديث اليوم عن أزمة نفايات، كيف سيكون تأثيرها إن تفاقمت؟

لا أعتقد أن السياحة ستتأثر بمشكلة ​النفايات​، وحتى اليوم لم يظهر شيء للسائح، لأن المناطق التي تعاني من هذه المشكلة ليست مناطق سياحية، ما عدا إهدن التي ظهرت فيها أزمة نفايات مستجدّة، ولكن لا بأس...جميعنا نعلم أننا في نابولي الإيطالية، وهي منطقة سياحية بامتياز، يمكن أن نرى هكذا مشاهد، وليس نابولي وحدها، هناك العديد من المناطق السياحية في بلدان أخرى قد تعاني من هكذا أمور.

كيف تساهم المهرجانات الفنية التي باتت تعمّ كافة المناطق اللبنانية خلال الصيف، على الحركة السياحية؟

المهرجانات تنشّط السياحة الداخلية، لكن لا أحد يأتي الينا من بلد آخر ليحضر حفل فني. لا شك طبعا أنها تخلق جوًّا من المنافسة الجميلة بين المناطق ولكنها لا تجذب السيّاح من الخارج.