الضائقة المعيشية التي يعاني منها غالبية المواطنين ال​لبنان​يين، ألقت بظلالها على الأسواق في مختلف المناطق، وسرقت بهجة الاحتفال ب​عيد الأضحى​ المنتظر.

لم يتغير المشهد عن ما كان عليه في السنوات الأخيرة الماضية، فبعد أن كان التجار ينتظرون فترات الأعياد ويعوّلون عليها لزيادة مبيعاتهم، باتوا اليوم لا يتفاجأون من الواقع الذي يتكرر عيدا بعد عيد، وسنة بعد سنة. فالمناسبات الرسمية والاحتفالية لم تعد تشكل دافعا لرفع نسب الاستهلاك، وذلك رغم الأسعار المنافسة والتخفيضات التي تلجأ اليها المؤسسات، ولو في غير موعدها المعتاد. كما أن فترات الأعياد باتت مشابهة للأيام العادية، لا بل أسوأ حتى!

والسبب في ذلك يعود الى تدني القدرة الشرائية، وتضاعف الأعباء المادية، وضبابية المشاكل اليومية، وارتفاع غلاء المعيشة وضعف السيولة. ومن هنا، يكتفي المواطن العادي بشراء الحاجات الضرورية فقط.

فكيف كانت الأوضاع في أسواق عاليه؟ هل نجح عيد الأضحى في رفع نسب الاستهلاك؟ وهل عادت الحركة الى طبيعتها بعد حلحلة الأمور المتعلقة بإشكال الجبل؟

هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها رئيس جمعية تجار عاليه ​سمير شهيب​، في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

- كيف تقيم الحركة في أسواق عاليه خلال عيد الأضحى والفترة التي سبقته؟

لم تكن الحركة جيدة قبل العيد، بسبب الظروف التي كانت قائمة في الجبل. ولكن بعد المصالحة، وانعقاد ​مجلس الوزراء​، شعرنا أن الوضع قد تحلحل الى حد ما.

فالوضع في عاليه اعتيادي خلال الشتاء والصيف على حد سواء، مع العلم أن الحركة لم تأتِ على قدر الوعود التي سمعناها وانتظرنا حدوثها، ولم تسجل النسب التي وعدتنا بها الجهات الرسمية منذ بداية الربيع. فنحن "طماعّون" في ما يتعلق بالإقبال على بلادنا، ونطمح أن تكون أعداد القادمين كبيرة وغير اعتيادية.

لكن للأسف، لم يكن الواقع مشابها للتوقعات على الإطلاق، وقد جاءت النتائج مخيبة للآمال، كما أن الحركة لم تسجل نسبة أفضل من العام الماضي.

ولكن نتمنى أن يستفيد لبنان بشكل عام والجبل بشكل خاص، من فترة الشهر المتبقية من ​العطلة الصيفية​. ونأمل أن نشهد على قدوم المغتربين من جهة والأجانب والخليجيين من جهة ثانية؛ اذ يهمنا كثيرا أن يزورنا المغترب اللبناني، وذلك لأنه يسهم بتحريك العجلة الاقتصادية بشكل كبير.

- هل عاد الخليجيون الى عاليه؟

تشهد المنطقة على قدوم الخليجيين، كما أن نسبة القادمين كانت أفضل من العام الماضي. لكن الخليجيين أصبحوا من "أولاد البلد"، وبات لديهم منازلهم الخاصة في لبنان، وبالتالي يزورون البلاد كل فترة مهما كانت الظروف.

وبالتالي نحن نتطلع الى قدوم الخليجيين المصطافين أو السياح، أي الذين يختارون لبنان وجهة لعطلاتهم، ويقضون فيه 10 أو 20 يوما. وتجدر الاشارة هنا، الى أن المصطافين جاءوا الى لبنان ولكن ليس بالنسبة التي كنا نتوقعها، وكان عددهم خجولا جدا، وبالتالي لم نشهد على أي تغيير في الحركة العامة.

- برأيك، هل سيتمكن موسم صيف 2019 من تعويض بعض الخسائر التي تكبدها التجار بسبب غياب ​السياحة​ وضعف القدرة الشرائية للمواطنين؟

عانى التجار منذ حوالي ثلاث سنوات من ​الركود​ والتراجع، وبالتالي لا يمكن تعويض الخسائر المحققة في الماضي، ومن الصعب جدا أن يتم ذلك في أي وقت قريب. ونحن نرضى بأن تكون الفترة المقبلة - أي الشهر والنصف - المتبقية من موسم الصيف، خالية من الخسائر الملحوظة، فالأمل موجود دائما ولن نفقده أبدا.

- هل هناك متاجر أو مؤسسات أقفلت أبوابها في عاليه؟

مدينة عاليه شهدت على بعض الإقفالات، ولكن بنسبة أقل من مناطق أخرى، وذلك لأنها ناشطة في كل فصول السنة، وليس فقط خلال موسم الصيف.

وبالتالي باتت موجودة على الخريطة السياحية لكل فترات السنة، ولم تعد "عروس المصايف" فحسب، بل أصبحت "عروس المواسم".

- هل تنظمون النشاطات من أجل استقطاب الزوار؟

لقد نظمنا العديد من النشاطات في عاليه، مثل الكرنفال و"الكيرمس"، التي استقطبت عددا كبيرا من أبناء المنطقة والجوار، والأشخاص من مختلف المناطق اللبنانية أيضا، بالاضافة طبعا الى السياح.

وهناك المزيد من الأحداث والمهرجانات التي ستستقبلها مدينة عاليه، وبسبب أملنا الكبير في تحقيق الأرقام الجيدة خلال الفترة المقبلة من الموسم، تشجعنا على القيام بالمزيد من المشاريع، على أمل أن لا يختلف السياسيون كيف لا يدفع المواطنون الثمن.

- برأيك، ما هي متطلبات المرحلة الراهنة من أجل تنشيط حركة السوق وإعادة إحياء العجلة الاقتصادية في المنطقة؟

على مستوى الحكومة والدولة بأكملها، يجب أن تقوم الجهات الرسمية بالدعاية للبنان من أجل تشجيع المزيد من السياح على زيارة بلدنا. كما عليها أن تعكس صورة إيجابية عن مناطقنا للعالم أجمع.

اذ أن اسم لبنان كبير، لكنه بحاجة فقط الى إزالة الغبار عنه وتلميع صورته.

- ما هي الرسالة التي تود توجيهها الى المواطنين والمغتربين اللبنانيين، والى السياح والخليجيين من أجل تشجيعهم على زيارة منطقة عاليه؟

أنصح الجميع بزيارة عاليه التي تضم المطاعم والمتاجر و​المنتجعات​ السياحية و​الفنادق​ ومراكز التسلية والترفيه،... فمدينتنا تقدم الخدمات والمنتجات بأسعار تناسب الميزانيات كافة.

كما أنها منطقة آمنة وخالية من التجاذبات، وذلك لكونها متعددة الأطياف؛ فنحن نتعاون دائما مع بعضنا البعض لخدمة منطقتنا، ولم نواجه يوما أي مشكلة. ومن هنا، ندعو الجميع الى زيارتنا والتواصل معنا حول أي موضوع يتعلق بالمنطقة.