يُقال أن "القصد من الوجود هو الطموح إلى ما وراء الوجود!". وهذه المقولة تصف مسيرة نور مطران. فهي شابة ​لبنان​ية طموحة، أرادت تأسيس مشروعها الخاص قبل سن الثلاثين ونجحت! فأثبتت بذلك أن الطموح لا حدود له، و لابد للتمسك به.

لطالما آمنت بقدراتها ولم تتأثر بالمطبات الموجودة على طريق النجاح، بل على العكس، تعلمت من التجارب واستفادت من الخبرات، لكي تواصل مسيرتها نحو القمة؛ وهذا ما جعلها تحقق طموحها وذاتها في مسيرتها الحياتية.

للتعرف أكثر الى مؤسسة العلامة التجارية "The Triple F" والمدونة الالكترونية، نور مطران، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة معها:

   ما هو تخصصك الجامعي؟ وكيف قررت تأسيس "The Triple F"؟

تخصصت في التسويق التجاري، وأعمل في الوقت الحاضر في هذا المجال. ولكن لطالما حلمت أن أؤسس عملي الخاص قبل أن أبلغ الثلاثين من عمري. وأردت إطلاق مشروع فريد من نوعه، غير موجود في الأسواق، لكي أتميز من خلاله عن غيري.

 فقررت تقديم فكرة تشبهني، ومن هنا، ولدت "The Triple F" والتي تعني "Fashion Food and Funky"، أي "الموضة، الطعام، والمرح"؛ اذ انطلقت بمجموعة من الاكسسوارات، وبعد ذلك أطلقت أول مجموعة من القمصان التي تعرض رسالة معينة (statement shirt)، والتي لاقت إقبالا واسعا من الجمهور. ومع الوقت، عمدت الى الكشف عن القمصان الجديدة كل فترة.

ولا بد من الاشارة الى أن خبرتي العملية في مجال التسويق ساعدتني على الانتشار بشكل أكبر بين الناس، وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن نشاطي كمدونة الكترونية (blogger) عزز من قدرتي على التسويق للعلامة التجارية.

الى أي مدى تساعد وسائل التواصل الاجتماعي المشاريع على الانتشار والتوسع؟

ركزت في بداية الطريق على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، وشاركت بعد ذلك في معرضين.

لكن الدعاية الأكبر هي حتما من خلال ​الاعلام الاجتماعي​ وخاصة موقع "​انستغرام​".

هل تعانين من مشكلة التقليد والنسخ بسبب نشر الصور عبر المواقع الاجتماعية؟

اكتشفت للأسف أن عددا كبيرا من الناس قلدوا أفكاري. وفي البداية كنت أحزن وأغضب كلما رأيت أن شخصا ما يستفيد من تعبي ومجهودي وينسبه اليه.

ولكن في المقابل، يقول لي الزبائن والمتابعين أن التقليد هو دليل على نجاح تصاميمي وتميزها، ما يشعرني بالقليل من الراحة، الى حد ما.

ما الذي يميز "The Triple F" عن غيرها من العلامات التجارية؟

الأشخاص الذين يبحثون عن الأفكار المميزة والاستثنائية سيجدون طلباتهم لدى "The Triple F". فكل شخص، بغض النظر عن جنسه أو عمره أو وضعه الاجتماعي، سيجد ما يعجبه ويناسب ذوقه.

وذلك لأن كل رسالة موجودة على قميص ما، تعبر عن شخص معين وعن شخصية محددة؛ وقد تكون الرسالة ساخرة، مضحكة، ملهمة، محفزة،...

وبالتالي توجد رسالة وراء كل تصميم، وهذه الرسالة تمثل شخصا مختلفا. وبالاضافة الى ذلك، فإن كل القطع مصنعة في لبنان.

هل تعتبرين المنافسة عاملا إيجابيا في مجال الأعمال؟

في كل عمل سنجد منافسين، والمنافسة تشكل العامل المساهم في تطوير كل مشروع وتحسينه؛ فاذا غاب هذا العامل، اختفى العمل عن الوجود.

كما أن المنافسة تعطي حافزا للعطاء أكثر في العمل، ولتقديم الأفكار الأفضل على الدوام، والاهتمام بالتوسع والتطور.

وأنا أؤمن بأن كل شخص قادر على التألق بطريقته الخاصة، ولا يمكن لأحد انتزاع نجاح غيره؛ وفي النهاية "كل واحد بياخد رزقتو!".

ما هي الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة لكي تحقق النجاح المهني؟

أولا، يجب أن تثق بنفسها وبأفكارها، وأن تكون شغوفة بما تقوم به.

ثانيا، يجب أن تعمل على صقل مهاراتها، وأن تسعى دائما للوصول الى ما تتمناه.

ثالثا، يجب أن لا تستسلم أبدا في وجه العوائق والضغوط والصعاب.

رابعا، يجب أن لا تهتم للتعليقات السلبية من الناس، بل أن تستمع الى قلبها وحدسها وإلهامها.

خامسا، المرأة قادرة على تحقيق أي هدف تريده، وأي حلم تؤمن به، لأن المستحيل غير موجود في قاموسها.

سادسا، عليها أن تسعى الى التقدم خطوة بخطوة و"ما تمسك السلّم بالعرض".

سابعا، يجب أن تحظى بنظام دعم فاعل، يتألف من أشخاص يحبونها ويؤمنون بقدراتها.

​​​​​​

 من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

أنا محظوظة جدا لحصولي على دعم واسع من عائلتي، وزوجي، ووالدتي، وأختي. فكل الأشخاص المحيطي بي وقفوا الى جانبي منذ اليوم الأول.

كيف تحققين التوازن بين العمل والعائلة؟

في البداية كانت الأمور صعبة للغاية، ولكن مع مرور الأيام تعلمت كيفية تنظيم الوقت والمهام.

فالتوازن موجود وهو متعلق تماما بتنظيم الوقت وتخصيصه بحسب المكان والزمان، وذلك رغم الصعوبات الكثيرة التي أواجهها بسبب مسؤولياتي الكثيرة كزوجة وأم، و​موظفة​ بدوام كامل، بالاضافة الى العلامة التجارية التي أديرها.

لكن زوجي يساعدني كثيرا في كل جوانب الحياة، وأنا محظوظة لوجوده الى جانبي.

كما أحاول كل فترة أن أقطع الاتصال مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي لمدة معينة، لأحصل على فترة من الراحة، من أجل التركيز تماما على العائلة والأوقات الخاص.

ما هي المشاريع التي تطمحين الى تحقيقها في المستقبل؟

مشاريعي كثيرة، فأنا شخص طموح ما زال في بداية الطريق، وبالتالي أسعى دائما الى تحقيق المزيد من التقدم.

في الوقت الحاضر، أطمح للوصول الى ​الدول العربية​ والخليجية، وأتمنى افتتاح متجر خاص بي في المستقبل القريب، كي لا تبقى تصاميمي موجودة فقط للطلب عبر ​الانترنت​.

ما هي الرسالة التي تودين إيصالها الى المرأة اللبنانية من خلال تجربتك المهنية الخاصة؟

أولا، أنصح المرأة دائما أن تثق بنفسها وبأحلامها، وأن لا تستمع الى مَن يحطّ مِن قدراتها، ويحدّ من طموحاتها، وذلك لأنها قادرة على تحقيق أي هدف تضعه نصب عينيها.

ثانيا، عليها أن تتحلى بالشغف والحب والإصرار تجاه ما تريد الوصول اليه؛ وستصل حينها الى أبعد الأحلام.

ثالثا، أقول لها: "ابتعدي عن الشعور باليأس، ولا تستسلمي في بداية الطريق أو عند مصادفتك لأي عائق، بل حاولي ثم حاولي ثم حاولي حتى تصلي الى كل ما تريدينه في هذه الحياة".

وفي النهاية أقول أنه من خلال حب الذات، وحب الأهداف، وحب النجاح، ستصل المرأة حتما الى أعلى الإنجازات.